لماذا أليساندرو نيستا ؟
في زمان أضحى المدافعون فيه هم العملة النادرة في كرة القدم، و باتوا فيه الضمان من أجل حصد البطولات و تزعم المسابقات ، و بدونهم لا يستقيم حال فريق و لا تقوم له قائمة ، يتواجد على رأس و في مقدمة قائمة الإبداع الميلانية دائما و أبدا اسم " نيستا "الذي أصبح معاني القوة ، المنعة ، الحصانة الدفاعية ، التغطية السليمة ، المراقبة المحكمة و غير ذلك من فنون الدفاع مرادفات لاسمه.
و لأنه يحمل كل هذه المميزات ، و أضعافها ، أحببت ان يكون أليساندرو نيستا بطل موضوعي، ومع نيستا يحلو الكلام .
البطاقة الشخصية : الأسم : أليساندرو نيستا
تاريخ الميلاد : 19/7/1976
الطول: 187
الوزن: 79
الجنسية: ايطاليا
المركز: مدافع
الأندية السابقة :لازيو
النادي الحالي : ميلان
البطولات : كأس ايطاليا 98, 2000، 2003
كأس السوبر الأوربي 99
الدوري الإيطالي 2003-2004/ 99-2000
كأس السوبر الإيطالية 2000 2004/
دوري الأبطال الأوربي: 2003
كأس السوبر الأوروبية : 2004 الميلاد و النشأة .
في التاسع عشر من شهر يوليو لعام 1979، و في العاصمة الإيطالية المعروفة بحضارتها و تراثها بدأت إيطاليا مشوار جديد من اجل صناعة مدافع عالمي سوبر ستار، يكمل مسلسل الأساطير الدفاعية الإيطالية، و يكون على قدر السمعة الإيطالية في هذه الصنعة ، و لم يكن هذا الوليد سوى أليساندرو نيستا.
كان محبا لكرة القدم منذ نعومة أظافره، فهو يقول عن نفسه أنه يعش كرة القدم ، و يحب مشاهدتها ن و لكن يفضل اللعب بها على مشاهدتها حتى أنه كان يلعب مع أطفال الحي عندما فازت إيطاليا بكأس العالم 1982 .
و كما هم أكثر مشاهير كرة القدم و عظماؤها، و بينما هو يلعب مع الأطفال كعادته ، لاحظه أحد كشافي الأندية و قناصي المواهب ، و طلب منه و من والده مرافقته لتسجيله في أحد الأندية المحلية الإيطالية المحترمة ، لما كان يتمتع به من فنون الكرة، و لثقته بأن أليساندرو كان يحمل كل المقومات الهامة ليكون لاعب كرة قدم محترف في المستقبل، و كان ذلك فعلا ما حصل حيث انضم لنادي لاتسيو كأحد لاعبي الفئات السنية في النادي الأكثر عراقة في روما.
المسيرة الرياضة – لاتسيو أولا .
و مع الوقت تدرج نيستا في الفئات السنية للنادي، أما خطوته الأولى في العالم الكالشيو الإيطالي فبدأها نيستا وهو في عمر صغير نسبيا – 17 سنة – و كان ذلك في عام 1993 – 1994 أمام اودينيزي، و مع نهاية الموسم لم يكن في رصيد نيستا سوى مبارتين في موسمه الأول في الكالشيو.
الموسم الذي يليه 1994 - 1995 لعب أليساندرو نيستا مع الفريق بشكل أكثر، فلعب 11 مباراة، فيما لعب في عام 1995 - 1996 أكثر من عشرين لقاء ، تحديدا 23 لقاء ، ليكون هذا الموسم منعطف هام في حياة نيستا ، حيث أصبح فيه لاعبا هاما يشارك كأساسي ، و يلعب معظم مباريات الموسم رغم صغر سنه النسبي آنذاك وهو 20 عاما ، و المسؤولية الكبيرة للمركز الذي يشغله وهو قلب الدفاع.
تألق نيستا جعل منه لاعبا دوليا تحت قيادة أريجو ساكي أفضل من قاد الميلان للبطولات في فترته الذهبية ، و لكنه لم يشارك في أي لقاء من لقاء اليورو في عام 1996 كما لعب في نفس العام في ألآزوري الأولمبي تحت إمرة شيزاري مالديني.
موسم 1996-1997 هو الآخر شكل منعطفا هاما في حياة نيستا الذي مع كل موسم يتقدم خطوات للأمام ، مواسمه السابقة مع الفريق و انضمامه للآزوري كان عربون تفوقه و عروضه الرجولية و أثبتت أنه مدافع في الطريق بشكل فعلي لينقش اسمه في قائمة الإبداع الإيطالي الدفاعي ، و باتت شخصيته القيادية واضحة داخل الملعب، وحس المسؤولية فيه لا يخفى، و لذلك و منذ هذا الموسم أصبح أليساندرو نيستا كابتن الفريق و قائده ، و أهم مدافعيه على الإطلاق ، مع وجود قائمة كبيرة من الموهوبين في الفريق مثل مانشيني مدرب الانتر الحالي ، و أثبت الزمن أن قرار زيمان مدرب لاتسيو آنذاك بتسليم نيستا شارة الكابتن كانت في محلها مع السطور القليلة القادمة. لعب نيستا في هذا الموسم 25 مباراة في الكالشيو كان قمة في أدائه و مستواه.
التطور لا يتوقف عند حد ، خصوصا مع قائد طموح كأليساندرو ، ففي عام 1997 – 1998 لعب نيستا 30 لقاء و بدأ نيستا في تحقيق أولى بطولاته مع البيانكوشلستي في هذا الموسم والبدية كانت بالكأس الإيطالية ليعلن نيستا أن حلم كراجنوتي بجعل لاتسيو أحد اندية النخبة في الطريق للتحقق شيئا فشيئا و الفريق تحت قيادته.
في موسم 1998- 1999 ومن أصل 20 مباراة سجل نيستا هدفه الأول و الوحيد مع لاتسيو في الكالشيو و أمام الميلان ! و لكنه كان موسما عصيبا على نيستا و رفاقه النجوم الكبار الذين انضموا للفريق مثل فيرون ، نيدفيد ، ستانكوفيتش ، سالاس و البقية ، فقدوا خسروا بطولة السكوديتو في الأمتار الأخيرة عندما تعادل لاتسيو مع الفيولا بقيادة الباتي بثلاثة أهداف لينقض الميلان على الصدارة في الأسبوع قبل الأخير ، و ليحرم نيستا و رفاقه من لقب طالما حلموا به ، وعلى أي حال لا ننسى ان نيستا و لاتسيو ربحا كأس الإتحاد الأوربي في ذلك العام بجدارة و ألحقها بالسوبر الأوربي.
خسارة الكالشيو كانت صدمة كبيرة ، لكن ردة الفعل كانت كبيرة من نيستا و رفاقه ، فموسم 1999 – 2000 كان موسم نيستا الأروع في لاتسيو ، فبعد مشاركته الفريق في 28 لقاء ، فاز لاتسيو بالسكوديتو الحلم كما فاز بكأس إيطاليا ، و كذلك السوبر الإيطالي ليصبح النادي الثالث في إيطاليا الذي يحقق انجاز الجمع بين البطولات الإيطالية الثلاث بعد اليوفي و نابولي.
في موسم 2000 – 2001 و بعد أن وصل نيستا مع لاتسيو للقمة ، كان الحفاظ عليها أصعب ، لعب نيستا 29 مباراة في و 8 في دوري أبطال أوربا ، مستوى الفريق في الكالشيو بدأ بالهبوط شيئا فشيئا ، و خرج فريقه من دوري الأبطال كذلك دون تحقيقها ، و الادهى و الأمر هي الأزمة المالية الطاحنة التي تعرض لها لاتسيو ، و بفعل ذلك بدأ مسلسل التفريط في النجوم قسريا للاتسيو ، و لذلك كانت الأندية تتهافت من أجل نيستا ، و لكن كان التفريط في فيرون و نيدفيد هو خيار إدارة لاتسيو ، لان نيستا باختصار هو قلب الفريق وعموده !
و فعلا استمر نيستا في موسم 2001 – 2002 مع لاتسيو مشاركا في 23 مباراة فقط ، و رغم انخفاض مستوى الفريق ألا أن الذهب لا يصدأ ، فمال زال نيستا يقدم أقوى و أروع المستويات مع فريقه و العروض تتوالى – و حان الوقت من إدارة لاتسيو مجبرة على الاستماع للعروض و الجلوس على طاولة المفاوضات رغم تواضع مستوى نيستا في بعض المباريات.
مفاوضات طاحنة !
الانتر يتصدر السباق من اجل الظفر بنسيتا ، و الميلان ، اليوفي ، البرسا ، ريال مدريد ، مانشيستر ، كلهم يطالبون بالتعاقد معه و يمنون النفس بالمدافع الأفضل في العالم ، و بعد عروض خيالية و مختلفة الأنواع و الأشكال فبرشلونة يقدم ريفالدو من اجل عيون فتى لاتسيو الذهبي ، و اليوفي يعرض أكثر من لاعب مرات عدة مثل يوليانو و ديفيدز إضافة لمبالغ مالية ، و المان يعرض مبغ مالي ضخم و على شاكلته الريال ، بينما يعرض الانتر 35 مليون يورو ، ألا أن لاتسيو يطالب بأكثر من ذلك و يشترط على الانتر أن يكون كريستيان زانيتي في الصفقة و مع اعتقاد الجميع ان الانتر في الطريق للظفر به ، بشكل جنوني و دراماتيكي يوقع كانافارو للانتر موجها لطمة لجهود الميلان في ضمه.
نيستا في أحضان الميلان.
لقد جرح كبرياء بيرلسكوني و رغبته ، و هو الرجل الذي حينما يغضب يقوم بالكثير ، وهذا ما وعد به بعد ان أقسم أن الرد على الانتر سيكون في ضم نيستا ، و أقسم على ذلك ، و فعلا بعد أخذ و رد ، اعلن رسميا في آخر أيام الانتقالات 30 / 8 / 2002 و قبل ساعات قليلة جدا من غلق الميركاتو أن نيستا لاعبا ميلانيا نظير 31 مليون يورو ، فيما درات الشكوك حول صحة المبلغ و قيل أنه اعلى بكثير و لكن أسباب اقتصادية و سياسية منعت من ذكر الرقم الحقيقي !
لم يكن قدومه الميلان كمجرد قدوم أي لاعب فبقدومه الميلان فتحت البطولات للميلان أبوابها من جديد ، ففي الموسم الأول مع الميلان 2002 – 2003 ، حقق 3 بطولات إحداها بطولة أبطال الدوري الأوربي وهي البطولة الأغلى بين بطولات الأندية ، و الكأس الإيطالية و السوبر الأوربي ليقول نيستا بعد ذلك مقولته ، لقد حققت مع الميلان في سنة واحدة مالم أحققه مع لاتسيو طيلة حياتي.
لم يقف إلى هنا فقط ، فخسارة السكوديتو لصالح اليوفي لم ينساه الميلان رغم تحقيق الأهم و هي البطولة الأوربية ، فساهم نيستا في الموسم الثاني له مع الميلان 2003 – 2004 بشكل جلي في تحقيق الدوري السكوديتو بعد صراع مرير مع روما و كذلك السوبر الأوربي أمام فريقه القديم لاتسيو.
و في هذا الموسم يواصل أليساندرو وهو بعمر الـ 28 تألقه مع الميلان و مساهمته في قيادة خط الدفاع باقتدار ، و كلنا أمل في استمراره في النجاحات و حصد البطولات مع الفريق.
مشواره الدولي :
ابتدأ مشواره الدولي كما أسلفنا مه أريجو ساكي عام 1996 في اليورو ، و لكن لم يلعب أي لقاء ، علما أن إيطاليا خرجت من الدور الأول !
في موسم 1998 لعب نيستا مع الآزوري كأس العالم في فرنسا و خسرها الفريق بركلات الترجيح أمام البطلة و صاحبة الضيافة فرنسا في أصعب لقاءات هذه الأخيرة علما أن نيستا شارك في 3 لقاءات من البطولة علما أنه كان أحد المشاركين في مباريات التصفيات التسع للمنتخب الإيطالي.
في عام 2002 كانت الكارثة الدولية التي لا أخال نيستا نساها حنى الآن ، فبعد أن تقدم فريقه في النهائي أمام فرنسا حتى الثواني الأخيرة ، و بشكل غريب يتعادل الفرنسيون و من ثم يفوزون بالهدف الذهبي على طريقة أفلام الكارتون ليتحطك قلب نيستا و أمله في بطولة أوربية !
يستمر مشوار الإخفاق فلعب 7 مباريات في تصفيات المونديال 2002 ، و بعد النجاح في التأهل تخفق إيطاليا أمام كوريا في دور الـ 16 ، بعد غياب نيستا عن هذه المباراة .
نيستا الإنسان
بعيدا عن كرة القدم وهمومها، نيستا كإنسان دائما ما ينعت بالمغرور مستدلين على سلوكياته في الملعب أحيانا ، و لكن في خارج الملعب له الكثير مما يدلل على بساطته وتواضعه ، فرغم أنه لاعب كرة محترف يتسلم الميلايين ، لكنه لا يمانع أحيانا من الذهاب و تقدم العون و المساعدة لصديقه في إدارة شؤون المطعم الخاص بصديقه، حتى أنه في إحدى الصور التي حصلت عليها قديما كان يقشر البصل !
وسامته مصدر إزعاج دائم له ، فالكثير من المعجبات يرسلن طلب الزواج منه ، و إلا فإنهن سينتحرن ، وهو ما يضايق نيستا كثيرا خوفا من حدوث هذا الأمر من المعجبات.
وقفة وداع.
بعد إن عشنا معه لحظات في الميلان للأبد ، فلنتركه يرحل لميلانو من جديد ، فلديه الكثير من الأمور التي يجب أن يقدمها للروسونيري و الملايين من عشاقه ، على أمل أن تتوالى النجاحات الحمراء و السوداء و التي لا تأتي إلا بأمثاله و رفاقه .