كلنا يعلم أن الرشوة حرام.. وهي من كبائر الذنوب
لما فيها من تضييع الحقوق وإحقاق الباطل ، وفيها يقول الله تعالى (( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالبطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون)) البقرة/188
ويقول عليه الصلاة والسلام (( لعن الله الراشي والمرتشي ))

وهناك صور متعدده للرشوة..فهي لا تقتصر على صورة واحدة ، فلشيطان فيها حيل ومسالك على ابن آدم..فصورها متعددة..

ولعلي أعرض نبذة يسيرة عن مفهوم الرشوة وصورها. وهي كالتالي:

مفهوم الرشوة:

*** (1)حقيقة الرشوة كلُّ ما يدفعه المرء لمن تولَّى عملاً من أعمال المسلمين ليتوصَّل به إلى ما لا يحل له.

*** (2)هي ما يعطى من المال أو نحوه لإبطال حق أو إحقاق باطل.
وعلى هذا فإن ما يعطيه المء لتحصيل حقه ليس من الرشوة.

صور الرشوة وأمثلتها:

**أعظمها ما يُعطى لإبطال حق، أو إحقاق باطل، أو لظلم أحدٍ .

**دفع المال في مقابل قضاء مصلحةٍ يجب على المسؤول عنها قضاؤها بدون هذا المقابل.

**من رشى ليُعْطى ما ليس له، أو ليدفع حقاً قد لزمه، أو رشى ليُفضَّل أو يقدَّم على غيره من المستحقين.

**الرشوة تكون في الحكم فيقضي من أجلها لمن لا يستحق أو يمنع من يستحق أو يقدم من غيره أحق بالتقديم وتكون الرشوة في تنفيذ الحكم فيتهاون من عليه تنفيذه بتنفيذه من أجل الرشوة سواء كان ذلك بالتراخي في التنفيذ أو بعمل ما يحول بين المحكوم عليه وألم العقوبة إن كان الحكم عقوبة.

**الرشوة تكون في الوظائف والمسابقة فيها فيقدم من أجلها من لا ينجح أو تعطى له أسئلة المسابقة قبل الامتحان فيولى الوظيفة من غيره أحق منه.

**الرشوة تكون في تنفيذ المشاريع ينزل مشروع عمل في المناقصة فيبذل أحد المتقدمين رشوة فيرسو المشروع عليه مع أن غيره أنصح قصدا وأتقن عملا ولكن الرشوة عملت عملها.
**الرشوة تكون في التحقيقات الجنائية أو الحوادث أو غيرها فيتساهل المحققون في التحقيق من أجل الرشوة.

**تدخل الرشوة في التعليم والثقافة فينجح من أجلها من لا يستحق النجاح أو تقدم له أسئلة الامتحان أو يشار إلى أماكنها من المقررات أو يتساهل المراقب في مراقبة الطالب من أجلها فيتقدم هذا الطالب مع ضعف مستواه العلمي ويتأخر من هو أحق منه مع قوة مستواه العلمي.
**فالهدايا التي تقدم لأصحاب المناصب إنما يراد بها التقرب منهم واستمالتهم للاحتماء بهم.



أما مسألة القذف بالرشوة وأحكامها فلها جوانب أخرى لعلي أكتبها في وقت لاحق..