خسر الهلال البطولة الاسيوية الاهم في القارة للعام 2017, وكما هو الحال منذ اكثر من 17 عام والهلال يصارع من اجل بطولة تعتبر سهله جداً اذا ما تحدثنا عن الامكانيات الفنية الموجودة في هذه البطولة.

قصة حزينة:

والسبب "هو هو" في الكرة السعودية منذ نهاية التسعينات الميلادية ورحيل قيادة رياضية واعية تتجسد بشخص وهنا المشكلة "فيصل بن فهد رحمه الله" والاسباب تتمحور حول "المدربين" او "المرتزقين" ان صح التعبير, فالتدريب لدينا كارثة تبدأ من المدرسة في الاساس حينما تحين حصة التربية البندية ويبادر معلم التربية البدنية برمي الكرة عالياً في وسط الملعب وتشاهد الاطفال يتسابقون عليها راكضين, فينطلق "الراكضون" بالكرة باقصى سرعة ظناً منهم ان الاسرع هو الافضل,او من يراوغ اكثر هو الافضل, او من يسدد باتجاه الباب الفارغ الذي يسكنه الاكثر وزناً والاقل رغبتاً في ان يلعب الكرة. وسط انظار مدير المدرسة والذي يصفق بحرارة لذلك!.

هنا تبدأ الكارثة الكروية لدينا, وهي العشوائية. بهذا الفعل بالتحديد.

ويزيد الطين بله حينما يكون امثال هؤلاء من المعلمين والاداريين هم المسؤولون عن جلب المدربين, فنصبح حينها في اضيق الزوايا واسوأ واظلم من سواد ذهبنا الاسود الذي ساهم لنجلب هؤلاء "المرتزقين" ليدربونا كيف نلعب كرة القدم.

تعثرت كرتنا السعودية منذ العام 1996 فلم نحقق شيء سوا تلك البطولة الاسيوية للمنتخب التي قادها اللاعبون المحليين وليس "الاجانب" "المحترفون"؟!؟!؟ وكان منهم من الهلال وعلى رأسهم الثنيان الاسطورة الخالدة.

منذ تلك الفترة حتى اللحظة وبالتحديد بعد وفاة القائد الرياضي الكبير فيصل بن فهد اصبحنا تحت رحمة "المرتزقين" ومن يجلبهم من "المعلمين والاداريين" واضحينا مترنحين في كرة القدم وتأخرنا كثيراً واصبحنا نتشمت في لاعبين المحليين؟ وندعوهم باصحاب الملايين الكسلاء المتخاذلين, ونكيل عليهم السباب والشتم, وننال منهم اشد النيل وندعوهم باقبح واسوأ الصفات, وكأن اللاعب السعودي فجأة اصبح هاوي بعد ان كان محترف او ان التركيبة الجينية للاعب السعودي نالها طفرة جينية واصبح ليس بموهوب وليس بمحترف؟ ونسينا وتناسينا ان كرة القدم ليست اللاعب في الاصل بل هي مدربين "يعدونهم" واداريين يديرنهم وينظمونهم, ولكن اصبح لدينا "مرتزقين" و"معلمون" فقط.

شواهد ومقارنات:

ويمكن مشاهدة الفرق بين الكرة السعودية والكرة اليابانية المتقدمة بالمقارنة الواضحة التي كشفها التضاد بين انضباطية الياباني وهدوءه وعطاءه رغم قلة امكانياته وانعدام موهبته الكروية, وانعدامية الانظباط والعشوائية والهزل الفني الذي كان في مباراة الاياب امام مرأى ومشاهدة المدعو دياز وابنه, رغم موهبة وقدرة وقوة اللاعب المحلي على وجه الخصوص في الهلال.

مثال واضح"

واكبر مثال للهزل الفني الذي نعيشه في كرتنا السعودية منذ مطلع الالفية الجديدة الماضية حتى اللحظة هي مباراة الاياب هذه على وجه الخصوص.

ودياز يمثل هذا المشهد بالعشوائية التي اظهرها الهلال الكبير رغم انه يملك افضل المحليين بلا نقاش, ولكنه واضح وجلياً انه رمى الكرة في وسط الملعب في اول يوم حضر فيه للهلال واخبر المحترفون الاجانب عديمي الفائدة فكرياً وفنياً وابناء النادي العاشقون على رأسهم الفنان الفرج والمقاتل سالم والحرّيف العابد والممرر عطيف والصلب الشهراني والراغب البريك والقائد هوساوي وكادش المحترف وكنو الخطير والبقية وقال لهم اركضو هيا, فرمى الكرة في وسط الملعب, كما كان يفعل معلم التربية البدنية واخذ سالم السريع بالركض ونواف بالمراوغة والفرج ببرودته وثقته المعتادة وكادش ببنيته الرائعة والشهراني بصلابته واخذوا يركضون ويراوغون حتى صفّر المعلم "دياز" وقال لهم انتهت الحصة عودوا. كل ذلك حدث ومدير المدرسة يصفق بحرارة لقوة المنافسة بين طلابة في حصة التربية البدنية.

هذه كرة القدم لدينا, باختصار, ولو كان لدينا غير ذلك لكنّا الآن ابطال اسيا وتشاهد الهلال يزاحم الاتحاد على البطولة الاسيوية والنصر يقاتل من خلفهم ويسبقهم تارة وتشاهد الاهلي والشباب يتقدمونهم تارة ايضاً, والمنتخب يعتلي المنصات ويذهب لكأس العالم بسهولة وينافس حتى, بل ويرفع كأس العالم كما فعل ناشؤو الاخضر في العام 1989, ولكن هذا الواقع الحالي وهو مأساوي وحزين, ومؤلم لمن يحبون وطنهم قبل كرة القدم الجميلة.

صناعة النجوم:

لن تحقق البطولات مالم تصنع النجوم منذ المدرسة وتهيأ المدربين في المدرسة وتفرغهم من اجل هذه اللعبة الجميلة وتبني اجمل الملاعب فيها, وتخصخص الاندية لتستقطب هؤلاء الطلاب لديها بعقود محترفة, وبرقابة على اوزانهم وعظلاتهم واجهزتهم الحيوية وادءهم وسرعتهم وافكارهم! وقدراتهم وطموحهم حتى! الخ...

لن تحقق البطولات مالم تعود الثقة باللاعب المحلي الموهوب وذلك بصناعته.
لن تحقق البطولات مالم تنشئ الملاعب الممتلئة في كل مرة وليس في اخرة مرة! ببوابات وتذاكر الكترونية.
لن تحقق البطولات مالم تصنع المدربين المحليين وتتوقف عن جلب "المرتزقين" وتحولهم الى مستشاريين فقط!
لن تحقق البطولات مالم تصنع لاعب كرة القدم في المدرسة.

بالتوفيق لرياضتنا.