14/07/2003, 12:15 PM
|
| ميسو | | تاريخ التسجيل: 22/06/2002 المكان: حيث أنا ..
مشاركات: 7,243
| |
أخجل من نفسي فهل تخجل أنت ؟!..
[ALIGN=CENTER] بينما كنت أقرأ قصص مختلفة عن الأسر الفقيرة التي تعيش في مجتمعنا...شعرت بالخجل من نفسي ..
فنحن نبذر الأموال على الكثير من الكماليات بينما غيرنا في حاجة لها من أجل ضروريات الحياة ,,
نتذمر حينما لا تنفذ لنا بعض الطلبات التي لسنا بحاجة لها ,,
وغيرنا يعيش على حافة الفقر ومنهم من هو مقتنع بما قسمه الله له من الرزق ,,  دعونا نتوقف مع بعض من نماذج الأسر الفقيرة,, أعمامي أغنياء ولكن نحن فقراء لا أعرف ماذا أقول ..رغم أن أعمامي معروفون على مستوى المجتمع وأحدهم طبيب معروف وله سلسلة من العيادات المشهورة وعائلتنا عائلة راقية ومعروفة لدى الكثيرين إلا إن الفقر يعشش في بيتنا منذ سنوات دون أن يمد أحدهم يده بمساعدة ولو بسيطة لنا..
توفي أبي منذ سنوات عديدة , كنا صغارا وأمي وحيدة ولا تعرف كيف تصرف علينا, لكن أحد أصدقاء أبي رحمه الله أخذ يساعدنا بشكل منتظم بمساعدات كبيرة وبقينا مكتفين بهذه المساعدة الشهرية دون أن يعلم أحد بها حتى توفي هو الآخر قبل فترة غفر الله له وأسكنه فسيح الفردوس من الجنان ,, وعندها صدمنا بالحقيقة المرة .. إذ بقينا ولا عائل لنا ,, فليس لي أخوال , وأعمامي لم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عنا ولا معرفة أخبارنا,, وكل ما اقترحت على أمي أن تطلب منهم مساعدتنا تغضب غضبا شديدا وترفض ثم تبكي ..فأشك من تصرفها بأنها سبق وطلبت منهم فأهانوها أو رفضوا ..
الآن ولأول مرة في حياتنا نطلب المساعدة من جمعية خيرية ونزورها كل شهر طلبا لمساعدة شهرية لا تتجاوز المائة ريال لكل فرد منا شهريا,, وأنا الحمد الله راضية وصابرة على قضاء الله , ولكن ما يحرجني أن الجميع يعتقد أني بنت العائلة الفلانية الكبيرة المشهورة ولا يعلم أننا محتاجون لأبسط مقومات الحياة ولا نجدها وحتى الملابس لا نشتري إلا ما يكفينا ويسترنا فقط ولا نبحث إلا عن الستر ورضا الله  بسبب فقري فإني أنقص الدرجات منذ طفولتي وأنا أواجه بكلمة لا نستطيع ,عندما أتمنى أي شيء ولو كانت حبة أيسكريم أو بعض الحلوى , كنت أتساءل لماذا كل الأطفال يشترون وأنا لا ؟ لماذا أهلي دائما لا يستطيعون شراء أي شيء ؟ ولكن شيئا فشيئا بدأت أعرف السبب جيدا,, والدي الكبير في السن معاق بسبب حادث منذ سنوات ولا يستطيع الحركة ورابته التقاعدي ضعيف جدا ولا يكفي حتى نصف متطلبات أسرتنا المتكونة من خمسة أبناء وبنتين وأم وجدة كبيرة في السن وعمة كبيرة لم تتزوج بالإضافة إلى أخت لنا من الأم يتيمة ومريضة نفسيا,, لقد تعودت على وضعنا مع مرور السنوات وتعودت على تقبل الصدقات من الآخرين رغم إني كنت أرفض هذا وأنهي أمي عن قبولها لكن الآن لم أعد أمانع في قبولها ولم أعد أمانع في قبول أي ملابس مستعملة ..لقد تعودت على جو الفقر ولم أعد أتبرم منه فهو شيء كتبه الله لنا ولا يد لنا فيه .,, ولا أطالب أمي بأي شيء فوق طاقتها حتى لا أزيد همومها لذا فأنا وكذلك أخوتي نقدر وضعنا ولا نصارحها بما نشعر به ونحتاجه أما بالنسبة للمدرسة فلا أشعر أن الفقر أثر علي من أي ناحية ولله الحمد فأنا عادية في دراستي وعلاقتي بزميلاتي طيبة ولا أخجل من وضعنا المادي أمامهن وإن كنت لا أبدي لهم أي حاجة أو طلب لكنهن يعرفن مثلا أنني لم أذهب في حياتي لمطعم فاخر أو ملاهي ..
وإن كان مما يضايقني في المدرسة طلبات المدرسات التي كثيرا لا أستطيع تلبيتها وحين يسألنني عن السبب لا أستطيع مصارحتهن بحقيقة وضعنا فتكون النتيجة نقصان الدرجات حين طردنا صاحب المنزل إلى الشارع تطلقت أمي من أبي قبل عدة سنوات إثر مشاكل متواصلة بينهما ومن أهم أسبابها أن أبي كان دائما عاطلا عن العمل ويعتمد على ما تحصل عليه أمي المسكينة من بيع بعض الأشياء في سوق الحريم سابقا وقد حاولت أمي عدة مرات إقناعه بالعمل لكنه كان يطرد بسبب عدم اجتهاده في العمل وبعد ذلك تم الطلاق وانتقلنا مع أمي لنزل شعبي صغير يفتقد حتى للمكيفات والسخانات وكانت أمي المسكينة تجتهد وتتعب وكل ما تحصله يذهب لإيجار المنزل وذات مرة تأخرت في تسديد الإيجار فغضب صاحب المنزل ودخل المنزل وبدأ في إخراج أغراض المطبخ والأثاث ورميه في الشارع ونحن نبكي وأمي تتوسل إليه وهو موقف لن أنساه حتى رآنا أحد الجيران جزاه الله خيرا وتدخل وسدد عنا الإيجار
ثم أصبحنا نأخذ مساعدات بسيطة من إحدى الجمعيات مع بعض الصدقات التي تأتينا أحيانا من أهل الخير .أفكر كثيرا في الخروج من المدرسة والعمل في أي مكان ولو كان كفراشة لكن أمي ترفض ذلك
أنا أقول أني راضية بوضعنا لكني غير معترضة ولله الحمد بل صابرة وأعلم كل شيء بيد الله كما أننا جميعا أنا وأخواتي محافظون على الفرائض ومنتظمون في دراستنا ما عدا أخي الذي يصغرني بعام والذي يتذمر دائما من وضعنا وقد ترك المدرسة هذه السنة لأنه لم ينجح وجلس في البيت وأمي خائفة عليه جدا وتدعوا الله أن يصلحه ويوفقه
أنا عن شعوري بين زميلاتي فرغم ما أعانيه إلا أن أحدا منهن لا تعلم بحالنا وأنا لا اشعر بأي نقص عنهن في الجوانب الأخرى بل على العكس شخصيتي قوية في المدرسة ولا أتضايق إلا حين تطلب مني المدرسات أدوات أو أغراض فاضطر لجعل أمي تحدثهم في الهاتف وتشرح لهم وضعنا تسولن ..ثم شربن السجائر شقيقتان إحداهن تبلغ من العمر 18 والأخرى 17 سرقن بطاقة الائتمان الخاصة بوالدهن والتي تحوي راتبه التقاعدي البسيط بمجرد سماعهن كلام أخصائية جمعية الوفاء التي طلبت منهن خلال زيارتها أن يهتممن بتنظيف البيت وترتيبه فاعتقدن أنها تطلب منهن تغيير أثاثه وأسرعن لسرقة بطاقة والدهن لشراء أثاث جديد بدلا من تنظيف البيت ولم يمانعن في المرور على بعض الأسواق لإشباع أمنيتهن القديمة في الشراء من الأسواق الكبرى كباقي النساء وكانت النتيجة أنهما لم يستطيعا تسديد الـ 5000 ريال التي صرفنها على ضمانة البطاقة فقادهن تفكيرهن لفكرة عظيمة لجمع المبلغ قبل أن يعلم الأب .. وهي التسول !!! ..
وكانت الطامة أن أمسكت بهن مكافحة التسول وحولتهن إلى الجمعية التي استقبلتهن رغم سوء أخلاقهن وحين طلبت منهن تبرير ما فعلنه كانت حجتهن كلمتين هما " نحن محرومين "
ومما لاحظته الجمعية عليهن معاناة هؤلاء الفتيات من الضغط النفسي إضافة إلى ما لاحظته المشرفات من ملامح وجود الفتيات التي توحي بشربهن للسجائر ! أسئلة تطرح نفسها بعد قراءة هذه النماذج & أين صلة الرحم وأين الأقارب عما يحدث لأقاربهم ؟ أم أنهم انشغلوا بأمور الدنيا ونسوا اليتامى من أقاربهم ؟
& قرأنا في أحد هذه النماذج بأن 100 ريال مصروف كل فرد منهم شهريا من أجل الضروريات .. ونحن ننفق شهريا أضعاف هذا السعر من أجل الكماليات
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه \ ماذا تفعل 100 ريال لهم في الوقت الحاضر؟ هل تكفيهم أم لا ..
& كيف ستعيش الأسرة إذا أصيب رب البيت بإصابة أجبرته على البقاء في البيت ولم يبقى له سوى راتبه التقاعدي الصغير؟.. ومن المسؤول في هذه الحالة؟
& طرد صاحب المنزل الأم وبناتها .. فهل ولى زمن الشهامة والكرامة في وقتنا الحاضر ؟..
& هل يعتبر الفقر على رأس الأسباب الرئيسية للانحراف ؟
& ما هي أسباب زيادة ظاهرة الفقر في السعودية في الآونة الأخيرة ؟ وكيف يتم علاجها وتلافيها ؟ نموذج يبعث على التفاؤل طالبة جامعية تدرس في قسم الحاسب الآلي صبرت وكافحت مع أهلها في ظل غياب والدها المتوفى واجتهدت مع والدتها وأخيها الأصغر (ثالث ثانوي ) لإكمال حياتهما بشكل طبيعي فأكملت هي وأخوها دراستهما بتفوق ولم تحزنها ظروفهم البسيطة فذاكرت بجد كما كانت تستفيد من مكافأتها الجامعية إضافة لمعونات الجمعية الغذائية في مساعدة أهلها كما اشترت حاسبا آليا حصلت عليه بالأقساط من خلال ا لجامعة وانتهى مطاف معاناتها بخطبتها لأستاذ جامعي .. 
بإنتظار تفاعلكم جميعا 
وتقبلوا أرق التحيات من
الماسه الزرقاء
[/ALIGN] |
الوضع الشجري
