القاعدة المعروفة في كل دوريات العالم هو أن التتويج في بطولة الدوري يحتاج إلى التفوق على كل الفرق في الدوري نقطياً ، فلا عدد الهزائم ولا مرات الفوز ولا حجم النتائج ولا حتى الفوز في الديربيات ستمنحك اللقب ، ولا أظن أن هناك من يجهل هذه المعلومة البسيطة التي ذكرتها فقط لإرسال تنبيه بسيط للإنهزاميين بعد الهزيمة من الغريم الغائب عن المنافسة على البطولات وحتى مبارياته مع الهلال ..
الهزيمة من النصر والفرحه المبالغة من النصراويين في الفوز واستعادة الصدارة هي أكبر وقود للعمل في الهلال ، وهذا ماتعودناه من الهلاليين كلهم على اختلاف إداراتهم ولاعبيهم ومدربيهم ، يحتاجون دائماً للأستفزاز ليعودو أقسى من ذي قبل في ممارسة هواياتهم والضرب بقوة في مبارياتهم وملئ دولايبهم بالبطولات ..

لفت انتباهي الكثير من الهلاليين من يطالب بالتغيير عناصرياً والبحث عن عناصر أفضل من العناصر الحالية ، دون اللجوء إلى حلول أخرى أكثر فعالية وفائدة وأقل تكلفة ، وتكرار جملة نطالب بالتصحيح والتعديل و إيجاد الأفضل .. هذا لا يلغي استياءي كغيري من هبوط مستوى بعض اللاعبين على رأسهم عبدالله السديري وسلمان الفرج ونواف العابد ، ولكن المشكلة قد تعالج بتغيير الخطط وتغيير المهام مع الكل باستثناء السديري الذي لن يؤثر التغيير التكتيكي كثيراً على مستواه كونه حارس مرمى .. فالتصحيح لا يكون دائماً بتغيير العناصر وتبديل اللاعبين ، فإعادة التأهيل وإعادة صياغة الخطط وتوزيع المهام لتتناسب مع تشكيلة اللاعبين هي الأفضل والأسهل من التغيير المستمر عناصرياً ، ونتذكر محمد الشلهوب كيف تحول من لاعب مهمش في عهد كوزمين إلى هداف الدوري مع جريتس وكيف تحول من لاعب منتهي مع كومبواريه إلى أكثر اللاعبين تاثيراً مع زلاتكو ! ولا أنسى أفضل خط دفاع في الدوري تحت إشراف الروماني كوزمين والذي كان يضم المرشدي ونامي والزوري وهم من نراهم الأسوء كعناصر مقارنة ببقية الفرق !

لن أتحدث عن طريقة ولوج الأهداف أمام النصر فقط بل عن العلّة المتكرره في جل مباريات الموسم ، فبالعودة إلى العشر جولات الماضية سنجد المشهد المتكرر وطريقة الولوج السهله من العمق لكل الفرق وكيف تكسر مصيدة التسلل بسهوله في الكرات من خلف المدافعين ، فالنصر كغيره استخدم الكرات الطويلة بين قلبي الدفاع المتقدم داماً دون تطبيق لمصيدة التسلل ، واعتمد بشكل ثانوي على اجتهادات شايع شراحيلي في جهة سلمان الفرج ونواف العابد المشتتين ، وكلا الطريقتين كانتا تنجحان دائماً بالوصول إلى منطقة الجزاء الهلالية بسهوله ..

لا أنكر أن خطة الجابر الحالية أبطلت مشكلة الأهداف من الكرات العرضية بشكل كبير ولكنها تسببت في ثغرة أكبر في عمق الفريق الهلالي ككل لا الدفاع فحسب ! لذا يجب القول أن خير وسيلة لإخفاء نقاط ضعفك وهي الدفاع تكون بالعمل على نقاط قوتك وهي الهجوم ، ولا أقصد بالمبادرة الهجومية البحث عن محصلة أهداف أكثر ، بل إجبار كل الفرق على البقاء تحت الضغط الهجومي للفريق ككل وليس نيفيز وناصر فقط ! وبالطبع لن ينجح هذا بالخطة الحالية لتباعد الأطراف (سالم و نواف) عن منطقة الوسط والهجوم وإبقائهما كثيراً على أطراف الملعب بلا فائدة ، إضافة إلى تكليفهما بمهام دفاعية مبالغة !

في الحالة الدفاعية للهلال دائماً ما يخسر معركة الوسط ، وذلك ليس لسوء المحورين هرماش وكاستيلو ، بل لوقوفهما في خط وحيد غالباً في حالة الهجوم والدفاع وبُعدهما عن خط الدفاع بمسافة كافية ليستفيد منها مهاجمي الخصوم في مواجهة أحد قلبي الدفاع البطيئين ، وأيضاً قيام كاستيلو بدور الضغط على حامل الكرة في الوسط وهو الدور الذي يجب أن يوكل إلى لاعبي الأطراف ولاعبي الوسط الهجومي هرماش ونيفيز !

الأفضل بنظري ..
* يُلزم كاستيلو بمهام دفاعية بحته بتمركزه وبتغطيته بين قلبي الدفاع في حال صعود أحدهم لتغطية مركز الظهير أو مساندته ، وإعطاء هرماش مهمة تنظيم وسط الملعب ومساندة كاستيلو في وجوده بجانبه للزيادة العددية في الحالة الدفاعيه .
* اعطاء نيفيز دور الحرية في وسط الملعب ودخول منطقة الجزاء كمهاجم ثاني متى ماسنحت الفرصه وليس بشكل دائم كما شاهدناه مؤخراً ..
* يتم تفعيل تبادل المراكز بين الثلاثي الهجومي ناصر وسالم ونواف وإبعاد الأخيرين عن الإلتزام بدور الأجنحه التقليدية لإعطاء حرية أكبر للأظهره في حالة الصعود للمساندة الهجومية ..
* ياسر الشهراني أثبت كفائته في الظهير الأيسر أكثر منه في الأيمن ، فلمَ لا يستفاد من ذلك في معالجة مشكلة الجهه اليسرى وإعطاء الفرصه للبيشي أو الدعيع في الجهه اليمنى !

أخيراً ..
أعود لأذكر أنها مباراة دوري من بين ستة وعشرين مباراة ، الهدف منها هو جمع النقاط فقط ، وأظن الكل سيقول إن خيّرته بين الإثنتين : خسارة ديربي ولا خسارة دوري !

عبدالله الزمامي - شندق سبورت
للتواصل عبر تويتر: https://twitter.com/al_zamami