تبوك- علي القرني

النهاية السعيدة لمباراة المنتخب السعودي أمام ماليزيا في التصفيات المزدوجة للتأهل إلى كأس العالم 2018م في روسيا وكأس آسيا 2019 في الامارات، والتي خلصت إلى فوزه على نظيره الماليزي 2- صفر، جاءت لتطفئ ولو مؤقتا حالة الغضب المشتعل في الوسط الرياضي على أوضاع المنتخب التي سبقت المواجهة، خصوصا بعد تخاذل اللاعبين الثلاثة في معسكر التحضير للمباراة، وما قبلها من غياب المدرب طيلة أربعة أشهر سبقت المباراة، بحجة ارتباطه بالتحليل التلفزيوني لمباريات منتخب بلاده!!.

وجاء خبر التأهل الرسمي إلى التصفيات المزدوجة بعد تجاوز نظيره الماليزي قبل مواجهة الامارات الأخيرة والمرتقبة، ليضفي حالة من الارتياح لدى المدرجات السعودية بانتظار المرحلة الأصعب، على الرغم أن الأداء الفني للاعبي الأخضر كان أقل من الطموحات المنتظرة أمام منتخب متواضع الامكانات وفقد حظوظه تماما في التصفيات الأولية، إلا أن عديد من النقاد أكدوا أن النتيجة التي تحققت على الرغم من الأداء الباهت لا تقلل من الأدوات الفنية الكبيرة التي يمتلكها المنتخب السعودي، خصوصا وهو لم يلعب أي مباراة ودية أو رسمية منذ أربعة أشهر متواصلة بعد مباراة تيمور الشرقية في الجولة الثامنة من تصفيات المجموعة، إذ كان التجمع الأول للاعبي المنتخب قبل مواجهة ماليزيا بنحو عشرة أيام فقط، غير الظروف التي واجهها «الأخضر» في المباراة مع التكتلات الدفاعية المحكمة للماليزيين، وضعف أداء الحكم الكوري في المباراة.







وربما يتفق الكثيرون على أن المنتخب السعودي لايزال بحاجة إلى اهتمام أكبر في المرحلة المقبلة من التصفيات، وهي المرحلة الأكثر صعوبة وتعقيدا عند مواجهة المنتخبات المتمرسة في القارة، التي تملك ذات الطموح السعودي في بلوغ المونديال أو في السباق نحو اللقب الآسيوي، بعد أعوام الغياب الطويلة عن تكرار المنجزات السابقة للكرة السعودية، وهو مايتطلب برنامجا إعداديا على أعلى مستويات التحضير والجاهزية، على أن يجد كل الاهتمام والمتابعة من اتحاد الكرة واللجنة الأولمبية السعودية، لتقديم منتخب الوطن بصورة مشرفة أكثر تجليا وقوة في مرحلة مفصلية مقبلة، لا تقبل التهاون أو العشوائية في العملين الإداري والفني.








نعم لا زالت الإحباطات السابقة للكرة السعودية تلقي بظلالها على توقعات الوسط الرياضي بمكوناته كافة، مع أمنيات حذرة بالذهاب بعيدا في مستقبل الاستحقاقات، لكن معالجة أوضاع منتخب الوطن وتصحيح الأخطاء الإدارية والفنية عندما تحضر وقت الانتصارات وتصدر التصفيات الأولية كما هو الآن، تكون نتائجها أسرع وأكثر جدوى، من الانتظار وترقب الانتكاسات المكررة كما كان في أعوام قريبة خلت، ثم استهلال برامج وصفحات التنظير والتقريع في كل اتجاه دون فوائد تذكر.







سئمنا حملات التشكيك وبث الطاقات السلبية وإشاعة الروح الانهزامية في مفاصل الكرة السعودية، وحان وقت الالتفاف حول محيط منتخب الوطن وتحفيزه بالوسائل والأدوات كلها التي تمنحه ضوءا أخضر في المرحلة المقبلة، وتستشرف معها الأمل والطموحات اللامتناهية من نافذة وطنية واسعة، تحلم بتكرار المنجزات الفارطة، وتجاوزها نحو مكتسبات أكبر.






لاعبو "الأخضر" يمثلون الآن مرحلة جديدة من العطاء المتقد لوطنهم ورياضة بلدهم، ومن الخطأ تحميلهم مسؤولية مستقبل لم يحضر بعد، فتخاذل لاعب أو اثنين أو حتى ثلاثة لا يجب أن يمثل البقية من اللاعبين المنضبطين، الذين يكرّسون لنموذج الجندي المجند لخدمة وطنه، فقبل أن نحاسب اللاعبين أو نطعن في احترامهم لشرف تمثيل منتخب البلاد، علينا قبل محاسبتهم أن نوفر لهم البئية الملائمة للعطاء والابداع، بأن نعيد صياغة المنظومة الكروية الإدارية ثم الفنية التي تحيط بهذا المنتخب، ولا ضير في استقلالية العمل الإشرافي على المنتخبات الوطنية، بعيدا عن تخبطات اتحاد الكرة، وترسيخ الأنظمة والبرامج التي تُسير العمل الإداري والفني والعناصري، حتى نحصد معها ثمارا يانعة، ومخرجات ذهبية تليق بسمعة الكرة السعودية ماضيا وفي المستقبل الحاضر والبعيد.

مقالة تحفيزية من القرني يعطيه العافيه .... وفعلا منتخبنا يحتاج نبعده عن الطاقة السلبية والوقوف معه أكثر في الفترة القادمة حتي ترجع الروح وتكتمل فرحة التأهل لكاس العالم ان شاء الله