أنديتنا الغربية
العاطفة أمر لا يمكن يخلو منها أي كائن يحمل في صدره قلب ينبض فهذا أمر بديهي وفطرة سليمة فالمشاعر المتجمعة بالقلب يكون للعاطفة الجزء الأكبر منها فلا غرابة أن رأيت أسد يتعاطف مع صغير غزال فهي مشاعر لا يمكن لأحد ردعها أو السيطرة عليها وبما اني اتكلم عن العاطفة في المجال الرياضي أردت أوضح أن هناك فرق بين الحب والميول لفريق ما وبين التعاطف مع فريق ويعتبر نادي الشباب أكثر الأندية التي يتعاطف معها جمهور الأندية الأخرى لما يقدمه الفريق من عطاءات ولا يخفى على الجميع تعاطف جميع جماهير المملكة مع نادي النصر ضد الهلال في الدوري الذي ناله النصر بعد صيام سنون طويلة عن البطولة فالكل تعاطف ليس حبا للنصر أو كرها للهلال وإنما رحمة لهذا النادي الذي صام كثيرا والكل تعاطف مع الأهلي ضد النصر لنفس السبب
وهناك تعاطف مع لاعب وقد يكون يلعب في نادي منافس للنادي الذي تشجعه فالكل تعاطف مع إصابة احمد الفريدي امام الفريق الإيراني لأن هذا اللاعب كلما استعاد نجوميته يدخل في دوامة الأصابات
ودعونا نتقل من التعاطف مع أنديتنا ولاعبينا إلى التعاطف مع لاعبين لا تربطنا بهم اي صلة بل لا يتكلمون اللغة العربية ولكن تربطنا بهم أعظم صلة وهو الإسلام فكلنا تعاطفنا مع لاعبين محترفين في الدوريات الأوربية لأنهم مسلمون
فانا اجزم ان الجميع تعاطف مع اللاعب التركي الجنسية والمحترف في اتلكتو مدريد توران وخاصة بعد سجوده بعد أن سجل هدف في مرمى تشلسي في بطولة الأبطال الأوربي المباراة التي اهلت أتليتكو لنهائي الأبطال ليخسر في النهاية أمام ريال مدريد
طبعا انا اعتقد ان هذا التعاطف أمر طبيعي ولكن التعاطف الذي استنكره وارفضه البتة ان تتعاطف مع نادي باريس سان جيرمان وماجيستر سيتي بسبب ان مالك النادي من دول خليجية فهذا ما لا اقبله بل ارفضه البتة فهناك من يساند هذان الفريقان الغربيان في المسابقات المحلية لبلديهما أو الأوربية وكأنه يشجع منتخب بلاده أو نادي يمثل وطنه وهنا الكارثة
البعض يقول ان هناك من يشجع برشلونا وميلان وغيرها أكثر من تشجيع الأندية الوطنية اقول هذا أمر شخصي يحق لكل شخص أن يهتف لأي نادي يحب متابعته وحتى لو ساند باريس سان جيرمان أوماجيستر سيتي ولكن ما اعترض عليه أن هناك من يرى أن مساندة هذان الفريقان أمر محتم وواجب لأن صاحبا النادي من دول الخليج ولهذا فإن هذان الناديان يمثلا الدول العربية أو بالأخص الخليجية اقول لكل من يدعي ذلك هل رأينا لاعب خليجي يلعب في أحد هذان الناديان البعض سيقول أن اللاعب الخليجي غير مؤهل للعب في هذه الأندية جوابي التجربة خير برهان لم يجرب أحد هذان الناديان بالتعاقد مع لاعب خليجي فما دام ان هذان الفريقان لما يمنح لاعبينا فرصة فلما نشجع أندية نعتبرها تمثلنا وهي لا تخدمنا فلو تعاقد هذان الناديان مع أبرز لاعبي دول الخليج لقلت نعم يجب التعاطف مع الفريقان لوجود لاعبين خليجيين ولكن لم نرى ذلك ومن وجهة نظري هناك لاعبين مثل عموري قادر أن يلعب في أحد هذان الناديان ولو في آخر أنفاس المباراة فالتدرب مع نجوم عالميين بلا شك سترفع من مستوى اللاعب الخليجي ونحن نشاهد أن فرق أوربية عريقة تعاقدت مع لاعبين آسيوين من أجل جلب تعاطف جماهير شرق آسيا فليس جريمة أن تعاقد هذان الفريقان المملوكان من قبل أشخاص خليجيين مع لاعب خليجي حينها انا اول من سيهتف باسم هذان الناديان
في الختام نصيحة في الدوري الأوربي لا تتعاطف مع أي نادي لان التعاطف يحرمك من الاستمتاع برؤية اللعب الجميل فأنا اتعاطف مع النادي الذي يقدم كرة قدم جميلة لاني في الدوري السعودي اشجع نادي اتمنى ان يفوز باي طريقة ولكن حين اتابع الفرق الأوربية فأنا مع موعد مع كرة قدم حماسية ومثيرة وممتعة فأنا ساتعاطف مع الفريق الذي سيمنحيني كرة قدم راقية