الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه و عظيم سلطانه و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا..

أما بعد..

فإن أهل العقول اتفقوا على أن كل صناعة لابد لها من رافد استثماري ينميها و يطورها و تمنحها صفة الاستمرار و البقاء ما أمكن .. إما من خلال ذات الصناعة أو من استثمارات تدعمها بسبب طبيعة الصناعة كما هي كرة القدم مثلما يُنظر لها في العصر الراهن..

و لا أظن أن هذا الإنفاق على كرة القدم سيبقى خاضعا لرغبات المتبرعين و الداعمين ثم نطلق عليها "صناعة".. بل هذا من المحال عقلا و عرفا.. و حينما يتقرر مثل هذا في الأذهان فلابد من التفكير في وسيلة تضمن دعم الصناعة و لا تتأثر في الوقت نفسه من تقلبات الداعمين و آرائهم..

إن من ينظر إلى طبيعة الترشح لإدارة النوادي الرياضية بشكل عام و الهلال خصوصا يجد أن الكثير من الكفاءات الإدارية تتهرب من الترشيح بسبب غياب الدعم. و تكون الخيارات محدودة جدا فيمن يملك الدعم المادي فقط .. و لو كان الدعم المادي محيدا و غير مشروط لكانت الخيارات أوفر وبالتالي تكون المحاسبة عليها أكثر إمكانية..

خصخصة الأندية لا أعتقد أنها سترى النور قريبا لأسباب كثيرة .. و لأن هذا متعذر في الوقت الحالي فلابد من فكرة تهمد للخصخصة أو تكون بديلا منها تعطي للنادي مميزات الخصخصة ما أمكن و تساهم في نقل الإدارة من حيز الهواية إلى فضاء الصناعة..

الفكرة هي بإنشاء شركة استثمارية قابضة مستقلة إداريا عن النادي يتوجه لها الدعم الشرفي بدلا من النادي و تكون شركة مساهمة مقفلة و يكون هذا الدعم عبارة عن أسهم مقابل دعمهم حيث يمكن استرداد مبالغ الدعم خلال السنوات القادمة.. ثم تنتقل ملكية الأسهم للشركة نفسها..

و أفضل مبلغ ممكن البدء فيه هو مليار ريال تدفع كاملة ثم تسترد بعد 5 سنوات فقط.. و هي عملية ليست مستحيلة أو بالغة الصعوبة بل تحتاج إلى تخطيط جيد و استخدام أمثل للتحليل المالي و الأدوات المالية..

بهذه الطريقة يكون لدينا أكثر من مرشح يستطيع التقدم وهناك رأس مال للنادي محدد و واضح و بناء عليه تُحدد برامج من قبل المرشحين و تكون أفضل وسيلة لمنع التدخلات الشرفية و المجاملات التي تضر بالنادي و الاختراعات و التجارب الفاشلة و قطعا لدابر "الجود من الموجود"..

ما سبق ذكره لا يمكن أن نراه على أرض الواقع إلا من خلال أعضاء يهمهم مستقبل النادي و ليس صورتهم أمام الإعلام و الجماهير.. و لم أتطرق للأمور الفنية أو كيفية التعاقدات أو كيفية إدارة النادي.. بل كان الكلام موجها بشكل مباشر للمعضلة الأساسية في أي عمل إداري وهو التمويل لتنفيذ البرامج و الخطط.. و أعتقد أن بين جنبات هذا المنتدى العملاق من هو أفضل مني لنقد و تحسين مثل هذا الاقتراح بالصورة التي تلائم الأنظمة و توافق رغبات محبي النادي . .

"عندما كنت صغيرا كنت أعتقد أن المال كان الشيء الأكثر أهمية في الحياة، والآن أنا أصبحت كبيرا وأنا أعتقد أنه كذلك."

أوسكار وايلد