18/07/2016, 07:05 AM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 04/09/2008 المكان: حى منفوحة الجديدة - الرياض
مشاركات: 26,476
| |
مقال فى صحيفة الأهرام المصرية : خروج عن الروح الرياضية تربية للبلطجية. حبس حسام حسن ومنع محمد رمضان! الأحد 12 شوال 1437هـ - 17 يوليو 2016م
عبد المحسن سلامة كنت أتمنى ألا تقبل المحكمة بالتصالح بين حسام حسن والشرطي رضا عبدالمجيد أبوزيد مصور العلاقات العامة بمديرية أمن الإسماعيلية، وأن يتم توقيع أقصي عقوبة عليه في واقعة الاعتداء علي مصور العلاقات العامة، لأن حسام انتهج سلوك البلطجية حينما قام بالاعتداء علي المصور ومطاردته وركله، ونسي أنه نموذج وقدوة لملايين الشباب الذين يتابعون رياضة كرة القدم، وأنه بذلك يرسخ لمفهوم البلطجة الذي أنتشر عقب الانفلات الأمني والفوضى التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية قبل أن تعود الدولة مرة أخرى ويعود الأمن إلى الشارع.
حسام حسن دأب على نهج البلطجة دون أن يردعه أحد، ثم نسمع عزف جوقة دعاة الفوضى بأنه قدم لمصر الكثير وأنه وأنه، وينسون أن مصر هي التي أعطت له ولأمثاله الكثير، وأنه كان مغمورا ليس له قيمة، وقد نال الكثير من الشهرة والمال، ولم يتعلم من درس الأهلي حينما لفظه وهو في قمة شهرته ومجده بسبب سلوكه، ولأن الأهلي دائما وأبدا ظل يقدم الأخلاق على أي شئ آخر لم يهتز الأهلي أو يضعف حينما أستغني عن حسام حسن وتركه إلي غير رجعه، وخسر حسام حسن ولم يخسر الأهلي شيئا بل ظل فريق البطولات والأمجاد، وهي قصة مهمة لتأكيد أن القيم والأخلاق تبقى أهم من أشياء أخرى كثيرة إذا تم الالتزام بها وعدم التفريط فيها، فليخرس هؤلاء المتنطعون الذين لايريدون إلا الفوضى والخراب وهم يدافعون عن حسام حسن وأمثاله من الذين ينتهجون نهج البلطجية في أفعالهم أو أقوالهم، وينسي هؤلاء أن البلطجية مثل الثعابين والأفاعي السامة لاتتوقف أبدا عن اللدغ فهي تلدغ كل من يقابلها حتى لو كان صاحبها.
الفوضى الموجودة الآن في الشارع مدمرة خاصة مع ترسيخ فكرة ــ أخذ ما يعتقد كل شخص أنه حقه بيده ــ وتلك كارثة كبرى تهدد مستقبل أي دولة.
وقد انتشرت هذه الظاهرة في مصر بسبب حسام حسن وأمثاله فالشباب الآن كل همه أن يذهب إلي صالات الجيم وأخذ المنشطات ليدافع عن نفسه ضد البلطجة أو تعديات الآخرين في الشارع وفي الأماكن العامة، وبدلا من أن تكون قاعات العلم والمدارس والجامعات هي أماكن المنافسة أصبحت صالات الجيم هي الأماكن المفضلة للشباب لبناء الأجساد والعضلات ولتذهب العقول إلي الجحيم.
صالات الجيم مطلوبة إذا كانت في إطار الرياضة والحفاظ على الصحة العامة، أما أن تكون لأجل أن نرى شبابا منفوخ العضلات يبحث عن المشكلات ويقوم بأعمال البلطجة وإرهاب الآخرين فتلك مصيبة كبرى وهذا هو الواقع الموجود الآن لدى قطاع كبير من الشباب.
من يتعاطف مع حسام حسن عليه أن يرى ما حدث مع ليونيل ميسي اللاعب الأشهر في العالم والحكم عليه بالسجن في تهربه من الضرائب وإمتثاله للحكم دون ضجيج.
عموما ليس حسام حسن وحده وإنما هناك نماذج كثيرة تسهم في ترسيخ مفاهيم البلطجة في الشارع وأخطرهم ما يحدث في مجال الفن والمسلسلات والافلام، ويعتبر محمد رمضان هو «التيمة» الجديدة للبلطجة وأخر ما قام به من أعمال هو مسلسل (الاسطورة) الذي كان يجب منعه من العرض، ومن يجادل فعليه أن يرى نسبة الشباب الذين قلدوا محمد رمضان في حلاقة رأسه وترك ذقنه، أو هؤلاء الذين قلدوا افعاله النكراء في جرائمه في المسلسل، ولقد قرأنا في الصحف أن هناك من قام بتقليد جرائمه وفرض سلوك البلطجة التي كان يمارسها في المسلسل على الشارع بشكل حقيقي.
أعلم أن محمد رمضان فنان يقوم بادوار تمثيل، وقد يكون شخصيا غير ذلك تماما، وأن إجادته للتمثيل ربما تكون هي أحد اسباب الغضب منه، لكن جريمة محمد رمضان أنه يشيع سلوك البلطجة في المجتمع بأدواره السيئة، وعليه أن يقوم بتغيير تلك الشخصيات ولا يحبس نفسه في ادوار بعينها وإلا فانه يحب ذلك ربما لشئ في نفسه أو شخصيته الأصلية وهو وحده القادر على الرد علي ذلك وتفسيره وتغييره.
الفن والرياضة وجهان لعملة واحدة وقد تحولا مؤخرا الي صداع في رأس المجتمع فظهر الأولتراس الذين تسببوا في منع مشاركة الجماهير في المدرجات بافعالهم السيئة والدموية التي راح فيها 73 مشجعا دفعة واحدة في مباراة واحدة، وللاسف مازال هناك من يدافع عنهم ويحرضهم ويقودهم، وهم يفرضون سطوتهم على الدولة، والدولة تخشاهم وترفض مشاركة الجماهير خشية وقوع مواجهات دموية بسببهم.
أما الفن فقد تحول الى محرض رئيسي علي البلطجة والعنف في معظم المسلسلات والأفلام والمحرض رقم واحد الآن هو محمد رمضان، وربما يأتي آخرين بعده إلا أنه يجب إعادة النظر في كل هذا من خلال رؤية لمستقبل هذا الوطن تضمن ترسيخ مفاهيم سيادة القانون والعدالة والقضاء علي كل مظاهر التعديات والبلطجة، وتسخير كل أدوات المجتمع من فن ورياضة واعلام وثقافة لتحقيق هذا الغرض، فالتقدم والتحضر يبدأ من الشارع، وطالما ظل الشارع فوضويا غير ملتزم بالقانون ظل حلم التقدم والدولة المدنية العصربة الحديثة بعيد المنال.
أخيرا فانه من العبث أن تخصص الدولة 50 مليونا من ميزانيتها لدعم هذا الفن الرخيص أو ان تذهب تلك الأموال الى جيوب بعض (النصابين) الذين يقدمون مشروعات على الورق فقط للهلف اموال الدعم.
الاهم من الدعم ان تكون هناك رؤية حاكمة واستراتيجية يتم التحرك فيها في الرياضة والفن والإعلام لتحقيق حلم التقدم والدولة العصرية المدنية الحديثة. * نقلاً عن "الأهرام" |