
10/11/2015, 08:38 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
| |
الأخُوَّة في الله! لا يخفى على المسلم أن العقيدةَ الإسلامية منهج إلهي شامل , موافق لجميع متطلبات البشرية في كافة ميادين الحياة , فقد جاء بالحِكَم و الأحكام العظيمة و المعاني السامية التي تقوم على الإعجاز في كافة الوجوه كانت صغيرة كالذرة و أقل, أو عظيمة كالسماوات و الأرضين و أعظَم ,أو ما لا تدرِكه الأبصار و الذي لا يعلمه إلا الله تعالى , فهو الذي شرعها و أنزلَها على عباده المؤمنين , فجات تلك التشريعات الإسلامية خير للبشريَّة جميعا, موافقة لطبائعها المختلفة, حيث اهتمَّت بكافة فئات المجتمع كالوالدين والأيتام و الأرامل و الفقراء و الجار,,كَي يتَحقق التكافل الاجتماعي, و تؤَلف بين قلوبهم , و تنتشر بينهم المحَبة و الصدق و الوفاء و التعاون و التآلف. و تُعتبر الأخوَّة في الله و لله نعمة عظيمة منَّ الله بها على عباده المؤمنين المخلصين , أخوَّة بعيدة عن المصالح الشخصيَّة و المنافع الذاتية تقوم على الرابط الإيماني الذي يقوم على منهج الله تعالى الذي يزرَع في قلوبهم التقوى و التآخي و الخير و محبَّة الله و محبة عباده , قال الله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) 10, الحُجُرات . و إن الله جلَّ جلاله دعا عباده المؤمنين للوحدة , و عدم التفرق , لكي تقوى تلك الأُخوَّة فقال الله تعالى : (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ..)١٠٣, آل عمران . و للأخُوَّة الصادقة ثمَرات طيِّبة عامة تعود على المسلمين أفرادا و أسرا و مجتمعات كالتعاون في السرَّاء و الضَّراء , و الحرص على النصيحة للمسلمين ,و يجدُ المؤمن في هذه المَحبة طَعم الإيمان , و لذَّة الطاعة في اتِّباع أوامر الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم , و يستشعِر محبة الله ورسوله , و ابتغاء مرضات الله والأجر و الثواب و تكون هذه المحبة سبَبا للتوْفيق في الدنيا والآخرة .
عبد العزيز السلامة / أوثال |