الاندية بين صناعة اللاعب او شراءه
 

الاندية بين صناعة اللاعب او شراءه
شدني الذهول لما رأيت الأندية ترمي الملايين في شراء اللاعبين بل تعجبت كثيرا من هذه الأندية التي تخاطر بميزانيتها لجلب لاعبين على مستوى عالي وللأسف لو دققنا لوجدنا أن أغلب اللاعبين الذين تم التعاقد معهم ليسوا بمقدار المبالغ التي دفعت فيهم والآن نحن نرى أن الأمر يتكرر في موسم الانتقالات فمثلا النصر اشترى عقد الكابتن نايف بملايين لا يمكن عدها في ساعات ولست هنا اقول ان الكابتن نايف لاعب فاشل بل أقول أنه لاعب متميز ولكن المبلغ الذي تم شراء عقده أكبر بكثير من إمكاناته فكلنا نعلم أنه تعرض لإصابات كثيرة وايضا عمره الافتراضي في الملعب أوشك على النهاية وايضا هو متميز في الضربات الرأسية فقط فسرعته وتسديداته ومهاراته الفردية عادية
طبعا ليس النصر من يتمسك بسياسة دفع الأموال في شراء اللاعبين ها نحن نسمع أن الهلال يحاول التعاقد مع محترف ذو إمكانيات عالية مع ان الهلال لدغ مرة في شراء عقود المحترفين وتكبد خسائر عالية فصفقة سامراس اللاعب الذي لا يختلف أحد على نجوميته ولكن للأسف تفاجأ الجميع بمستواه الضعيف
ولو افترضنا أن الهلال وفق في جلب محترف متميز وايضا استطاع هذا المحترف أن يكون عند حسن الظن ويساعد النادي على حصد البطولات يبقى نقطتان ستعيب هذا المحترف اولا راتبه العالي الذي يرهق ميزانية النادي وايضا حساسية باقي اللاعبين في النادي عند مقارنة دخلهم بدخله مع انهم يشعرون انهم يؤدون نفس المهمة وكلنا نعرف ما حدث لنادي روسي تعاقد مع النجم البرازيلي هالك فعرف اللاعبين الروس على الفرق الكبير بينهم وبينه في الراتب فأصبحوا يلعبون بتكاسل حتى تنبه النادي لذلك وعالج الامر
إذا البعض سيقول ما الحل إذا شراء عقود النجوم بمبالغ كبيرة يعتبر مشكلة
الحل بسيط جدا ولا يكلف المبالغ الطائلة والنتيجة تكون شبه مضمونة صناعة لاعب كرة قدم فنحن نرى برشلونة الذي يعتمد اولا على أبناء النادي وتأهيلهم ليكون هم العمود الفقري للفريق ثم يعززهم بلاعب ذو قدرات عالية يتمنى هذا النجم أن يلعب مع نادي برشلونا بسبب مستوى لاعبيه العالي طبعا وتكون تكاليف هذا اللاعب من ثمن بيع عقود لاعبين تم تأهيلهم بالنادي اي ان ميزانية النادي لا يمكن أن ترهق من شراء عقد هذا النجم
وكلنا نعرف النجم سامي خضيرة ونعرف كيف استطاع اولا مسيروا الرياضة الألمانية أن يلغون مفهوم اللاعب الموهوب ويستبدلونة باللاعب المصنوع الذي لا يهتم أن يكون لاعب ذو مهارات فردية عالية بل يتم التركيز على اللياقة البدنية العالية مع القوة الجسمانية مع التدرب على أساسيات الكرة وهي الاستلام والتسليم اي التمريرات الدقيقة والكنترول العالي فيصبح اللاعب أداة فعالة في يد المدرب الذي يضع التكتيك المناسب مستعينا بلاعبين تم صناعتهم حتى أصبحوا آلات لا تتعب وبهذه الطريقة هزم رفقاء سامي خضيرة منتخب البرازيل الذي يعتمد على اللاعب الموهوب بنتيجة قاسية واستطاعوا أيضا إيقاف خطورة أسطورة كرة القدم ميسي وانتزع كأس العالم منه
إذا الألمان أثبتوا في الواقع أن اللاعب المصنوع يتفوق على اللاعب الموهوب
فأنا اتمنى من أنديتنا التي تخاطر بالملايين لجلب محترف في الغالب تكون المبالغ التي دفعت فيه أكثر بكثير مما يقدمه فأنا اتمنى ان نرى بالموسم القادم لاعبين يتم تأهيلهم داخل النادي بل أؤمن أن الأندية الصغيرة لو تترك إضاعة ميزانيات النادي في التعاقد مع لاعبين محترفين وبذل هذه الأموال في صناعة لاعبين داخل النادي وانا واثق تمام الثقة انها لن تندم في الختام يجب أن نتعلم من الغرب كيف نحول اي مجال مثل مجالات السياحة والرياضة من مجالات ترفيهية إلى مجالات صناعة تزدهر وايضا تجلب الأموال الطائلة