#1  
قديم 07/08/2003, 12:24 PM
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 02/12/2002
مشاركات: 25
من هو الإمام الآجري !

1- اسمه ونسبه(*)

هو الإمام الحافظ المحدث الفقيه أبوبكر محمد بن الحسين بن عبدالله الآجري

و ( آجري ) في الأصل اسم جنس لآجرة وهو ما يسمى الآن بالطوب وهو نسبة إلى بلدة في العراق .

قال أبوسعيد السمعاني في الأنساب(1) و أبوعبدالله ياقوت الحموي في معجم البلدان (2) (الآجري بضم الجيم وتشديد الراء : محلة كانت ببغداد من محال نهر طابق بالجانب الغربي , سكنها غير واحد من أهل العلم وهي الآن خراب ) .

ينسب إليها أبوبكر محمد بن الحسين الآجري

وقد وُلد الإمام الآجري في هذه القرية ولم تشر المصادر التي ترجمت له إلى السنة التي ولد فيها .

وقد بدأ دراسته في بغداد عند كبار مشايخها وحدث بها أولاً قبل ثلاثين وثلاثمائة , ثم انتقل منها إلى مكة فاستوطنها , ذكر ابن الجوزي في " صفة الصفوة " و " المنتظم " , وابن العماد في " الشذرات " , و ابن خلكان في " وفيات الأعيان " , و السبكي في " طبقات الشافعية " , أن الإمام الآجري لما دخل مكة أعجبته فقال (اللهم ارزقني الإقامة سنة ) فهتف به هاتف : بل ثلاثين سنة , فعاش بها ثلاثين سنة .


2- شيوخه

من تتبع مؤلفاته رحمه الله , يرى أن له مشايخ كثيرون , كما ذكره غير واحد من المؤرخين . ومن شيوخه :

- أبومسلم الكجي أو الكشي إبراهيم بن عبدالله ( ت292 هـ )
- أحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه أبوالعباس القطان ( ت304هـ )
- أبو شعيب الحداني
- خلف بن عمرو العكبري
- أبوخليفة الفضل بن حباب
- المفضل بن حباب الجندي أبوسعيد الحافظ ( ت308هـ )
- هارون بن يوسف بن زياد
- قاسم بن زكريا المطرز البغدادي ( ت305هـ )
- أبوبكر بن أبي داود عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ( ت316هـ )
- أحمد بن يحيي الحلواني
- جعفر بن محمد بن الحسن أبوبكر الفريابي ثم التركي ( ت301هـ )

وغيرهم خلق كثير , ومن نظر في كتب الإمام الآجري خاصة الشريعة و تحريم النرد والشطرنج والملاهي وقف على جم غفير غير هؤلاء .

3- تلاميذه

من تتبع المصادر التاريخية ] وخاصة التي ذكرناها في مقدمة الترجمة [ يعلم أن للإمام الآجري تلاميذ منهم :

- أبونُعيم أحمد بم عبدالله الحافظ الأصبهاني ( صاحب الحلية ) ]ت 404هـ [
- محمد بن الحسين بن المفضل القطان
- أبوالحسن الحمامي
- عبدالرحمن بن عمر بن النحاس
- علي بن أحمد المقرىء
- محمود بن عمر العكبري
- أبوالحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران
- أبوالقاسم عبدالملك بن محمد بن عبدالله بن بشران البغدادي ]ت403هـ[

وقد ذكر الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ ص 936 أن روى عنه خلق كثير في مكة المكرمة من الحجاج والمغاربة

4- ثناء العلماء عليه رحمه الله

قد أجمع المحدثون والمؤرخون على توثيق الإمام الآجري وشهد له غير واحد من أهل العلم بالفضل والسبق في خدمة الإسلام ولنترك القول للنصوص التي جاءت على لسان هؤلاء الأئمة :

· قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد , والسمعاني في الأنساب ] كان الآجري ثقة صدوقاً ديناً , وله تصانيف كثيرة [
· وترجم له الإمام ابن الجوزي في المنتظم وصفة الصفوة فقال ] كان الآجري ثقة , ديناً , عالماً منصفاً [
· وترجم له الإمام الذهبي في كتبه الثلاثة ( تذكرة الحفاظ و العبر في خير من غبر و والعلو للعلي الغفار ) فقال في التذكرة والعبر ] الإمام المحدث القدوة , مصنف كتاب الشريعة والأربعين [ وغير ذلك إلى أن قال ] وكان عالماً عاملاً , صاحب سنة وإتباع [ وقال في العلو ] كان الآجري أثرياً حَسَنَ التصانيف [
· وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ] كان ثقة صدوقاً , له مصنفات كثيرة مفيدة [
· وقال ابن خلكان في وفيان الأعيان ] الفقيه الشافعي المحدث وكان عابداً صالحاً [

وبالجلمة فقد اتفق المؤرخون على إمامته في الفقه والحديث مع صلاحه وورعه وزهده

5- مذهب الإمام الآجري رحمه الله

اختلف المؤرخون في نذهب الإمام الآجري أبوبكر فقال ابن خلكان في وفيات الأعيان (3/419) (أن أبابكر محمد بن الحسن الآجري كان شافعي المذهب )

وبه جزم التاج السبكي حيث ترجم له في طبقات الشافعية , وشهاب الدين ياقوت الحموي في معجم البلدان مادة (آجر ) . وابن النديم في الفهرست . حيث قال (وكان على مذهب الشافعي ) .

والصفدي في الوافي بالوفيات , وبه جزم الأسنوي وابن الأهدل

وذهب النابلسي في مختصر طبقات الحنابلة , وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب بأن الإمام الآجري كان حنبلي المذهب

وبه جزم تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي في ( العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين )

وتعقب التقي الفاسي قول ابن خلكان بأنه شافعي المذهب , تعقبه بقوله (وفيما ذكره ابن خلكان من أن الآجري كان شافعياً نظراً لأنه كان حنبلياً )

قال الأستاذ محمد سعيد عمر إدريس , في ترجمته للإمام الآجري في مقدمة كتاب تحريم النرد والشطرنج والملاهي (والذي يظهر لي والله أعلم أنه كان مجتهداً , غير متقيد بمذهب معين يدور مع الدليل الصحيح حيث دار : ومن ثم تنازعه كل فريق من أرباب المذاهب بجانبه )

ومن تتبع كتاب الشريعة وأخلاق العلماء تبين له أن الإمام الآجري كان متحرر الفكر محارب التعصب المذهبي .

6- مؤلفات الإمام الآجري

1- الأربعين في الحديث
له نسخة مخطوطة في المكتبة الظاهرية 4 ( ق49 – 80)
وله نسخة أخرى قطعة منها في مجموع 27- (ق34-45)
] فهرس المكتبة الظاهرية ص2 [
وذكره الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ ص936
التاج السبكي في طبقات الشافعية 3/149

2- أخبار عمر بن عبدالعزيز
مخطوط بالمكتبة الظاهرية بدمشق رقم المجموع 30(ورق 1 : 22)
وله صورة في مكتبة الجامعة الإسلامية رقم106
] فهرس مخطوط الظاهرية / ص2 [

3- أخلاق حملة القرآن
ذكره ابن خير الأشبيلي من " فهرس ما رواه عن شيوخه " ص185

4- أحكام النساء
ذكره ابن النديم في " الفهرست " ص215

5-أخلاق العلماء
وقد طبع هذا الكتاب طبعتين
- الطبعة الأولى بالقاهرة 1931م
- الطبعة الثانية بطابع النصر الحديثة بالرياض
نشر وتوزيع إدارة البحوث العلمية والإفتاء بتحقيق الشيخ إسماعيل الأنصاري

6-التصديق بالنظر إلى الله عز وجل وما أعده لأوليائه
مخطوط وله نسختان في المكتبة الظاهرية
أ- من مجموع 21 (ق185-200)
ب- نسخة من آخرها ورقتين في مجموع 116 (ق114-118)

7-الشريعة
طبع هذا الكتاب في القاهرة سنة 1369 بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي وأعادت طبعه مرة أخرى أخيراً دار الكتب العلمية ببيروت
8-الغرباء من المؤمنين
في وصف حالهم وواجب المسلم في رعايتهم
مخطوط في الظاهرية رقم4572 (ق48-63)

9-أدب النفوس
مخطوط وله نسخة في المكتبة الظاهرية , برقم مجموع حديث 248 (23-29) وغيرها من الكتب الأخرى النافعة

7- وفاة الإمام الآجري رحمه الله

اتفق المؤرخون على وفاة الإمام الآجري في سنة ستين وثلاثمائة ( 360هـ ) بمكة المكرمة .

ونقل التقي الفاسي من " العقد الثمين " عن العلامة ابن رشيد أنه قال في رحلته ( قرأت بخط شيخنا الخطيب الصالح أبي عبدالله بن صالح ما نصه وجد بخط أبي جعفر أحمد بن محمد بن ميمون الطليطلي ما نصه : ] سألنا أبا الفضل محمد بن أحمد الزاز متى توفي الآجري ؟ قال " توفي رحمه الله يوم الجمعة أول يوم محرم سنة ستين وثلاثمائة بمكة المكرمة ودفن فيها وكان قد بلغ من العمر 96 ستاً وتسعين سنة أو نحوها .

قال : وكان يدعو كثيراً ألا تبلغه سنة ستين , فما مضى من أول يوم من السنة إلا ساعة حتى توفي رحمه الله تعالى [ .

8/ بعض أقوال الإمام الآجري رحمه الله تعالى(3)

يقول الإمام الآجري رحمه الله تعالى : (ألا ترون رحمكم الله إلى مولاكم الكريم، كيف يحثُّ خلقه على أن يتدبروا كلامه، ومن تدبَّر كلامه عرف الربّ عز وجل، وعرف عظيم سلطانه وقدرته، وعرف عظيم تفضله على المؤمنين، وعرف ما عليه من فرض عبادته، فألزم نفسه الواجب، فحذر ممَّا حذَّره مولاه الكريم، ورغب فيما رغَّبه فيه، ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن وعند استماعه من غيره، كان القرآن له شفاء، فاستغنى بلا مال، وعزَّ بلا عشيرة، وأنس بما يستوحش منه غيره، وكان همُّه عند تلاوة السورة إذا افتتحها: متى أتعظ بما أتلوه؟ ولم يكن مراده: متى أختم السورة؟ وإنَّما مراده: متى أعقل من الله الخطاب؟ متى أزدجر؟ متى أعتبر؟ لأنَّ تلاوته للقرآن عبادة، والعبادة لا تكون بغفلة )

قال الإمام الآجري عن حامل القرآن (مقبلاً على شأنه، مهموماً بإصلاح ما أفسد من أمره حافظاً للسانه مميزاً لكلامه إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صواباً وإذا سكت سكت بعلم إذا رأى السكوت صواباً قليل الخوض فيما لا يعنيه، يخاف من لسانه أشد مما يخاف من عدوه )
وقال (باسط الوجه طيب الكلام لا يمدح نفسه بما فيه، فكيف بما ليس فيه، يحذر نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه، لا يغتاب أحداً ولا يحقر أحداً، ولا يسب أحداً ولا يشمت بمصيبة، ولا يبغي على أحد، ولا يحسده ولا يسيء الظن بأحد إلا لمن يستحق )
وقال ( ولا يجهل فإن جهل عليه حلم، ولا يظلم وإن ظلم عفى لا يبغي فإن بغي عليه صبر، يكظم غيظه ليرضي ربه، ويغيظ عدوه متواضع في نفسه إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير يطلب الرفعة من الله لا من المخلوقين ماقت للكبر خائف على نفسه منه ) -أخلاق حملة القرآن للآجري دار الكتب العلمية الطبعة الأولى ص/78)
وقال الإمام الآجري في صفة الغرباء من المؤمنين (وقوله سيعود غريبا معنا ه والله أعلم أن الأهواء المضلة تكثر فيضل بها كثير من الناس ، ويبقى أهل الحق الذين هم على شريعة الاسلام غرباء في الناس ، ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم ( تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، فقيل من هي الناجية قال : ما أنا عليه اليوم وأصحابي )
ويقول رحمه الله ( فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام عدلا كان أو جائرا فخرج وجمع جماعة وسل سيفه واستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صيامه وبحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج )
يقول الإمام الآجري رحمه الله ( فإني أحذر إخواني من المؤمنين مذهب الحلولية الذين لعب بهم الشيطان فخرجوا بسوء مذهبهم عن طريق أهل العلم، و مذاهبهم قبيحة لا تكون إلا في مفتون هالك، و زعموا أن الله عز و جل في كل شيء حتى أخرجهم سوء مذهبهم إلى أن تكلموا في الله عز و جل بما ينكره العلماء العقلاء، لا يوافق قولهم كتاب و لا سنة و لا قول الصحابة و لا قو ل أئمة المسلمين، و إني لأستوحش أن أذكر قبيح أفعالهم تنزيهًا مني لجلال الله عز و جل و عظمته )

وقال أيضاً الإمام الآجري ما نصه (إن الرافضة أسوأ الناس حالة وإنهم كذبة فجرة، وإن علياً رضي الله عنه وذريته الطيبة أبرياء مما تمْحله الرافضة إليهم، وقد برأ الله الكريم علياً رضي الله عنه وذريته الطيبة من مذاهب الرافضة الأنجاس الأرجاس، انتهى كلامه )




ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)- العبر في خبر من غبر للإمام الذهبي طبعة الكويت 1396 ( 2/318 )
- البداية والنهاية للحافظ ابن كثير – طبعة السعادة ( 11/270 )
- تاريخ بغداد للإمام الخطيب البغدادي – طبعة دار الفكر ( 2/243 )
- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم –للإمام ابن الجوزي – طبعة حيدر أباد بالهند ( 7/55 )
- وفيات الأعيان للحافظ الإمام ابن خلكان – مكتبة النهضة المصرية ( 3/119 )
- النجوم الزاهرة لابن تغري بردي – طبعة دار الكتب المصرية ( 4/60 )
- العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين للإمام التقي الفاسي – طعبة السنة المحمدية ( 1/3/151)
- الأنساب للإمام السمعاني – طبعة حيدر أباد بالهند ( 1/96 )
- تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي – طبعة دار الفكر العربي ( 936 )
- طبقات الشافعية للإمام السبكي – طبعة الحلبي ( 2/150 )
- مرآة الجنان للإمام اليافعي – طبعة حيدر أباد بالهند ( 2/373 )
- الوافي بالوفيات للإمام الصفدي ( باعتناء هيلموت ريتر 2 ) ( 2/273 )
- الفهرست لابن النديم – طبعة دار المعرفة ( 214-215 )
- شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي – طبعة القدسي ( 3/35 )
- مختصر طبقات الحنابلة للإمام النابلسي شمس الدين أبوعبدالله – طبعة الاعتدال ( 332-333 )
- صفة الصفوة للإمام أبي الفرج ابن الجوزي – دار الوعي بحلب ( 2/470 )
- العلو للحافظ الذهبي – السلفية ( 166 )
- معجم البلدان للإمام ياقوت الحموي – دار صادر ( 1/51 )
- مقدمة كتاب ( أخلاق العلماء ) للإمام الآجري – تحقيق الشيخ الأنصاري
- مقدمة كتاب ( تحريم النرد والشطرنج والملاهي ) تحقيق الأستاذ محمد سعيد عمر إدريس
- مقدمة كتاب ( الشريعة ) للإمام الآجري . تحقيق الشيخ حامد الفقي
- الرسالة المستطرفة للحافظ الكتاني (32) . طبعة بيروت 1322هـ
- فهرست ما رواه عن شيوخه ابن خير الأشبيلي . طبع في سرقسطة 1193هـ .
- الأعلام لخير الدين الزركلي ( 6/97 ) الطبعة السادسة . دار العلم للملايين

(1) الأنساب للإمام السمعاني (1/69 ) طبعة حيدر أباد بالهند
(2) معجم البلدان ( 1/51 ) مادة آجر - دار صادر
(3) هذه الفقرة جمعتها من بعض المواقع على الشبكة

من كتاب ( أخلاق حملة القرآن ) للإمام المحدث الحافظ أبي بكر محمد بن الحسن الآجري – حققه وخرج أحاديثه الشيخ محمد عمرو بن عبداللطيف بإشراف المكتب السلفي لتحقيق التراث - دار الكتب العلمية
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:48 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube