..كثيرون يعرفون قيمة قائد اللعب و قائد إيقاع اللعب الإيطالي بيرلو ..و يكتبون تحت إسمه المدربون ..قائد مثالي.. قيمته الفنية تتعملق في دفاعيته و قتاليته النادرة ..و ذكاؤه يتجلى في ضبطه إيقاع اللعب و كأنه مدرب آخر داخل الملعب .. يخفض الريتم في أوقات و يرفع وتيرته عندما يرى ضرورة ذلك و يقتل المباراة حتى تخدير الخصم إذا أحس بخبرته و ذكائه أن الخصم أصبح يتملك الكرة و ينسق و يتدفق هجوميا و بذلك يشكل خطرا محدقا على فريقه ..


و إيقاع اللعب أخطر قنبلة موقوتة لا يستعمل ورقتها المدربون إلا عند الحاجة القصوى و أيضا عندما يتملكون لاعبا مهاريا و ذكيا يعرف كيف يتصرف ..أما و أن يكلف المدرب فريقا بكامله برفع أو خفض الإيقاع فهذا مستحيل فنيا ..


و بيرلو لاعب كالجوكر ..كل الكرات تقريبا تمر من عنده وأي من زملائه وجد الفضاءات مسدودة أو ارتبك في اتخاذ قرار ما.. يمرر الكرة لبيرلو و هو يتصرف و يتخذ المبادرات و يناور و يتدفق أو يسدد أو يعيد الكرة للخلف إذا وجد المساحات غير متاحة ..


لكن قائد اللعب في صناعة الحدث الهجومي يكون أحيانا لا يدافع أو يعفيه المدرب من مجهود إضافي ليستطيع توظيفه في الهجوم مثل زين الدين زيدان او أنييستا أو شافي ..و هذا القائد موجود في الهلال أو تجب صناعته صنعا في الهلال ..كما فعلت فرنسا سابقا مع ميشيل بلاتيني حيث أرغمه المدرب هيدالغو و أوصى بمراقبته من طرف تيغانا و جيريس عندما يفقد بلاتيني الكرة يستعيدانها ويرجعانها له ..و نجحت العملية لأبعد الحدود ..


وفي الهلال توجد ملامح و مؤشرات حقيقية لقائد بإمكانه أن يغني الوسط و صناعة اللعب و التهديف أيضا أفضل منه في تموضع رأس الحربة وهو المبدع ياسر القحطاني ..فهو يمتلك لمسة فعالة ورائعة للكرة – فراب دو بال – يمرر جيدا يسدد ويهدد وقادر على التمريرة الحاسمة ..و يستطيع المناورة بذكاء خارق بل و يتقدم ويسجل أيضا ..و كثيرا ما فعل مثل هذا عندما كان يتراجع قليلا و يصنع اللعب و يهرب من الرقابة اللصيقة و كثيرا ما سدد وسجل من مسافات مهمة ..إضافة إلى ظهور إتقانه لتسديد الكرات الميتة كهدفه الأخير أمام هجر برسم الجولة الأولى ..


..إن الهلال يمتلك في الخط الأمامي يو بيونغ سو الكوري و هو مناد ذكي على الكرة و يتحرك في مساحات دقيقة و يمتلك الحس التهديفي و أيضا غير أناني بل يمارس بجماعية مثالية ..ومعه حاليا البرازيلي لوبيز الذي كان هدافا للدوري الروماني في الموسم الماضي ..و أعتقد أنهما في حاجة للاعب ذكي و مبدع ليتعامل مع ندائهما للكرة و مساعدتهما في المناورة أكثر و أفضل من أن يتحول هجوم الهلال إلى ملئه بمهاجم ثالث..وجميعهم سينتظرون إمدادت وسط الميدان.


و عندما يلعب القحطاني هذا الدور فسيكون من الضروري على المدرب أن يعتمد على رجلي وسط مدافعين كالهرماش و الغنام أو الفرج أو- القرني - أو هم الثلاثة في حالة تكثيف الدفاع أو مع وسطي الميدان الدفاعي يلعب رجل وسط آخر هو رجل الوسط الرابط بين الدفاع و بين الهجوم كنواف العابد و كعبد العزيز الدوسري و كالفنان محمد الشلهوب.


و أعتقد أن الهلال عليه اللعب بثلاثي وسط ميدان دفاعي بالضرورة بسبب التدفق الهجومي المستمر و الضاغط للظهيرين الزوري أو الشهراني..في اليسار و نامي و سلطان في اليمين..و في هذه الحالة يحتاح متوسط الدفاع وفيه مانجان و المسلم إلى لعب السهل الممتنع و من دون فلسفة أو استعراض و إذا اقتضى الأمر اللجوء للتشتيت والإبعاد لتفادي أية مخاطر طارئة ..الفريق في غنى عنها ..


..إن ياسر القحطاني بتعاقب خبراته في اللعب الهجومي و نضجه الفني الكبير يساوي في اعتقادي في الهلال بيضة الديك التي يبحث عنها كل ناد في العالم..و بإمكانه أن يكون القائد الذي افتقدناهمنذ مدة غير قصيرة ..و يكون صانع اللعب و الهداف أيضا ..


و قد قدمت هذا التناول ضمن طرح علمي تقني ..و أحترم وجهات النظر الأخرى كانت معي أو اختلفت الأهم قبل المهم هو إثراء الحوار الجاد و المثمر . للامانه منقول من صحيفة قووول أون لاين للكاتب محمد بنيس ولكن اعجبني موضوعه وأحببت ان انقله لكم

ممنوع نقل المواضيع من الصحف

تم اقفال الموضوع للنقل من المواقع الاخرى .. + انذار