قصة بلاد هلالستان .. وتعويذة التعاسة .. وبديع الزمان - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

طـا الهلال ئـر · #1 05/11/2012, 11:42 AM

كان ياما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان كان هناك مملكة معروفة للقاصي والدان أسمها " هلالستان" يعيش فيها الناس بحب وأمان.

عرف عن بلاد هلالستان أنها بلاد خير ورخاء وإحسان، فيها كل مالذ وطاب من الفواكه والثمار والقمح وأجود أنواع الأرز وأعذب المياه تأتيهم من الأنهار والوديان. ولكن هناك مشكلة صغيرة كانت تكدر عليهم هذه الأجواء الصافية..
كل الأطفال الذين يولدون في هذه البلاد لا يشعرون بالسعادة بسبب "تعويذة" ألقيت على بلاد هلالستان منذ عشر سنوات..

وكان الحل الوحيد لفك طلاسم هذه التعويذه هو إحضار " إكسير السعادة" وهو دواء سحري موجود في أرض بعيدة أسمها شرقستان..ولم يفلح أي شاب من شباب هلالستان بالوصول اليها..

أي شخص يحاول عبور البحر وهو الطريق الوحيد المؤدي اليها (حسب علمهم) كان يختفي تماماً ولا أحد يعلم حقيقة ما جرى له..

مع الأيام بات الناس أكثر خوفاً .. وتحول عبور هذا البحر لكابوس مخيف .. لا يريدون حتى التحدث عنه .. وبقي حال أطفالهم على هذا الحال طوال هذا الزمان ..

فجأة وبدون سابق إنذار تعرض والي هذه البلاد الى ظروف أجبرته عن التخلي عن مملكته والذهاب بعيداً..

أحتار الوزراء والأمراء.. وعاش شعب هلالستان في ضيق من الحال .. فتعيين والي جديد للبلاد ليس بالأمر السهل وبالرغم من ذلك يجب أن يتم هذا التعيين الآن، ولا مجال للتسويف وكثرة القيل والقال.

مرت الإيام تلو الإيام ولم يتغير الحال وعلم الجميع أن بلادهم ماهي الا بركان نائم قد يستيقظ في أي لحظة ويدمر كل ما ستصل اليه حمم هذا البركان، وستعيش بلاد هلالستان في ظلام دامس تحت مظلة الرماد البركاني ولفترة طويلة ..

في صبيحة أحد الأيام وبينما كان الكل مشغولاً بمناقشة هذه المعضلة .. دخل عليهم أحد الأمراء ويدعى " بديع الزمان "، وقال لهم أنا أرشح نفسي لتولي ولاية هذه البلاد وأعاهدكم أن أبذل المستحيل لأحافظ على إستقرار وهيبة هذه البلاد ..

فرح الحضور ودخل قلبهم السرور.. فبديع الزمان شخص معروف محب لا يعرف الغرور، هو فارس البلاد ويكره الحسد والحسّاد، شخص حساّس يحب الشعر ويقرب الشعراء..

بالفعل تم تنصيب بديع الزمان والياً على بلاد هلالستان وما جاورها من القرى التابعة لها، وخرج بديع الزمان ليخاطب شعبه في يوم تنصيبه قائلا لهم..

أيها الناس يا شعب هلالستان العظيم، أنتم مني وأنا منكم.. أعاهدكم أن أحقق تطلعاتكم وأن أعمل جاهداً لرضاكم وأسعدكم بما يمليه علي ضميري وبما سيقدره علي ربنا تعالى في مكانه.

هلل الناس وصالوا وجالوا.. وفي الآفاق نشروا وقالوا .. بديع الزمان هو ضالتنا وهو من سيعيد لنا البسمة ويريح قلوبنا بعد مشيئة الله

بدأ بديع الزمان في بناء الدولة من جديد..وتوسع في التجارة، وأكتشف مصادر جديدة للدخل وبدأ في إصلاح الطرق والمباني وجمل الشوارع وحسن المرافق..

لكن وفي المقابل ومع كل هذا العمل كان شعب هلالستان يفرح تارة وكان يتذمر تارة أخرى، لان المشكلة الأساسية لم تحل بعد وهي الحصول على " أكسير السعادة"

علم بديع الزمان أن الوقت قد حان ليبدل المستشارين ويعين الوزراء..فلا طموح سيتحقق بدون تجديد الدماء.. فذهب هنا وهناك وأحضر المساعدين والخبراء من كل مكان .. عين الكثير والكثير وأختار التشكيل.. جزء من بلاده هلالستان وجزء من دول مجاورة وجزء من بلاد بعيدة كبلاد تشيكستان و المانستان وكوريستان وبرازيلستان..

فكر بديع الزمان في أن يذهب لبلاد بعيدة تسمى (فرنساستان) لإحضار مستشار جديد يكون عوناً له لعل وعسى أن يساعده هذه الرجل في حل معضلة بلاده وإيجاد حل لكيفية عبور هذه البحر بدون أن يموت أي شخص من أفراد رعيته..وبالفعل وجد بديع الزمان ضالته في رجل يدعى (تساهيل) يقال أنه كان خبيراً في المعارك .. وخاصة معارك الكر والفر..

إشترط (تساهيل) أن يحضر مساعداً له يدعى (فراولان) بناءاً على معرفته الشخصية به ولعلمه أن (فراولان) سيكون داعماً له في عمله في بلاد هلالستان..

عرض (تساهيل) خطة عمله على بديع الزمان وأخبره أن عبور البحر بجيش عرمرم سيكون أفضل .. وافق بديع الزمان وجهزوا العدة والعتاد لخوض غمار هذا البحر مرة أخرى ..

ذهب الجميع بما فيهم بديع الزمان وتساهيل ليركبوا البحر وما إن وصلوا الى منتصف البحر حتى بدأت الرياح تهب وبدأت الأمواج بالتلاطم.. عندها أحس (تساهيل) بأن الموت محدق بهم .. فصعد الى أعلى السارية ونظر يمنة وميسرة ثم قال للجميع أرى أن نقف هنا ونعود أدراجنا فالطريق صعب وخطير ولا مجال لأن نعبره اليوم .. ووعد الجميع بأن يجد طريقة ليحصل بها على أكسير السعادة بدون أن يعبر البحر مجددأً..

تأمل الجميع خيراً .. وعادوا الى بلادهم ..

علم شخص يدعى (أبو لسان) من بلاد (شرقستان) بما آل اليه حال جيش (هلالستان) العرمرم وفرح كثيراً .. فقد كان يعلم مكان أكسير السعادة وكان يحاول الحصول عليه أيضاً لأنه غالي الثمن..ولأنه كان يعلم أن مفتاح الصندوق السحري الذي يحوي اكسير السعادة قد دفن في نفس بلاد هلالستان فقد قرر السفر اليها وأستخدم طريقاً برياً سهلاً لا يعلم عنه أحد من بلاد هلالستان..

وصل أبو لسان لدولة هلالستان ولعلمه أنه لن يستطيع أن يحصل على المفتاح بمفرده فقدد قرر إستخدم الحيلة مع تساهيل وجيشه ليساعدوه في الوصول لهدفه..

قال أبو لسان لتساهيل وجيشه .. "أنا شخص فقير اتيت من بلاد بعيدة .. أطلب الرزق الحلال ولقد بلغ الفقر بي مبلغه، وقد علمت أن هناك مفتاحاً لصندوق يحوي الكثير من الأموال والجواهر مخبأ تحت تلك التلة البعيدة وأرجو منكم أن تساعدوني في الحصول عليه"

وقف تساهيل وخطب في جيشه .. إن هذا الفقير يطلب مساعدتكم .. ويجب أن نعمل سوياً من أجل إيجاد هذا المفتاح ومساعدة هذا الرجل ..

وبالفعل قام تساهيل وجيشه بحفر الجبل وتكسير الصخور ولمدة (أربعة) أيام متتالية حتى وجده (فراولان) وباقي اصحابه وسلموه لأبو لسان ..وودعوه بمثل ما أستقبل به من حفاوة وتكريم.

ومرت الأايام تلو الإيام وخرج بديع الزمان وقال لشعبه " إن الحصول على أكسير السعادة بأت أصعب من ذي قبل..والطريق اليه محفوف بالمخاطر ولن يصل اليه أي شخص من هلالستان أو حتى من من البلاد الأخرى في إقليم (سعودستان)

ومازال (تساهيل) وجيشه يبحثون عن " أكسير السعادة"...

ومازال شعب (هلالستان) يحب بلاده .. ومازالوا يحبون (بديع الزمان) .. ويقولون له .. أن السعادة لا يمكن أن تعبأ في مجرد زجاجة أو تسرق بتعويذة....

السعادة هي ما تكتسب بالعمل والإجتهاد وبتوفيق الله