26/08/2003, 03:16 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 12/07/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 267
| |
امسك عليك لسانك بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى بالله شهيداً ، وأشهد إن لا إله إلا الله إقراراً به وتوحيداً ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالحق مبشراً ونذيراً وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً .
أيها الأخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الحق تبارك وتعالى ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداً ، يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )
أخرج ابن ماجة في صحيحه من حديث معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عظيما وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار الماء وصلاة الرجل من جوف الليل ثم قرأ ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) حتى بلغ ( جزاء بما كانوا يعملون ) ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى فأخذ بلسانه فقال تكف عليك هذا قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم)
وأخرج الترمذي في سننه عن عقبة بن عامر قال ( قلت يا رسول الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك )
وروى الترمذي في سننه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفِّر اللسان، تقول : اتق الله فينا؛ فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا))، قال الإمام النووي رحمه الله: "معنى ((تكفر اللسان)) أي: تذل له وتخضع".
وروى الترمذي وغيره عن سفيان الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف عليَّ؟ قال: فأخذ رسول الله بلسان نفسه، ثم قال: ((هذا)).
وقد كان سلف هذه الأمة وخيارُها يخشون خطر اللسان، ويحاذرونه غاية الحذر، فكان أبو بكر رضي الله عنه يخرج لسانه ويقول: (هذا الذي أوردني شر الموارد) ، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (والله الذي لا إله غيره، ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان) ، وقال عطاء بن أبي رباح رحمه الله: "أما يستحي أحدكم إذا نشرت صحيفته التي أملاها صدْرَ نهاره أن يكون أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه".
وحفظ اللسان أمر مهم وأكثر ما يهلك الانسان في الآخرة معاصي اللسان لأن الكلام سهل على اللسان ، وأكثر ما يفعله الإنسان من الذنوب هو من اللسان وأكثر الكفر يكون من اللسان ، وأكثر أسباب التباغض والتقاطع هو اللسان .
أحبتي في الله
إن ما دعاني لكتابة هذا الموضوع .. هو قرب بدء منافسات الموسم الرياضي ، وما يصحبه من شد للأعصاب وحماس زائد لدى بعض الجماهير .
نلحظ في بعض المباريات إقدام بعض الجماهير هداهم الله على التلفظ بألفاظ لا تليق يدخل فيها سب وشتم وتنابز بالالقاب ، بل ويصل الأمر إلى سب الدين أو سب الدهر أو التعرض لأعراض الناس .
((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء)) رواه الترمذي وحسنه، وروى البخاري في صحيحه أن رسول الله قال: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم)).
ليس كلامي هذا ضربا من الخيال بل هو الواقع المؤلم والمشاهد ، شهدته بنفسي في أكثر من مناسبة كروية .
قد يقول قائل إنما هي فئة قليلة أو دخيلة ، فأقول له ربما هي قليلة بالنسبة للقاعدة الجماهيرية العريضة ، أما كونها دخيلة فهذا أمر بعيد كل البعد .
أضرب مثالا حدث في العام الماضي حيث صادف وجودي في مقر اللجنة الاولمبية السعودية إقامة مباراة الهلال والاهلي في نهائي كاس الاتحاد لكرة الطائرة وقد حضرت تلك المبارة وسائني مارأيت من الجمهور ( أقول للاسف أنه الهلالي ) حيث أخذت مجموعة منهم بالتلفظ بالفاظ بذيئة وفاحشة ،، بل ووصل الأمر إلى التلفظ على أحد اللاعبين والتكلم عن والدته تصريحا ،، وللأسف أن تلك المجموعة كانت تمثل صرحا إعلاميا يعنى بشؤون الهلال .
والمحزن في الأمر انك لو توجهت إلى أحدهم ونصحته قال لك وما الذي أتى بك إلى هذا المكان إن كنت لاتريد سماع مثل هذه الألفاظ ،، وكأنه أجاز لنفسة وحلل لها أن تقول وتفعل أي شي في هذا المكان .
من معاصي اللسان قَذف المسلمِ بالزِنى ،، وألفاظ القذف كثيرة حاصلها كل كلمةٍ تنسب إنساناً أو واحداً من قرابته الى الزّنى كقول بعضهم يا زاني أو يا ابن الزانية، وهذا من كبائر الذنوب .
ولغو الكلام وفضول القول، تميل إليه الأنفس، وتصغي إليه الآذان، وتلوكه الألسن، ثم لا تعود منه بطائل، ولا تخرج منه بفائده، بل غالبه يعود بالضرر في العاجل والآجل، وكل ذلك ليس من هدي الإسلام وآدابه؛ لأن الإسلام يكره اللغو والفضول، والانشغال بسفاسف الأمور، ويحب معاليها وفضائلها، وقد قال سبحانه: لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما
فلعلنا ان ننتبه الى هذا الامر العظيم لان عاقبته وخيمة على الفرد نفسه اولا ثم على افراد المجتمع ككل .ومن وُقي شر لسانه فقد وُقي شرًا عظيمًا، ومن استعمل لسانه في الخير والطاعة والمباح من الكلام وُفق للسداد والكمال، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
أسأل الله لي ولكم التوفيق وأن يتجاوز عنا ذنوبنا وسيئاتنا وزلل السنتناإنه مجيب الدعاء
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين |