استاد ميونيخ العريق

- عندما تستضيف ألمانيا الموحدة مباريات كأس العالم في 2006 لن يرتج بصيحات الجماهير الإستاد التاريخي الذي قاد فيه فرانز بكنباور فريق ألمانيا الغربية إلى الفوز بكأس العالم عام 1974 بهزيمة هولندا 2/1.
فجأة سحب مهندسون مشروعا تقدموا به في سبتمبر أيلول لتحديث الإستاد الذي شيد خصيصا لأولمبياد 1972.
و قد استشاط غضبا بكنباور رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم عام 2006 و حذر من أنه إذا لم تحل المشكلة فورا فإن ميونيخ ربما لا تستطيع استضافة المباريات النهائية.
و الحل الوحيد فيما يبدو الآن بناء إستاد جديد في موقع آخر.
و الاحتمال أن يحدث هذا إذ اتفق نادي بايرن ميونيخ بطل الدوري الألماني مع منافسه تي. اس. في. 1860 على الاشتراك في التكاليف التي تقدر بنحو 350 مليون مارك لتشييد إستاد جديد سعة 66 ألف مقعد.
قال بكنباور رئيس نادي بايرن ميونيخ أن النادي يبحث بالتأكيد عن مكان لبناء إستاد جديد و أنه واثق من النجاح.
و أضاف أن هناك أربعة مواقع ملائمة و ستجري دراسة جدوى شاملة قبل اتخاذ القرار النهائي الشهر المقبل.
و تحتل ميونيخ مكانا بارزا على خريطة كرة القدم الألمانية بفريقين ممتازين بايرن و تي. اس. في. 1860.
فقد فاز بايرن ببطولة أوروبا ثلاث مرات و بطولة ألمانيا 16 مرة و له أندية مشجعين في بلاد بعيدة مثل اليابان.
و يلعب كل من تي. اس. في. الذي فاز ببطولة الدوري الألماني في 1966 و كان أشهر ناد في المدينة و بايرن في الإستاد الأولمبي بينما يلعب أونترهاخينج ثالث أشهر فريق في ميونيخ في إستاد أقل مرتبة.
و دائما يتطلع بكنباور رئيس نادي يايرن إلى أن تستضيف ميونيخ مسقط رأسه أول بطولة لكأس العالم تجري في ألمانيا الموحدة.
و بينما كان بطل هذه المدينة البافارية الذي طالما حقق أمجادا لفريق بايرن يناضل لإقناع المسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة الكرة (فيفا) بأن ألمانيا أفضل مكان لاستضافة كأس العالم 2006 من جنوب أفريقيا أو إنجلترا أو المغرب قرر أن التلويح بشيء يرمز إلى ميونيخ ربما يكون عاملا مساعدا.
كان للإستاد التاريخي العريق دورا مهما في نجاح الحملة الألمانية لاستضافة مونديال 2006
و عشية التصويت دخل قاعة الاجتماع في زوريخ في يوليو تموز الماضي حاملا قطعة من التربة المعشوشبة و عليها كرة و قال أن هذه قطعة من إستاد ميونيخ الأولمبي الذي ستبدأ فيه مباريات كأس العالم 2006 في ألمانيا.
و تقديرا لبكنباور قررت اللجنة في اليوم التالي اختيار ألمانيا و استبعاد جنوب إفريقيا بفارق صوت واحد.
و لكن من المستبعد أن يعيش الإستاد الشهير الحدث الكروي العالمي القادم.
و يذكر أن مجادلات ساخنة احتدمت حول تطوير إستاد ميونيخ إلى أن اتفقت سلطات المدينة و الناديين اللذين يلعبان فيه على تجديده و تحويله إلى تحفة فنية بتكاليف مقدارها 400 مليون مارك. و لكن المشروع الجديد لم يلق قبولا لدى كثيرين من عشاق هذا الإستاد الشهير لأنه يتضمن تغييرات جذرية تكاد تطمس معالمه التاريخية. و تنفسوا الصعداء عند إلغاء المشروع.
و الإستاد تحفة معمارية و لكنه أدرج في الشهر الماضي على قائمة المجلس العالمي للآثار و المواقع المهددة بالانهيار و مقرها باريس مثله مثل أهرام المايا في جواتيمالا و اللوحات الجصية (فريسكو) في بومبي.
و لكن استبعاد الإستاد شكل موقفا خطيرا كما يقول بكنباور الذي حذر من أنه إذا لم تحل المشكلة فان برلين ستستضيف ليس فقط المباراة النهائية و لكن أيضا المباراة الافتتاحية.
و لذلك كان قرار بناء إستاد جديد يجب الانتهاء منه عام 2005 حتى تستطيع ميونيخ استضافة نهائيات عام 2006.
و أثناء أولمبياد 1972 انتقل اهتمام العالم من إستاد ميونيخ إلى القرية الأولمبية المجاورة حيث قتل فدائيون من مجموعة أيلول الأسود المنشقة على منظمة التحرير الفلسطينية عضوين من الوفد الإسرائيلي و أخذوا تسعة رهائن.
و بعد بضعة أيام قتل التسعة الإسرائيليين و خمسة من أيلول الأسود و ألماني واحد في تبادل لإطلاق النار عندما حاولت قوات الأمن الألمانية تحرير الرهائن.