رحلتي القصيره للمغرب....
.
قصّتي مع المغرب قصة ليس لها نهاية .
بَدَأتُ زيارتها من فاس، ذات الأثار الموغلة في الزمن ،حيث لا زال أهلها يحتفظون
بمفاتيح بيوتهم في الأندلس ويعلّقونها على جدرانهم لتكون ناقوسا يدقّ في عالم
النسان .
ثم عدت من الشمال عبر طنجة التي يقول محمد شكري إنها مدينة يفضّ بكارتها كلّ
من دخلها ، وأنه يبكي عليها كل من رآها إذا رحل عنها وإذا لم يرها فإنها هي التي
تبكي عليه !
طنجة التي لا يشبهها أي مدينة أخرى ، حيث تتكيء على البحر المتوسط وتمدّ رجليها
لتغتسل بأمواج الميحط . طنجة التي تتميز بلونها الأبيض وقلبها الأبيض أيضاً. كانت
لي فيها أيام لا تنسى
أما أغادير ( ومطار المسيرة ) الذي تفاجأت بتراتيل المصليّن في مسجده بمجرّد ما
دخلته بعد أن دخلت صالة المطار ..واستعجلت لكي ألحق الفرض . فبَقِيَتْ تلك
التراتيل في أذني كأجمل ما سمعت . فإنها تبقى كالحلم الجميل الذي يتمنى الإنسان أن
يراه في كل ليلة !
أما الراشدية، فإنها قصّة كصحراءها ، لا يمكن أن أعبّر عنها إلا بيني وبينها .
المغرب أيها الأعزاء ، أحد أجمل بلاد الأرض ، وأكثرها تنوعا في كل شيء ، كل
شيء ؛ التضاريس ، المنتجات الزراعية ، الأفكار المتباينة ، اللغات المتعددة ؛ عربي
أمازيغي ، فرنساوي وغيرها من اللغات . إنها ملتقى الحضارات وتلاقح الأفكار
والرؤى . إنها البلد الذي لا يمكن التعبير عنه إلاّ بزيارته والعيش فيه