بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
في خضم الأحداث المتتابعة يتسائل كل شخص عن العدو الأول الذي نوجه له سهامنا ورماحنا وأسلحتنا لنقضي عليه ونطفيء بؤرة اللهب ليرتاح القلب
هل العدو هو الكيان الذي تكون ظلماً وعدواناً في أراضينا المقدسة قبل أكثر من سبعين عاماً وترعرع وتربى على أنظار العالم المتحضر
أم أن العدو ممن اصطبغ بديننا ولبس رداء المسكنة وتعمم بعمائم علم الشرع بصرف النظر عن ذلك الشرع هل له أصل أو على جهل
وقد يأتينا هاجس أن عدونا مننا وفينا؛ يمزق جلدهـ الذي هو جلدنا ويقتل نفسه التي هي جسدنا فيتبلد حسنا لانتفاء الثأر عندنا
لكن الحقيقة التي نهرب منها وإليها كل يوم هي أن العدو الأول والأخير هو من أخرجنا مما كنا فيه وظل يطاردنا ليل نهار ليخرجنا ويحرجنا
يقول الله تعالى في محكم التنزيل:
{ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدرهـ للإسلام؛ ومن يرد أن يضله يجعل صدرهـ ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء؛ كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون }
كل من يضيق صدرهـ عن شرائع الدين الحنيف تشمله الآية ويتمكن منه العدو الأول ويقتله وهو حي يمشي بين الناس
الشيطان لعنه الله؛ يطارد الإنسان طوال حياته ليجعله حرجاً خارجاً عن الدنيا يتكبد العناء ولا يذوق فيها هناء
هو العدو فلنتخذهـ عدواً ولنبتعد عن نظرية المؤامرة فليس لأحد على أحد قوة أو تسلط طالما ربنا واحد أحد
لا يمكن لبشر أن يسيطر على بشر مثله إلا بإرادة الله الكونية التي قدرها قبل أن تخلق الخلائق وهذا أوجب ما نؤمن به من حقائق
وعود على ذي بدء فلن ينظر العالم المتحضر على غزو جاهلي ويقف مكفوف اليدين بعد أن تحددت الحدود ورسمت الجغرافيا فانتهى التأريخ
لذلك علينا من الآن أن نحارب عدونا الأول بالعلم الصحيح النافع النابع من الوحيين؛ حينها نخرج الخرائط ونعيد الحق إلى أصحابه ونرمي المحتل في بحر التل
أخوكم : الكاتب النحرير
جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين
الجمعة المباركة 18 / 12 / 1436هـ