حارس النصر: يا عيال أرجعوا
كنت "وللأسف الشديد" من بين الحضور لمباراة النصر& ومنتخب العراق الأولمبي. بالتأكيد أنا هلالي حتى الموت، ولكنها دعوة من شخص نصراوي الذي لم أرآه إلا بعد أسبوع من تاريخ الهزيمة النكراء.عموماً ذهبنا لملعب المحالة ووصلنا قبل اللقاء بثلاث ساعات ونص تقريباً(صديقي النصراوي كان يتوقع حضور جماهيري كبير للنصر ولكن.... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) دخل الفريق العالمي للتسخين قبل المباراة،وجلست أتابع طريقة لاعبي العالمي في أداء التسخين،وكانوا يقولون - وهم يؤدون حركات الإحماء- كلمات غريبة جداً لم أفهمها كانت تشبه(لهجات القبائل الأفريقية).فأقسمتُ في نفسي أن العالمي لا يتعدى أكثر من أنه فريق..............
خمس دقائق مرت على بداية المباراة ولم أكن منتبهاً(كنت مشغولاً في حساب عدد جماهير العالمي على أصابعي)جلست (وبإنشراح كبير) أتابع تكتيك الفريق العالمي وطريقة اللعب التي يتبعونها فأقسمتُ في نفسي أن العالمي لا يتعدى أكثر من أنه فريق..............
تقدم العالمي بهدف فأهتز ملعب المحالة من كثافة الجمهور ورقصوا وفرحوا وتباركوا حتى أن شخصاً من بين الحضور(من أهل الكرم والجود) أقسم أن الفصفص والشاي في المباراة القادمة على حسابه فنسي الجمهور الهدف وراحوا يهتفون للكريم: يعيش "أبو خالد" يعيش "أبو خالد" يعيش "أبو خالد"
كان أسمه "أبو خالد" هذا الاسم ذكرني برجل يشتغل في تجارة الحمير "استيراد وتصدير" من أكثر جماهير العالمي تعصباً أنا لا أحبه لأنه يتميز بالكذب والنفاق.
عموماً استمرت المباراة حتى تعادل منتخب العراق الأولمبي فهتف جمهور العالمي(بسيطة.. بسيطة تتعوض في دقيقة) حارس العالمي كان صوته مسموعاً جداً (رغم كثافة الجهور) كان يقول: يا عيال أشفيكم ما ترجعوا؟. فأقسمتُ في نفسي أن العالمي لا يتعدى أكثر من أنه فريق..............
استمرت المباراة حتى تقدم منتخب العراق الأولمبي بالهدف الثاني فهتف جمهور العالمي(بسيطة.. بسيطة تتعوض في دقيقة) حارس العالمي بغضب: يا عيال أشفيكم ما ترجعوا؟. وهنا انتهي الشوط الأول وكان أربعه أو خمسة من جهور العالمي في سابع نومه.
بدأ منتخب العراق في الشوط الثاني بشن الهجمات ذات اليمين وذات الشمال حارس العالمي بصوت عالي جداً: يا عيااااااااااااااااااااااااااااال ارجعوا بسرعة ولكن سبق السيف العدل وتقدم منتخب العراق بالهدف الثالث. جمهور العالمي بثقة عمياء(بسيطة.. بسيطة تتعوض في دقيقة) وعندها حارس العالمي لم يقل للدفاع شيئاً لأنهم أصلاً كانوا متراجعين ولكن قال: يا عيال بلا تريقة في اللعب بالله ألعبوا زي الناس. عندما سمعت كلمة(زي الناس) أقسمتُ في نفسي أن العالمي لا يتعدى أكثر من أنه فريق..............
تقدم منتخب العراق بالهدف الرابع فهتف جمهور العالمي(بسيطة.. بسيطة) حارس العالمي: يا عيال أشفيكم ما ترجعوا؟.
وتقدم منتخب العراق بالهدف الخامس فصاح جمهور العالمي صيحة رجل واحد
كبيرة.. كبيرة) حارس العالمي ما زال يصرخ: يا عيال أشفيكم ما ترجعوا؟.
استمرت المباراة وكان جمهور العالمي في هدوء وصمت رهيب جداً،ووسط هذا الصمت الرهيب بالكاد سمعت شخصاً يسأل صاحبه: أمريكا يوم حاربت العراق أخذوا أسلحة الدمار الشامل منها؟ أجابه صديقه:سمعت أنهم أخذوها لكن أتحدى يأخذونها،على بالك العراق فاز خمسة على زين لعبه. السائل بابتسامة كبيرة: إيييييييييييييه صح.
على مقربة مني كان هناك أشخاصاً قد تجمهروا على شيءٍ ما وكانوا يقولون: أنتَ وعدتنا يعني لازم تفي بوعدك. كان التجمهر حول أبو خالد صاحب الكرم الجود كان يتعذر عن عدم حضورهِ لمباراة العالمي القادمة لظروف خاصة جداً.
انتهت الحرب. عفواً انتهت المباراة. وخرجت من الملعب وأنا أقسم أن العالمي لا يتعدى أكثر من أنه فريق حواااااااااااااااااااااااااااااااااااااااري.
بعد نهاية المباراة سأل أحد مذيعي القنوات الفضائية أحد لاعبي فريق العالمي عن أسباب الهزيمة بخمسة أهداف فأجاب اللاعب:
السبب في الهزيمة بخمسة أهداف وجود لوحات إعلانية على جنبات الملعب تحمل أسم (نيسان).
ملاحظة: نجوم العالمي تذكروا أثناء المباراة مباراتهم التاريخية مع نيسان الياباني والتي انتهت بخمسة أهداف لصالح (نيسان) وهنا لا نلوم نجوم العالمي وسامح الله المشرفين على دورة الصداقة الدولية بإعطاء شركة (نيسان) حقوق الرعاية الرسمية للدورة.