ترتبط زكاة الفطر بالاشخاص ولا تتعلق بالأموال ، وتسمى صدقة الفطر . وقد فرضت في السنة الثانية من الهجرة ، وهي السنة التي فرض فيها صوم صيام رمضان . وتجب على كل مسلم حر عن نفسه و عمن تلزمه نفقتهم كزوجته و أولاده وخدمه الدين يتولى أمورهم ويقوم بالأنفاق عليهم .

{ تعريف زكاة الفطر :}

( هي الزكاة التي سببها الفطر بعد رمضان ، وأضيفت الى الفطر لأنه سبب وجوبها. )

وقد شرعت صدقة أو زكاة الفطر طهرة للصائم ، و طعمة للمساكين و رفقاً بالفقراء وأغناءً لهم عن السؤال يوم العيد ، ولادخال السرور عليهم كما أنها تطهير للصوم من اللغو و الرفث كما جاء في الحديث الشريف .

» عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : زكاة الفطر ظهرةً للصائم من اللغو و الرفث ، و طعمةً للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، و من أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات «

| سنن أبي داود . كتاب : الزكاة باب : زكاة الفطر |

{ معاني المفردات }
[طهرة : نظافة ]
[الرفث : فحش الكلام ]
[طعمه : طعاما ]
[قبل الصلاة : قبل صلاة العيد ]


{ حكمة مشروعيتها : }

يمكن القول إن الحكم من مشروعية زكاة الفطر كثيرة ، نذكر منها أمرين هما :

( الأمر الأول ) : و هو يتعلق بالصائمين .وما يكون قد شاب صيامهم من لغو أو رفث ، فجاءت هدة الزكاة في ختام رمضان ، بمثابة غسل يتطهر الصائم به من قصور و كدر صومه فإن الحسنات يذهبن السيئات .

( الأمر الثاني ) : و هو يتعلق بالمجتمع وإشاعة المحبة بين افراده وخاصة المساكين وأهل الحاجة . فالعيد يوم فرح وسرور وينبغي فيه تعميم البهجة على كل أبناء المجتمع المسلم . ولن يفرح المسكين ويسر إذا رأى الموسرين و القادرين يأكلون ما لذ وطاب وهو لا يجد قوت يومه ، ولذلك اقتضت حكمة الشارع أن يفرض للفقير في هذا اليوم ما يغنيه و يقيه ذل السؤال ، ويشعره بأن المجتمع لم يمهل أمره ، ولم ينسه في أيام سروره و بهجته .

{ حكمها } :

الصحيح أنها فرض أي واجبة لقول ابن عمر - رضي الله عنهما - » فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر «

{ على من تجب صدقة العيد } :
- زكاة الفطر نجب على كل المسلمين . فعن أبين عمر - رضي الله عنهما - قال » فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمرٍ او صاعاً من شعيرٍ على العبد و الحر و الذكر و الأنثى و الصغير و الكبير من المسلمين و أمر بها إن تؤدي قيل خروج الناس الى الصلاة «

| صححه البخاري . كتاب : الزكاة باب : فرض صدقة الفطر |

فهذا الحديث يدل على أن زكاة الفطر فريضة عامة على المسلمين لا فرق بين ذكر أو أنثى ولا بين صغير و كبير ولا بين العبد و الحر . يخرجها الانسان المسلم عن نفسه وعمن ينفق عليهم من الزوجة و الأولاد و الأقارب إذا لم يستطيعوا إخراجها ، فإن استطاعوا فالأولى أن يخرجوها بأنفسهم .

{ الأصناف التي تؤدي منها : }

الأصناف التي تخرج منها زكاة الفطر هي ( التمر و البر و الأرز ز الزبيب و غيررها . )

» عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: » كنا نخرج في عهد - الرسول صلى الله عليه وسلم - يوم الفطر صاعاً من طعامٍ - قال ابو سعيد - وكان طعامنا الشعير و الزبيب و الاقط و التمر «

| صححه البخاري . كتاب : الزكاة باب : الصدقة قبل العيد |

ولذلك تخرج تلك الزكاة من غالب قوت البلد سواء كان قمحاً أو أرزاً أو تمراً أو عدساً ، و يجوز إخراجها نقداً إذا كان في ذلك تحقيق لمصالح المحتاجين .

{ وقت إخراجها : }

تخرج قبل صلاة العيد الفطر للفقراء و المحتاجين ، و أقارب المرء أحق بها إن كانوا من المستحقين ، فقد ورد في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - » أمر بها أن تؤدي قبل خروج الناس الى الصلاة «

| جزء من حديث في صحيح البخاري . كتاب : الزكاة باب : فرض صدقة العيد |

ويكره تأخيرها بعد صلاة العيد ، وقال بعضهم يحرم ، و استدل لذلك بحديث : » من أدها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، و من أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات «

| سنن أبي داود . كتاب : الزكاة باب : زكاة الفطر |

ولا شك أن تأخيرها عن وقتها بلا غدر لأن التأخير يفوت المعنى المقصود ، وهو أغناء الفقراء عن الطلب يوم السرور فلو آخرها المسلم بلا غدر عصى وقضى.

{ فوائد زكاة الفطر }
1 -التقريب بين طبقات المجتمع .
2 -تطهير النفوس من السح و اليخل ' وتطهير الصوم من الكدر والنقص .
3 - إزالة البعضاء والشحناء من نفوس الفقراء
4 - تخقيق الاستقرار السياسي و الاجتماعي
5 -دفع عجلة التنمية الاقتصادية


{ الإسلام يحث على الترابط والتكافل: }

تبين موارد ومصارف الزكاة الأثر العميق في المجتمعات ، إذا فضلاً عن الآثار الاجتماعيية العميقة من التقريب بين طبقات المجتمع وإزالة البعضضاء و الشحناء من نفوس الفقراء في مواجهة الأغنياء، وتوفير الاستقرار السياسي الاجتماعي ، فإن للزكاة آثاراً اقتصادية أخرى ؛ ومن أهمها دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، منخلال محاربتها الاكتناز والحث على الأستثمار والانفاق ، كما أنها في توفير حد الكفاية لكل افراد المجتمع ، وتحقيق التكافل الاجتماعي بينهم .