
17/12/2021, 08:26 PM
|
 | زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 04/07/2005 المكان: الدوادمي
مشاركات: 46,349
| |
الجمعة 13 جمادى الأولى 1443هـ 17 ديسمبر 2021م عبدالرحمن الجماز من قتل متعة الديربي؟ كان طبيعيًّا جدًّا ما شاهدناه من ردة فعل غاضبة، اعتراضًا على قرار لجنة المسابقات في رابطة دوري المحترفين السعودي بتقديم مواجهة ديربي الرياض إلى العصر، بدلاً من إقامتها في الثامنة مساءً من اليوم نفسه.
وبعيدًا عن وجاهة أسباب التقديم من عدمه، وحتى وإن جاء الأمر بموافقة الناديين، فلجنة المسابقات فشلت بشكل كبير في اختيار وقت مناسب لمباراة تنتظرها الجماهير، بحكم أن الهلال في مواجهة مباشرة مع غريمه الجغرافي النصر.
وكان من المفترض على لجنة المسابقات البحث عن موعد آخر يتناسب مع القيمة الفنية للمباراة، ويراعي الظروف التي يرتبط بها الموظفون والمعلمون، الذين يشكلون النسبة العظمى من الجماهير، بدلاً من حشرها في العصر وفي يوم دوام.
ولا أعرف ما هي مبررات لجنة المسابقات، وعجزها عن تحديد موعد آخر، كان مناسبًا للجميع، ويأخذ في الاعتبار أهمية المباراة، وتوفير الأجواء الملائمة لمتعة الحضور والمشاهدة، لا أن يتم (حرقها) بتوقيت غريب.
وكان بإمكان لجنة المسابقات ترحيل المباراة إلى يوم الجمعة، وإقامتها بنفس الموعد عصرًا، بحكم أنه يوم إجازة للجميع، ولكن اللجنة عجزت مع الأسف في إيجاد مناسب، وغرقت في (شبر مية) كالعادة.
والكل يعلم مواجهة الهلال والنصر هي من المؤجلات، ولا يوجد مبرر واحد مقنع يضطر معه لجنة المسابقات إلى الفشل في اختيار التوقيت المناسب لإقامتها وتعديل الموعد قبل يوم واحد فقط، سوى قلة (الدبرة) وغياب التفكير في خلق الأجواء المناسبة التي تساعد في تثبيت أهمية مثل هذه المباريات.
وكتب الزميل خالد القحطاني، عبر حسابه الشخصي على منصة تويتر، كلامًا معبرًا يستحق الدراسة والتأمل من قبل لجنة المسابقات: “هنالك قيمة سوقية للمباريات الكُبرى، أكبر الدوريات في العالم تحاول أن تضاعف هذه القيمة بجعل الكلاسيكو يظهر بأفضل شكل وأفضل توقيت.. من أهم خطواتهم المعتادة أن تكون مباراة “مساءً” في نهاية الأسبوع، لأنه وقت لفُرجة كل المجتمع الرياضي، حنا خليناها نهاية الأسبوع بس وقت الدوام”.
ولن أكون مبالغًا إذا ما جزمت بأن ما قامت به لجنة المسابقات، بعيدًا عن وجاهة أسباب التقديم، افتقد للاحترافية وتقدير أهمية المباراة وجماهيريتها وتعارضه مع ارتباطات الغالبية العظمى، وهذا بلا شك يحسب على اللجنة ويقلل من قناعة الشارع الرياضي، بقيمة العمل الذي تقدمه. إبراهيم بكري هلال جارديم من دون هيبة! لا تعرف ما الذي يحدث؟ قبل أسابيع معدودة تُوِّج فريق الهلال بطلًا لدوري أبطال آسيا، وتخطى أندية الشرق والغرب، وتربَّع على زعامة القارة.
الفريق نفسه.. المدرب نفسه.. بل إنه يملك لاعبين محترفين أجانب أكثر في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين مقارنةً مع البطولة الآسيوية، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أنه لا يُظهر في الدوري المحلي شخصية البطل المعهودة عن “الزعيم”.
ما السر وراء ذلك؟!
أن تتجرَّأ كل الفرق دون استثناء على هيبة الهلال في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين داخل المستطيل الأخضر، وتجعل منه في كثير من المباريات عاجزًا عن الانتصار، فهذا مؤشر على وجود خلل فني.
مَن يعتقد أن خسارة الهلال الديربي أمس أمام الفريق النصراوي مجرد ثلاث نقاط لا أكثر، قد يجهل أن “الزعيم” يترنَّح منذ بداية الدوري، وسط حالة من نزيف النقاط.
ليوناردو جارديم، مدرب الهلال، “بالغصب” يحاول تغيير جينات الهلال عبر خطة عقيمة، لا تتناسب مع أسلوب الهلال الفني المعروف عنه منذ سنوات كثيرة.
هذا المدرب قتل متعة الهلال الفنية داخل المستطيل الأخضر من خلال تكليف اللاعبين بمهام فنية لا تتناسب مع إمكاناتهم، بل أصبحت هذه المهام عبئًا على كل لاعب، وذات تأثير سلبي على شخصية الفريق.
لا أعرف ماذا يفعل ليوناردو جارديم، مدرب الهلال، في التدريبات في ظل انخفاض المستوى الفني لأكثر من لاعب، خاصةً الأجانب المحترفين، الذين أصبحوا على دكة البدلاء من دون أي قيمة فنية للفريق. قد تكون المعادلة معقَّدة، عند انخفاض مستوى اللاعب فنيًّا، هل تلوم المدرب، أم اللاعب نفسه، أم هي مسؤولية مشتركة بين الطرفين؟
لا يبقى إلا أن أقول:
ليوناردو جارديم، مدرب الهلال، من طينة المدربين الذين يفضلون “الاختراع” في تغيير مراكز اللاعبين، وهذا الأسلوب لا ينجح دائمًا، بل يعطِّل إمكانات كثير منهم، ويصبح الفريق مثل حقل تجارب.
لعل لغة الأرقام الأكثر صدقًا في تحليل أداء جارديم مع الهلال خلال مشواره في الدوري، فمن أصل 12 مباراة فاز في خمس، وتعادل ست مرات، وتلقى خسارة واحدة.
الهلال في المركز الرابع، يفوز في الثواني الأخيرة بكل صعوبة وبشق الأنفس، أو يتعادل مع فرق مستوياتها ضعيفة، ومع هذا المدرب سيفقد الهلال هيبته، وتتجرَّأ عليه جميع الفرق.
وحتى يعود الهلال، يحتاج الفريق إلى أن يغيِّر المدرب قناعاته، أو يرحل، ليس هناك حلٌّ ثالث. هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك. |