13/03/2016, 11:33 PM
|
| زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
| |
|
الطلاق..والعواقب !
شرَع الله الزواج لحِكم عظيمة و أهداف سامية نبيلة , قد يجهل أولو الأبصار الكثير منها ,ويدركون القليل منها كوجود البشرية لعبادة الله تعالى ,وعمارة الأرض , و إقامة الأسر على المودة والرحمة حتى تُشبع تلك الأسر حاجاتها النفسية و العاطفية و الاقتصادية ,ويجعلها في حالة من الراحة والطمأنينة, و قد حث البارئ ـ جل جلاله ـ على التمسك بالأسباب التي تكفل استمرار الروابط الأسرية , و تزيد في تماسك العلاقات الاجتماعية , و منها الحياة الزوجية التي فطرها الله في خلقه , فمتى استمرت هذه الحياة بين الأبوين سعيدة تآلف أفرادها, و قويت الأسر و المجتمعات ,وانعكس ذلك على الأطفال إيجابا, فيعيشون معهم حياة طيبة في ظل الحياة الزوجية,و إن وجد الخلاف و المشاكل بين الزوجين , و لم تنجح معها الحلول في إزالة هذا الخلاف من ذوي القربى وأهل الخير جعل الدين آخر الحلول الطلاق , و وضع له ضوابط و شروطا بحيث تحقق المنافع و المصالح للزوجين و الأولاد , و تدفع الأضرار عنهم قال تعالى : ( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ...) 299, البقرة , و يعتبر الطلاق ظاهرة اجتماعية ترجع لأسباب مختلفة: نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية و غيرها , وله آثاره السلبية , فأكثر المتضررين من الطلاق هم الأولاد الذين يفقدون التربية و الشفقة و الاهتمام , و يفقدون المحبة و الرعاية و الحنان. فالطلاق ظاهرة ينتج عنه الاضطرابات النفسية التي تعصف بالأولاد , فتؤدي بهم إلى الاضطرابات السلوكية . هذا بالإضافة إلى نظرة المجتمع القاصرة إليهم , فيؤثر على حالاتهم, فينشأ التفكك الأسرى , و تزيد المشاكل ما بين الأفراد و الأسر, و قد يعيش هؤلاء الأولاد حياة البؤس و الشقاء بعيدين عن آبائهم , إذ لا يستطيعون مواجهة ظروف الحياة القاسية لغياب المربي الأمين, و لا يكون لديهم توازن في المجتمع , لاهتزاز كيان الأسرة بسبب الأبوين , فيكون لديهم قصور في التربية و إهمال , ينتج عن ذلك انحراف الأولاد عن الطريق السليم بسبب الأفكار الخاطئة , أو يغرر بهم رفقاء السوء , فيوقعونهم في الجرائم كالسرقة و التسول و المخدرات , و اعلم ـ أخي المسلم ـ أن الطلاق كلمة ثقيلة على اللسان تتأثر لمسمعها الآذان , و لها وقعها البالغ على القلوب و النفوس ,فعلى المسلم أن يفكر و يتفكر بنتائج الطلاق و عواقبه السلبية التي تؤثر على الأولاد و الأسر و المجتمع قبل أن يتلفظ بالطلاق , وألا يتزوج اليوم وبعد أيام يطلق بدون وعي ولا رادع ديني , و يترك المسكينة في حالة نفسية .
عبد العزيز السلامة / أوثال
|
الوضع العادي
