البريـد 01 .. مطلـوب وظيفـة ؟!
أستلمت رسالة من أحدهم يتحدث من خلالها إنه شاب في بداية العشرين من عمره ويحمل شهادة المتوسطة ويعمل لدى أحدى الشركات المتخصصة في الأمن والسلامة بوظيفة حارس أمن وهو يتقاضى راتب قرابة 2,000 ريال .. ويتسائل كيف له أن يتزوج ويسكن ويشتري سيارة ويوفر حياة كريمة لزوجته والأطفال الذين قد ينجبهم اضافة الى رعاية والديه بهذا الراتب الضئيل ! .. واقترح علي طالما انني حسب تعليقه من ( اليمن ) .. هل هنالك مشروع تجاري يمكنه من زيادة دخله دون رأس مال ! 
وحقيقة ان لدي وجهة نظر حيال اخواننا الذين فاتهم قطار التعليم لإي سبب كان ثم وجدوا انفسهم فجأة في مواجهة الحياة ومتطلباتها والتزاماتها والتي أثقلت كاهل الجميع ،،،
لا أرى وظيفة ( حارس أمن ) او ما شابهها من الوظائف المناسبة لفئة الشباب والتي أطلق عليها صفة الـ ( وظيفة الساكنة ) وهي الوظائف التي لا مجال فيها للتطور او اكتساب مهارة او معرفة جديدة وبالتالي نجد ان تكاليف الحياة ترتفع والمسؤوليات تزداد يوما بعد آخر بينما الراتب كما هو لا يتغير !
هكذا وظائف اعدها مناسبة لأشخاص تجاوزوا عمر الخمسين وقدر الله عليهم أن يستمروا في البحث عن لقمة العيش ولم تعد لديهم القدرة البدنية او الذهنية للأعمال التي تتطلب التفكير او التعلم او الجهد البدني .. بينما الشاب فالأمر مختلف ،،،
هكذا نوعية من الشباب في اليمن مع هكذا ظروف .. ماذا عادة يفعلون ؟ .. الإجابة : يبحثون عن تعلم مهنة ،،،
تجد البعض منهم يذهب كبائع في معرض تجاري بمبلغ زهيد .. ومع الوقت يكتسب الخبرة والمهارة وبناء علاقات مع التجار خاصة اذا ما كان يتمتع بالصدق والجدية في العمل .. ثم يصل به الحال ان يجد من يتعاون معه من التجار وربما صاحب المشروع نفسه في عمل مشروعه التجاري او العمل كشريك في الارباح مقابل الجهد المبذول لدى احدهم .. وبالتالي مع مرور الوقت وتوفيق الله سوف يصل في اقل التقديرات لكي يوفر لنفسه ومن يعولهم حياة كريمة لا تخلو من الرفاهية بشكل منطقي ومعقول ،،
البعض من هؤلاء الشباب يتوجه الى ورشة سيارات لكي يعمل فيها ويتعلم ومع الوقت تصبح لديه ورشته الخاصة .. البعض يتوجه للعمل كعامل بناء ومع الوقت يصبح مقاول .. البعض يتوجه للعمل في مطعم ومع الوقت يصبح لديه مطعمه الخاص ... الخ تلك المهن والحرف التي يستطيع الشباب في عمرهم المبكر ان يتعلموها ويتقنوها ويصبروا على شقائها ولكن ينتهي بهم المطاف بعد توفيق الله لكي يكونوا مستقلين في اعمالهم ولديهم دخل كريم يمكنهم من مواجهة احتياجاتهم والتزاماتهم ،،،
لذلك نصيحة لكل شاب قابع في وظيفة لا تتحرك ولا ينشد من خلالها مستقبل ايجابي ان يتوجه في البحث عن مهنة ويصبر عليها ويتحلى بحسن الخلق والثقة بالله .. وربك لا يضيع جهد انسان وعرقه هباء منبثا ،،،
وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه .. والعمل دوما طالما كان شريفا فهو ليس عيب بل شرف ،،،
هذا موضوع كنت قد كتبته في تاريخ سابق .. ويبدو انه قد يكون إضافة ومفيدا لمن هو مهتم 
ودمتـم في خيـر