طبعا لن أتكلم عن فوائد المشي فالجميع يعرف أن الحياة والصحة يجمع بينها المشي ولكن سوف اتكلم عن ثقافة المشي في مجتمعنا وكيف تطور وكيف أصبح الناس ينظرون لرياضة المشي
في السابق كنا نتبع مقولة شعبية قديمة تقول(تعش ثم تمش )طبعا مجتمعنا كيف طبق هذه المقولة فهو يقوم من وجبة دسمة جدا وفي العادة تكون ما يسمى (مفطح) اي جزء كبير من الخروف مع الرز فحين يقوم الشخص من هذه الوليمة يشعر بالتخمة فيبحث عن صاحب وهذا شرط أساسي سابقا في المشي ثم يشتري علبة عصير غازية ومن ثم يمارسون رياضة المشي في اي مكان يوجد فيه إنارة ولو خافتة وبملابسهم التي حضروا بها الوليمة ويمشون بخطوات بطيئة وهم يشربون العصير الغازي الذي لوحده يحتاج لساعة من الجري لا المشي من أجل حرق كميات السكر التي تحتويه ولهذا لم يكن هناك فائدة تذكر سابقا من المشي للأسباب التي ذكرتها
ولكن الان بدأت أرى انتقال كبير في ثقافة المشي من جهة مشاريع البلدية التي أصبحت تهتم كثيرا برياضة المشي فالان أصبحت تحاول توفير ممشى في اي حديقة وايضا ملاعب كرة قدم للصغار وهذه بادرة جميلة
أما بالنسبة للمجتمع أصبح هناك اهتمام كبير برياضة المشي فأنا كمرتاد للمماشي كنت في السابق أخجل من اللبس الرياضي والبوت الرياضي فكل من يمشون معك بكامل اناقتهم وبالزي السعودي الرسمي
ولكن الان اصبحت أرى أن الجميع أصبح يعي تماما أن رياضة المشي تحتاج لأدوات لكي تحصل على الفائدة المرجوة منها فأصبح الجميع يشترون ازياء رياضية ويحرصون على اقتناء بوت رياضي مهيأ لرياضة المشي وأصبح أغلبهم يحدد وقت معين للمشي لا يمكنه أن يتأخر عنه وايضا أصبح الجميع يعرف أن المشي بخطوات بطيئة أقل فائدة فأصبحت أرى الجميع يمشون بأقصى ما يمكنهم لكي يتمكنوا من الحصول على الفائدة المرجوة
بالطبع هذا أمر رائع وجميل فالمجتمع بدأ يعي أهمية المشي ولكن وانا أمارس رياضتي المعتادة وفي نفس الممشى الذي اعتدت السير فيه لاحظت خطر قادم قد يهدد ثقافة المشي وليس ذلك وحسب بل قد يقتل فائدة المجهود الذي بذلته في الممشى فلما مشيت وبعد خطوات ليست قليلة ولاني قد ابتعدت عن هذا الممشى فترة من الزمن فإني اندهشت برؤية بوفية صغيرة فأنا هنا ليس للأكل بل للمشي ولكن قلت من أجل الحصول على الماء ثم لم امشي سوى خطوات معدودة حتى تأتي المفاجأة برؤية اسكريم باسكن روبنز وقلت في نفسي أحيانا تكون درجة الحرارة مرتفعة فالاسكريم يبرد عليك مع انه سيؤثر على فائدة المشي وأكملت مسيرتي احاول ان لا اتزحزح من الإغراءات وما تجاوزت سوى مسافة حتى انصدمت برؤية مطعمان شهيران للوجبات السريعة وكأنهم يتنافسان على جلب الزبائن فمطعم هرفي وماكدونالز وكلنا نعرف كم تحتوي هذه الوجبات من سعرات حرارية عالية فأصبح الذي يمشي في جحيم لا يطاق فمشقة المشي وبجوار مطاعم تقدم كل ما لذ وطاب فقد يأتي الشخص من أجل حرق الدهون فلا يستطيع الصمود أمام هذه المطاعم فيعود للبيت وهو محمل بسعرات حرارية عالية تساعد في زيادة الدهون
في الختام أصبحت اسمي هذا الممشى بممشى جحيم المطاعم فلكي تستطيع ممارسة المشي دون تردد أو ضعف عليك الصمود أمام اغراء المطاعم التي جاءت تبحث عنك وانت تمارس رياضة المشي فسؤالي هل سيكون ثقافة المشي في خطر من قدوم المطاعم بجوار الممشى