- كالعادة شهدت اللحظات الأخيرة من الميركاتو الصيفي تحركات جادة لحسم الكثير من الصفقات وتعزيز الصفوف بلاعبين جدد.. هذا الوضع حدث محليًا ودوليًا حيث تعودنا أن تكون الساعات الأخيرة تحمل في طياتها الكثير من الصفقات قبل أن تغلق الفترة أبوابها.. صحيح أنه ما زال هناك أكثر من أسبوع على الإغلاق لكن تسارع وتيرة تحركات الساعات الأخيرة حملت معها الكثير من الأخبار المفرحة.. ففي الهلال وصل نيمار ومتروفيتش وربما حسان تمبكتي، وهي الصفقة التي حملت معها أصداءً كبيرة، كون النجم الدولي القادم هو مطمع الكثير من الأندية لكن رغبته هي التي قادته لزعيم الأندية السعودية، وهو المكان المناسب له بكل تأكيد..
أغرب التحركات الأخيرة هي تخلص نادي الاتحاد من مهاجمه الجديد صاحب الـ20 مليون يورو قادمًا من جلاسجو رينجرز الإسكتلندي البرتغالي جوتا.. ومعه الحارس البرازيلي جروهي الذي انخفض مستواه بشكل مخيف.. أما النصر فالأخبار تقول إنه بصدد التعاقد مع إيمريك لابورت قادمًا من المان سيتي، كما أن هناك لاعب وسط جديد من بورتو ويبدو لي أن صفقات النصر ليست مدروسة وفقًا لاحتياجات الفريق.. فهناك تداخل في المراكز ومنها تواجد ظهيري يسار أجانب في حالة تبدو هي الأغرب في الدوري السعودي..
الشباب هو الأكثر حاجة لتعزيز صفوفه متى أراد تقديم موسم جيد.. فالفريق محتاج لتحركات قوية للتعاقد مع العديد من اللاعبين الأجانب في الجانب الهجومي.. ولعل التمويل الذي سيحصل عليه من بيع عقد المدافع حسان تمبكتي قد يكون حلًا جيدًا للأزمة المالية التي يعاني منها حاليًا.. والتي منعته من تعاقدات جديدة على مستوى جيد..
في الأهلي التعاقدات تتم بسلاسة وهدوء.. وأبرزها إغلاق مشكلة خط الدفاع بالتعاقد مع مدافع آخر في قلب الدفاع هو التركي أدميرال، وهذا يعني اكتمال صفوف الفريق تقريبًا.. ما يعني عودة بطل الكؤوس ليلعب الدور الذي تعودناه منه كفريق كبير ومنافس.. وإذا ما وفق في الاستمرار ببدايته الجيدة في تجميع النقاط فقد يلعب دورًا مهمًا هذا الموسم في المنافسة الحقيقية على الألقاب.. يدعمه في ذلك جمهور كبير وعاشق ومتشوق للفوز والألقاب وهو مستمتع بكوكبة النجوم الجدد التي أحيت الشغف والأمل لدى مجانين المدرج الأهلاوي الممتع..
نعود للفرق التي أكملت صفوفها من وقت مبكر وتقدم مستويات جيدة وتحقق نتائج ملفتة وهي التعاون والفتح والفيحاء.. والتي دائمًا ما تكون مبارياتها أمام الكبار ممتعة وقوية، ما أضاف للدوري بعدًا آخر جعل المنافسة أصعب من السابق ليحظى الدوري السعودي بإعجاب الكثيرين ومتابعتهم..!

صحيح أن حسان تمبكتي، واحدٌ من أفضل المدافعين السعوديين، غير أن الضجة التي صاحبت انتقاله من الشباب إلى الهلال، مبالغ فيها.
هل هو من الأفضل نعم، هل هو أول من ينتقل من الشباب، لا، هل سيكون الأخير، بالتأكيد لا.
منذ أكثر من عقدين، لجأ الشباب إلى أسلوب بيع عقود اللاعبين لتوفير الأموال للإنفاق على فريقه، طريقة أثمرت عن العديد من البطولات.
منذ تأسيسه، عانى الشباب هيمنة قطبي العاصمة الهلال والنصر على المشهد، الأمر الذي حرمه عقود الرعاية، وأعضاء الشرف الدعمين، ولولا علاقة الحب التي ربطت بين الأمير خالد بن سلطان والنادي، لكان في وضع شبيه بوضع نادي الرياض حاليًا، هذه العلاقة هي التي دفعت خالد البلطان، الذي كان مرشحًا لرئاسة النصر ليتولى رئاسة النادي، ويستمر معه العصر الذهبي لليوث.
البلطان الذي أنفق الملايين على النادي، اعتمد على سياسة البيع، وكذلك فعل من سبقوه، وسيفعل من سيلحق به، هكذا تعمل معظم الأندية في العالم، فعقود الرعاية والنقل التلفزيوني لا تكفي، والشباب لا يملك قاعدة جماهيرية تدر عليه الملايين مثل جيرانه.
التشكيك في ميول رئيس الشباب، سيقودك إلى التشكيك في ميول من سبقوه، ومن سيلحقه، منافسه على الكرسي كتب تغريدات توحي بأنه نصراوي صميم، هذا ليس سرًا، البلطان ذاته كان يرغب في تولي كرسي رئاسة النصر، قبل أن يتحول إلى شبابي، علاقته السابقة مع النصر لن تمنعه من أن يكون ندًا للأصفر، لم ينس جمهور النصر مقولة “رصيناكم بأربعة، ولو تبون تعيدون المباراة عدناها”، لا شيء يمنع خالد الثنيان من أن يكون بلطان آخر، مزاعم أنه هلالي لن تمنعه، كما لم تمنع غيره، على سبيل المثال ناصر الكنعاني الذي عارض الصفقة بقوة، كان يعمل في إدارة النصر، هكذا هو حال معظم الشبابيين، هناك نادٍ آخر في الصورة.
الفرق أن العلاقة بين الهلال والشباب علاقة من طرفين، بينما العلاقة بين النصر والشباب علاقة من طرف واحد في الغالب، خلال السنوات القليلة الماضية، خطف النصر من الشباب أكثر من 14 لاعبًا، بعضهم رغمًا عن الإدارة مثل نايف هزازي، في المقابل تعاقد الهلال مع ثمانية شبابيين، وأعطى الشباب سبعة، وكلها بعقود ضخمة منحت الشباب فرصة الاستمرار، وحصد البطولات.
الحرب التي أعلنها بعض الشبابيين ضد الإدارة الحالية، ليست بسبب انتقال اللاعب، فهو أمر اعتادوا عليه، ولكن إلى أين اتجه، ربما لو ذهب اللاعب للنادي الآخر، لتغيرت لائحة المؤيدين والمعارضين، للنقيض.