الهلال.. هل يسير إلى الهاوية؟
كأي مشجع هلالي لازال يعيش تحت صدمة الخسارة من الفيحاء تجول في مخيلتي الكثير من الأسئلة، وماذا بعد؟.. مالذي حدث؟ ومن المتسبب؟ وهل سيحدث ثانيةً؟
هل سننهض؟.. هل سنسقط؟.. اسمعهم يقولون الفوز يجلب الفوز إذاً والخسارة؟!..
لذا أحببت أن أتحدث عن هذا الأمر.. واحببت أيضاً أن أرد على مقتطفات من المؤتمر الصحفي لدياز عقب المباراة.
لن أتحدث عن غيابات أو ظروف يمر بها الفريق فهذا شيء لا نستطيع لوم احد عليه، ولكن سأتحدث فنيا عن الفريق والسبب الرئيسي لظهور الهلال بهذا الشكل لكي لا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى.
من وجهة نظري أرى أن السبب الرئيسي لما حدث هو التغيير المفاجئ لاستراتيجية اللعب والنهج التكتيكي للفريق في الثلث الهجومي و النصف الآخر من الملعب.
كلنا نعلم بأن دياز من مدرسة الـ 4_4_2 الهجومية، برباعي لخط الظهر وخط المنتصف عبارة عن ثلاثي يتكون من اثنين بوكس تو بوكس في عمق الملعب، تاركين الأطراف للاظهره القادمة من الخلف ومحور دفاعي صرف.
ويكون هذا الثلاثي متأخراً قليلا ويتقدمه لاعب يقوم بصناعة اللعب و كمهاجم ثاني مكمل للفراغ الذي يتركه المهاجم المائل مع اتجاه الكرة.
ورأسي حربة أحدهم ثابت والثاني متحرك لخلق الفراغات للاعبي الوسط.
معلومة :
( أحرز بها دياز كأس العالم للشباب مع الارجنتين لاعباً وكان صانع اللعب مارادونا)
وهذا النهج شائع في أميركا اللاتينية وهي إحدى الطرق الهجومية المتوازنة والتي تعتمد على فتح الملعب للبناء وتقوم على مبدأ التعويض للتوازن وترتكز على ركائز أساسية لابد من توفرها في الفريق لكي ينجح وهي :
1_قلبي دفاع سريعين وجيدين في بناء الهجمة وخصوصا في الكرات الطويلة الدقيقة والموجهه.
2_ أظهرة تجيد العمل الهجومي والدفاعي.
3_ محور دفاعي جيد في الأفتكاك والالتحامات.
4_ لاعبين وسط يمتلكون لياقة بدنية عالية وقوة تمكنهم من الزيادة هجومياً والارتداد الدفاعي.
5_ صانع لعب من طراز مهاري عالي يستطيع أن يقوم بالزيادة الهجومية ويجيد التسديد.
6_ مهاجمان سريعان.
ولكن حين أتى دياز للهلال لم يجد الأدوات مكتملة فهو لايملك سوا مهاجم واحد يمكن أن يعول عليه (بوناتيني) مهاجم صندوق وأما ناصر وياسر كلنا نعلم حالتهما البدنية وازداد الأمر سوءًا بإصابة المنيع، وفي نفس الوقت لديه وفرة في اللاعبين خلف المهاجم بأدوار مختلفة (سالم ونواف يجيدون اللعب تحت المهاجم والصناعة ولكنهم لا يجيدون الاكمال عكس إدواردو).
فقرر دياز أن يغير طريقته، ولعب باثنين تحت بوناتيني أحدهم يصنع ( نواف أو سالم) والآخر يكمل (إدواردو)، ولكن بوناتيني لم يكن في المستوى المأمول وتم جلب خريبين واستمر دياز على نفس النهج ولكن حنينه لا زال يراوده لطريقة الاثنين رؤس حربه ولذلك حين أراد لاعب اجنبي طالب بمواصفات مهاجم يجيد الرأسيات والتحرك بين المدافعين و أُحظِرَ له لاعب بهذه المواصفات ولكن بإمكانيات ضعيفه (ماتياس) وفشل .
واستمر أيضاً على نفس المنهجية والتي تشربها اللاعبون وابدع فيها ميليسي بحكم انه متعود عليها في أمريكا الجنوبية، وعطيف يقدم أداء جميل فالتوزيع مع ضعف دفاعي وضعف في التمريرات الطولية القُطرية والتي يفترض بأن تكون أساسية لدى المحور ولكن يعوضها اسلوب لعب الهلال بالاستحواذ وأيضاً وجود ميليسي الذي يستطيع القيام بهذي الأدوار، اما سلمان فلا يزال يتعرف على المركز الجديد ولأنه سبق له اللعب في المحور والجناح والظهير فقد اكتسب الخبرة ليكون أفضل من يؤدي دور هذا المركز في المجموعة فسلمان لم يسبق له أن لعب في مركز البوكس تو بوكس ولكنه لازال يثبت أنه لاعب كل المراكز وسيكون الهلال بخير كلما ابتعد عن منطقة المحور في العمق الدفاعي.
والعابد أو سالم متعودون على مركزهم، وادوردو ليس عليه كلام.
هذا هو تكتيك الهلال و هو كتاب مفتوح وأفضل من يجيد التعامل معه هم اللاتينييون.
ولإيقاف الهلال.. هناك طريقتين :
الطريقة الأولى :
هي إغلاق الأطراف على أظهرة الهلال بأجنحة سريعة تلتزم بمراقبة رجل لرجل مع الأظهرة.
والتكتل في العمق بأكبر عدد ممكن لتضييق المساحات وإغلاق الطرق للوصول إلى المرمى..
وتعتبر هذي الطريقة هي الأفضل ولذلك كثيرا ما نشاهد الفرق تلعب أمام الهلال بهذا الأسلوب وبعضها ينجح مثال : { سيدني. أوراوا. الفتح. الفيحاء} وهو الأسلوب الذي اتعبنا كثيرا..
ولكي تخترق هذا النوعية من الدفاعات فأنت بحاجة إلى أحد الأمرين :
1_ صانع لعب من نوعية اللاعبين ذوي اللمسة قبل الأخيرة مثال: [فيلانويفا.عموري.كاماتشو]
2_ لاعب يجيد اللعب بدون كرة والتحرك في المساحات بين المدافعين وصاحب توقع و حس تهديفي وهو ما حصل.
من بعد مباراة سدني تم التعاقد مع السوبر إدواردو وهو الحل الثاني فمنذ قدومه لم يتمكن اي فريق من إيقاف الهلال بهذا الأسلوب ( عدا الاهلي الاماراتي) الى ان أصيب هذا الموسم فعادت المشكلة.
الطريقة الثانية :
وهي الضغط العالي وإغلاق زوايا التمرير على ثلاثي وسط الهلال المتأخر وقلبي الدفاع لحرمان الهلال من بناء الهجمة من الخلف وإيصال الكرة للثلث الهجومي بالشكل الصحيح والمريح للمهاجمين ..
وهذه الطريقة من الممكن أن تنجح وقد نجح بها غروس مع الاهلي ولكنها خطرة نوعا ما فتمريرة واحدة من الممكن أن تضعك في موقف خطر وتحتاج إلى نوعية معينة من اللاعبين لتنجح في هذا الضغط، لذلك لايفضلها اغلب المدربين في مواجهاتهم مع الهلال عدا قروس.
وما يزيد من نسبة نجاحها هو أن قلبي الدفاع في الهلال لايجيدون الكرات الطويلة والتي تنقلك بسرعة و بكل سهولة من الخط الخلفي للهجوم متجاوزاً خط المنتصف المضغوط عليه وفي نفس الوقت تكون أخرجت مجموعة كبيرة من لاعبين الخصم خارج اللعب وتحولت لحالة أفضلية عديدة هجوميه، وأفضل من يلعب الكرات الطويلة في الخط الخلفي حالياً هو المعيوف ولكن المعيوف خطر إن عادت إليه الكرة.
( وهذا أحد عيوب الهلال والتي لابد من حلها بإحضار مدافع اجنبي يجيد الكرات الطولية عوضا عن الحبسي) فالكرات الطويلة هي أحد أسلحة كرة القدم والفريق القوي هو من تكثر أسلحته..
ماحدث في مباراة البارحة، أن دياز قام بتغيير بسيط على الرسم التكتيكي للفريق فقد عاد دياز لتشكيلته المحببه برأسي حربه مع ضعف في منطقة الصناعة وانعدام الزيادة الهجومية في منطقة الجزاء حتى وان كانت موجودة ولكنها عشوائية من نواف وفلاته وسلمان الزيادة الوحيدة الجيدة كانت هي الهدف.
وأطراف مغلقة بوجود جناحين سريعين أمام الأظهرة وهم حسن معاذ و خايرو رويس.
فانعدمت حلول التسجيل لدى دياز والذي حاول إيجاد نوع من الخلخلة في المقدمة بالتغييرات ولكنها كانت جميعها بلا فائدة وكانت مركز بمركز لتنشيط الخطوط وعسى أن يكون أحد اللاعبين في يومه، ولكن هذا هو الحال ووقف دياز عاجزاً عن الحلول وهو ي يقود الفريق القوي ولكن بحلول معدومة.
هل يتحمل دياز ما حصل؟
نعم هو يتحمل الجزء الأكبر لأنه هو صاحب القرارات اولا واخيرا وهو الشخص الذي يفترض به إيجاد الحلول لأي مشكلة تواجه الفريق ويجب أن يكون أكثر مرونة وان ينزل من برجه العاجي ويبدي قليلا من الإحترام لمنافسه وقليلا من الاحترام لعقول.
فنحن نعلم بأننا كنا "سيئين" ولكن انت كنت السبب لأنك لم تجد الحلول.
ونحن نعلم بأن فريقنا مقلق في الوسط وفي اللمسة الأخيرة وفي إنهاء الفرص من قبل أن تأتي، ولهذا قررنا التعاقد مع مدرب هجومي لكي يصلح هذا الخلل،
فإن كنت أدركت هذه المشكلة الآن فهذه مصيبة، وان كنت قد أدركتها مسبقاً ولم تستطع إيجاد الحل فالمصيبة أعظم.
ليعلم دياز بأن مايقوم به من عمل مع فريق بجودة لاعبي الهلال وما يحصد من جوائز و ألقاب إنما هو بفضل الهلال أما عمله فباستطاعة الهلال جلب من هو أفضل منه.
وحقيقةً الهلال أمام سدني في المباراتين كان أقوى من أوراوا اي ان الهلال من قبلك كان أقوى.
ولكن قبل أن نحاسبه لننظر لوضع الفريق قليلاً فدياز لم يكن سببا في غياب إدواردو ولا سببا في الحالة البدنية للعابد أو سالم ولا في غياب كنو أو ميليسي أو الحافظ أو البريك ولكنه عندما لم يجد الادوات لتنفيذ خطته قام بتغير على المنظومة وهذا التغيير ربما يكون أقل تغيير ممكن أن يتم على المنظومة لمحاولة الإبقاء عليها.
ولكن هذا التغيير كان هو السبب في إفشال المنظومة كامل خاصة في الثلث الهجومي.
فالاعتماد على نواف وحيدا خلف المهاجمين سهل من مهمة الدولي اليوناني تزوليس في إمكانية إيقاف وقطع الكرات عنه وهو ما كان واضحا جدا في صعوبة إيصال الكرة لنواف في ظهر المحاور من قبل ثلاثي الوسط الهلالي وإن وصلت الكرة لنواف سرعان ماتقطع أو تضيع من نواف أو يعيدها للخلف أو بالعرض في لعب سلبي ولا يلام فهو ليس بعموري أو فيلانويفا أو كماتشو.
والأطراف كانت مغلقة من قبل الجناحين السريعين حسن معاذ وخايرو رويس.
ومدربنا يتفرج في الوقت الذي كان يتطلب أن يكون أكثر مرونة وجرأة في التغييرات، فالمدرب الكبير يستطيع اللعب بأكثر من خطة.
ماهي الحلول؟
1_ البقاء على نفس المنظومة دون تغييرها وترك مركز رأس الحربة للأفضل بين المهاجمين.
أو العودة للاستراتيجية التي بني عليها لاعبين الهلال وهي 4_5_1 فهي أكثر استراتيجية يجيد اللاعبون تطبيقها ويمكن أن تعبر بالهلال في هذه الفترة الحرجة من الموسم في المباراتين أو الثلاث القادمة حتى عودة المصابين والدوليين.
2_ التعاقد مع قلب دفاع يجيد الكرات الطويلة بدلا من الحبسي وصانع لعب ذو قيمة فنية عالية بدلا من ماتياس.
عذراً على الإطالة