رجاء التزام الهدوء .. لقد خسر الأهلي

الرياض ـ يزيد السليمان
حينما يخسر فريقك المفضل فإنك ستبحث عن أقرب وسيلة تواسي فيها نفسك، فتقلب الريموت وتتابع فيلماً كوميدياً، أو تطالع برنامجاً وثائقياً عن أسرار الحرب العالمية الثانية، أو حتى تتذكر مثلاً أن هذه الهزيمة ستكون بمثابة لقاح ينطلق من بعده اللاعبون إلى قمة المجد.. والمجد عوفي إذ عوفيت والكرم!!.. أو تفعل ما تشاء، المهم والأهم أن تسلي خاطرك وتتجاوز وبسرعة أيّ آثار سلبية تتركها نتيجة المباراة على مزاجك. هذا بالطبع يقال إذا كنت في منزلك أو استراحتك، حيث لك الحرية المطلقة.. أما عندما تظهر على الشاشة وتتولى زمام الأمور والقيادة في برنامج اسمه (الملعب) لتنقل للمشاهدين أهم أحداث اليوم الرياضي فإن الحكاية مختلفة تماماً، ولا أحد متعصباً كان أم محايداً يمكن أن يجد لك العذر والمبررات وأنت تتخذ منحى آخر خارج حدود التوقعات.
وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً، فالكلام هنا يخصّ المذيع الزميل رجاء الله السلمي، فرغم الخبرة وتنقله بين عدة محطات وقنوات إلا أن هذا لم يشفع له بقراءة واقعيةٍ في ترتيب الأولويات والتعامل مع الحدث بشيءٍ من المنطق ليس إلا.
فاز الهلال على الأهلي ولا يمكن الخلاف أو الاختـــلاف أن المباراة هي الحـدث الأبرز أمس الأول، فمجرد مواجهة بهذا الوزن الثقيل استناداً على دلالات كثيرة، أولها جماهيرية وشعبية، وتاريخ الفريقين يعطيها كامل الحق بأن تكون هي العنوان الأبرز والأوضح بعيداً عن نتيجتها وأحداثها.. فإن يفز الهلال برباعية والخاسر فريق الأهلي فهذا بحد ذاته مادة إعلامية رياضية دسمة لها تداعياتها التي تجبر النقاد والمتابعين على تحليل المباراة بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة وتناولها من كـــل الجوانب سواء السر وراء الفوز الهلالي الكبــير أو السبب وراء الخسارة الأهلاوية القاسـية.. لا فرق أبداً. برنامج (الملعب) اعتــاد الاحتفاء بالفائز.. لكن عندما خسر الأهلي بالأربعــة أراد أن تمر الليلة هادئة مطمئنة، والتزم الهدوء وراح (يعجن) في قضية سوزا مع الاتحاديين، وهي التي شبع منها الرياضيون حد التخمة وأعقبه بموضوع نقل المباريات لملعب الشرائع ، وأراد لشباك الأهلي وهي تهتز أربع مرات أن تكون مجــرد ضيف شـرف (يحلي) فيها المشاهدين الأعــــزاء قبل النوم.
نعم قضية سوزا مهمة وليست ثانويــة، لكنهــا ليست الأبرز حتى تأخذ نصيب الأسـد من الوقت والتحليل ويعطـي (الأهـم) النزر القليــــــل أو أن تشغل ضيفي البرنامج الهدلــق وقاضي بهل يمكـن لعمــال الترميـــم زيـادة مدرجـــات ملعــــب عبدالله الفيصــل في سبعة أشهر أو ثلاثة أشهر وتستهلك الوقت حتى لم يعد لمباراة بحجم كلاسيكو إلا الفتات ، فذلك غير مقبول خاصة وأن برنامــج الملعب مرادف للتغطيـــــة الحصريــــة للــــــدوري الذي دفعت فيــه القنـــاة الملايين .
لقد خسـر الأهلي وهــذا أمـــــر وارد وطبيعي جـداً في عالم الكرة ومن حق المشجع الأهلاوي أن ينسى أو يتجاهل أحداث المبــاراة، ومن حقه أيضاً أن ينام باكراً، أما الإعلامي الذي يفترض فيه التوازن فإنه لا يمكنه النوم أو التزام الهدوء، لأن فريقه المفضل خرج من ملعب الملك فهد الدولي بالرياض حزيناً وكئيباً.
المصدر I صحيفة الرياضية السعودية