24/01/2015, 07:37 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
| |
الطلاق و الآثار ! شرع الله الزواج لحكم عظيمة و أهداف سامية نبيلة , قد يدرك المرء القليل منها مثل : التكاثر وبقائه لعمارة الأرض , ونشر القيم الفاضلة ما بين الأفراد والأسر , وإشباع العوامل النفسية والعاطفية , فتعيش الأفراد و الأسر حياة ملؤها الراحة والطمأنينة و السعادة فينعكس ذلك بالآثار الطيبة على الأطفال الذين يعيشون مع والديهم , و قد حث الله تعالى على التمسك بالأسباب والمقومات التي تكفل استمرار الروابط الأسرية , وتزيد في تماسك العلاقات الاجتماعية , ومنها الحياة الزوجية التي فطرها الله في خلقه , فمتى استمرت هذه الحياة بين الأبوين تآلف أفرادها , وقويت الأسر و زادت المجتمعات تماسكا. وإن وجد الخلاف والمشاكل بين الزوجين , ولم تنجح معها الوسائط ولا الحلول في إزالة هذا الخلاف من ذوي القربى وأهل الخير والتقى جعل الدين آخر الحلول الطلاق , ووضع له ضوابط وشروطا بحيث تحقق المنافع والمصالح للزوجين والأولاد , وتدفع الأضرار عنهم قال تعالى : (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان...) , سورة البقرة , و يعتبر الطلاق ظاهرة اجتماعية ترجع لأسباب مختلفة : نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية وغيرها له آثاره السلبية , وإن أكثر المتضررين من الطلاق هم الأولاد الذين يفقدون التربية والشفقة والاهتمام , ويفقدون المحبة والرعاية و الحنان , فالطلاق ظاهرة ينتج عنه الاضطرابات النفسية من قلق وتوتر وهموم , واكتئاب وخوف تعصف بالأولاد , فتودي بهم إلى التغير في السلوك. هذا بالإضافة إلى نظرة المجتمع الخاطئة إليهم , فيؤثر على حالاتهم واضطراب الشخصية لديهم , فينشأ التفكك الأسرى , وتزيد المشاكل ما بين الأفراد والأسر , وقد يعيش هؤلاء الأولاد حياة البؤس و الشقاء بعيدين عن آبائهم , ولا يستطيعون مواجهة ظروف الحياة وهمومها لغياب المربي والناصح , ولا يكون لديهم توازن في المجتمع , لاهتزاز كيان الأسرة بسبب الأبوين , فيكون لديهم قصور في التربية وإهمال , ينتج عن ذلك انحراف الأولاد عن الطريق السليم بسبب الأفكار السيئة , أو رفقاء السوء.
عبد العزيز السلامة / أوثال |