26/10/2012, 11:44 PM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 23/06/2011 المكان: سعودي في قلب الزعيم !!!
مشاركات: 9,773
| |
& تدبروا هذه الايات كل نفس ذائقة الموت & الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. أما بعد أيها الإخوة الأحبة : يقول الله سبحانه وتعالى (( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )) قيل لما نزلت هذه الآية قالت الملائكة : متنا وعزة الله ، فعند ذلك أيقن كل ذي عقل وروح أنه هالك الكل يموت .. كل نفس ذائقة الموت كل نفس تذوق هذه الجرعة وتفارق هذه الحياة لا فارق بين نفس ونفس في تذوق هذه الجرعة من هذه الكأس الدائرة على الجميع . إنما الفارق في شئ آخر الفارق في قيمة أخرى الفارق في المصير الأخير. وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ . ويقول تعالى ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) فهو تعالى وحده الحي الذي لا يموت . يموت الجن والإنس وكذلك الملائكة وحملة العرش وينفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والباق فيكون آخر كما كان أولا أينصحك من للموت فيه نصيب ..... وينعم عيشا إن ذا لعجيب ويأكل والأيام تأكل عمره ...... وليس له جسم لذاك يذوب موضوع الموت أيها الأخوة موضوع عظيم مهم لا بد من ذكره ومعرفة حقيقته ومدارسته إذا ذكر الموت بعد ذلك نستشعر حقيقته ونعلم مصيرنا . فكما يقول عليه أفضل الصلاة والسلام أكثروا من ذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات وتوسدوه إذا نمتم واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم واعمرو به مجالسكم فإنه معقود بنواصيكم لذلك أيها الأخوة سأكتفي في هذه الخطبة بمقدمة عن الموت ثم بعد ذلك نفصل فيه تدريجيا في الخطب القادمة إن شاء الله فنبدأ بالموت فالقبر وعذابه ثم البعث والصراط والحساب وإن شاء الله نختم السلسلة بالحديث عن الجنة والنار كمقدمة لهذا الموضوع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولم يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مستقبل القبلة ) وجلسنا حوله وكأن على رؤسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض ( فجعل ينظر إلى السماء ، وينظر إلى الأرض ، وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثا ) فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ( ثم قال : اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ) ( ثلاثا) أي قالها ثلاث مرات ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة (وفي رواية المطمئنة) أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء فيأخذها ( وفي رواية حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء وفتحت له أبواب السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم ) فإذا أخذها ( أي ملك الموت ) لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منه كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض قال : فيصعدون بها فلا يمرون – يعني بها على ملا من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الطيب ؟ فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين( وما أدراك ماعليون ، كتاب مرقوم يشهده المقربون ) فيكتب كتابه في عليين ثم يقال أعيدوه إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال : ف ( يرد إلى الأرض ، و تعاد روحه في جسده ( قال : فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولو عنه مدبرين فيأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه فيقولان له من ربك ؟ فيقول ربي الله ، فيقولان له ما دينك ؟ فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له وما عملك ؟ فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ( فينتهره فيقول : من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن فذلك حين يقول الله عز وجل ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد عليه الصلاة والسلام فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال : ويأتيه ( وفي رواية يمثل له ) رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح ، فيقول أبشر بالذي يسرك ( أبشر برضوان من الله ، وجنات فيها نعيم مقيم ) هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له ( وأنت بشرك الله بخير ) من أنت فوجهك الوجه يجئ بالخير فيقول أنا عملك الصالح ، ( فوالله ما علمتك إلا كنت سريعا في طاعة الله بطيئا في معصية الله فجزاك الله خيرا ) ثم يفتح له باب من الجنة وباب من النار فيقال هذا منزلك لو عصيت الله ، أبدلك الله به هذا فإذا رأى ما في الجنة ، قال : ري عجل قيام الساعة ، كيما أرجع إلى أهلي ومالي ، ( فيقال له اسكن )، قال : وإن العبد الكافر ( وفي رواية الفاجر) إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة ( غلاظ شداد ) سود الوجوه معهم المسوح ( من النار) فيجلسون من ( مد البصر) ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب ، قال : فتغرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود ( الكثير الشعب ) من الصوف المبلول ، ( فتطع معها العروق والعصب ) فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وتغلق أبواب السماء ، وليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم ) فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن جيفة وجدة على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملاء من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الخبيثة ؟ فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ( ثم يقال : أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ) فتطرح روحه ( من السماء ) طرحا ( حتى تقع في جسده) ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) فتعاد روحه في جسده ، ( قال : فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولو عنه ) ويأتيه ملكان ( شديدا الانتهار فينتهرانه و ) يجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ ( فيقول هاه هاه لا أدري ) فيقولان له ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فلا يهتدي لاسمه فيقال محمد ؟ فيقول هاه هاه لا أدري ( سمعت الناس يقولون ذلك قال : فيقال لا دريت ) ، ( ولا تلوت ) فينادى مناد من السماء أن كذب ، فافرشوا له من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه ( وفي رواية ويمثل له رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : ( وأنت فشرك الله بالشر ) من أنت ؟ فوجهك الوجه يجئ بالشر فيقول أنا عملك الخبيث ( فوالله ما علمت إلا كنت بطيئا عن طاعة الله ، سريعا إلى معصية الله ) ( فجزاك الله شرا ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة حتى يصير بها ترابا ، ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ثم يفتح له باب من النار ، ويمهد من فرش النار فيقول رب لا تقم الساعة ) انتهى الحديث . عباد الله اسعو في فكاك رقابكم وأجهدوا أنفسكم في خلاصها قبل أن تزهق ، فوالله مابين أحدكم وبين الندم ، والعلم بأنه قد زلت به القدم ، إلا أن يحوم عقاب المنية عليه ، فإذا الندم لا ينفع وإذا الذي فات لا يسترجع . واستمعوا لهذه الايات المبكية : وختاما : اللهم هون علينا سكرات الموت اللهم احسن خاتمتنا يارب العالمين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، محبكم : & فتى الازرق &.. |