إن المتابع لكرة القدم السعودية يلحظ هبوطا مستمرا في مستواها الفني ابتدأ منذ سنوات بعيدة واستمر حتى الآن، وخير شاهد على ذلك مباراة المنتخب السعودي الأخيرة أمام المنتخب الفلسطيني الشقيق وكيف تحقق الفوز في الرمق الأخير من المباراة.
هذا الهبوط الفني للكرة السعودية جعل البعض يبحث عن الإثارة واختلاق قصص وأخبار مغلوطة في سبيل تحقيق متابعة حثيثة لهم خاصة بعد التطور الكبير للإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الوضع أكثر سوءا واندفع غلاة التعصب نحو كسب مزيد من المتابعين بزرع قصص أكثر إثارة من أفلام هوليود وأطول من أفلام بوليوود، لتصل أكاذيبهم نحو آفاق جديدة لم تبلغها من قبل وينضم في ركبها آلاف من المشجعين لهذا النوع من التطرف الرياضي دفع البعض منهم نحو تقليد معلميهم وتدبير مكائد لبعض نجوم الأندية المنافسة بعد أن تجهز الكاميرات والجوالات لتصوير ردة فعل النجم على ما تعرض له من إساءات وما تلقفته آذانه من سباب وشتائم دون أن يتم إظهار ذلك في المقاطع الملفقة لتكتمل الصورة بأن يدخل على الخط معلمو التعصب وأساتذته لعمل لقاءات متتالية وعبر وسائل إعلام مختلفة لتغطية الحدث وشحن الرأي العام ضد هذا النجم أو ذاك، بل قد يصل الأمر نحو ملاحقة رجال اللجان الانضباطية لاستشراف العقوبة والتذكير ببنود اللوائح أو حتى تزييفها لإيقاع عقوبات عليه تحرمه من تمثيل فريقه كل ذلك يحدث لأنك كلاعب لا أوافقك الميول ولأني أسعى لإرضاء متابعين يوافقونني التوجه.
المضحك في الأمر أن الوضع ينقلب رأساً على عقب إذا ما كان الموقف قد تورط به لاعب فريقه المفضل ليحضر الطرف الآخر للهجوم وينبري هؤلاء للدفاع عن لاعبهم لآخر رمق.
وخير مثال على ما أوردته ما تعرض له ناصر الشمراني من أحد المبتعثين في أستراليا من سباب وشتائم شهد عليها رئيس بعثة المنتخب وقتها وكيف استنكر البعض تصرف ناصر ردا على المشجع وأن عليه أن يترفع عن الرد عليه، وفي المقابل كيف تم تبرير تعدي حسين عبدالغني على مشجع هلالي قال له (هيا تعال) حسب ما سمع الجميع في اللقطات المصورة للحدث وكيف وضعوا الخطأ على مشجعي الهلال بأنهم لم يراعوا الحالة النفسية للاعبي النصر بعد خسارة الكأس!.
هذه النوعية من التعاطي الإعلامي أضرتنا كثيرا وشحنت الجماهير بكثير من الشحنات السلبية، التي خلقت لنا جيلا فيه من المتعصبين أكثر بكثير من العقلانيين المتزنين، فإلى متى السكوت عنهم؟.
سؤالي لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب ولمعالي وزير الإعلام مع علمي بأن الأذى قد طالهما كثيرا من هؤلاء المنفلتين.

مدارج أخيرة:
·استقالة رئيس لجنة الانضباط بدون أن يذكر الأسباب خصوصا مع تزامنها مع العقوبات الانضباطية ضد تجاوزات لاعبي النصر في نهائي الكأس.
·الاستقرار التدريبي لأندية الهلال والنصر والأهلي سينعكس إيجابا على فرقها إذا ما أحسن المدربون تجهيز فرقهم في فترة الإعداد.

الوطن أون لاين ::: خالد السليمان ::: حلال في الشمراني حرام على عبدالغني