«الرؤية» واجهته.. كيخيا مهندس صفقة احتكار آسيا للقنوات الخليجية: «زرناكم وترجيناكم» .. الجزيرة القطرية تساوم: مستعدون للبيع




حوار: عامر عبدالله

تكشفت معلومات عن تطورات جرت في كواليس الصفقة التي حسمتها قناة الجزيرة القطرية لمصلحتها باحتكار حقوق بث بطولات آسيا، وعلى الأخص في اليومين الماضيين. «الرؤية» أخرجت رئيس مجلس إدارة مجموعة وورلد سبورت لغرب آسيا بيير كيخيا اللاعب الرئيس في الصفقة عن صمته، وعلى لسانه تكشفت نية قناة «الجزيرة» القطرية بيع حقوق البث التلفزيوني للبطولات الآسيوية. وفي هذا الإطار أكد كيخيا أن القناة القطرية تنتظر عرضاً مكتوباً من القنوات الخليجية لتقرر، مبيناً أن شركته سبق أن عرضت الصفقة على اتحاد الإذاعات العربية قبل أي جهة وقت البدء في تسويق البطولة.
وأوضح رئيس مجلس إدارة مجموعة وورلد سبورت أن العرض جرى في تونس ــ مقر الاتحاد ــ على أساس السعر المحدد بـ300 مليون دولار، لافتاً إلى وجود تحالف وقتها بين القنوات واتحاد إذاعات الدول العربية، وبناءً عليه قدمت مجتمعةً مبلغ 200 مليون دولار فقط.
وكشف كيخيا عن مرحلة لاحقة في مسار الصفقة قبل أن تصبح في أحضان «الجزيرة»، إذ تم عرضها على الإمارات، وتحديداً على قناة أبوظبي الرياضية، وأفضى ذلك إلى الاتفاق معها، لكن ــ والحديث هنا لكيخيا ــ اتخذت القناة قراراً بالانسحاب.
وكشفت «الرؤية» أمس الأول عن مرور الصفقة بمزايدات ومراوغات مكشوفة حتى أصبحت من نصيب قناة الجزيرة ولثمانية أعوام مقبلة، ما أثار موجة موجة استغراب واستياء في الأوساط الخليجية، وعلى الأخص في دوائر التلفزيون الإماراتية والسعودية والكويتية والعمانية.
وإزاء المعلومات التي توافرت لـ«الرؤية» حول دور رئيس مجلس إدارة مجموعة وورلد سبورت لغرب آسيا بيير كيخيا بشأن إغلاقه هاتفه الجوال في وجه تحالف القنوات الخليجية التي حاولت التواصل معه لإبلاغه استعدادها توفير مبلغ 300 مليون دولار المطلوب لإبرام الصفقة مع اتحاد إذاعات الدول العربية الذي يوزع حقوق البث على الدول حسب حصة كل دولة بمقدار ما تسهم به مالياً، لكنه ـ أي كيخيا ـ تجاهل الاتصالات واكتفى بإرسال رسالة نصية رفع بموجبها المبلغ إلى 360 مليون دولار، وعلى أساس أن حسم الصفقة تم لمصلحة «الجزيرة» القطرية. («الرؤية» 20-2-2013).
هنا نص الحوار:
* لم يكن الأثر الذي تركه تجاهلك لقنوات دبي مجتمعة بإغلاق هاتفك النقال طيباً، إضافة إلى تعطيل الكثير من الأمور التي تناولناها في التحقيق، تعليقك؟
** لم تحدث هذه الأمور، وسأسرد القصة كاملة، ليعرف القارئ ماذا حدث وماذا فعلنا طوال الفترة الماضية، وتحديداً منذ تسعة أشهر من الاجتماعات والتداول والأخذ والرد في هذا الصدد.
وقَّعنا العقد قبل أكثر من سنتين، وتحديداً خلال كأس أمم آسيا التي أقيمت في الدوحة في يناير 2011 مع قنوات الجزيرة التي وافقت على مبلغ 300 مليون دولار الذي حدده الاتحاد الآسيوي لمنطقة غرب آسيا، وحينما بدأنا التحرك لتسويق البطولة بالذهاب قبل أي جهة إلى تونس مقر اتحاد إذاعات الدول العربية، وعرضنا عليهم السعر المحدد، وهو 300 مليون دولار، كان ثمة تحالف بين القنوات واتحاد إذاعات الدول العربية، وبناء عليه قدم مبلغ 200 مليون دولار فقط، وبعدها عرضنا الموضوع على الإمارات، وتحديداً مع قناة أبوظبي الرياضية، واتفقنا على الصفقة معها، وعندما اجتمعنا لاحقاً أعلنت القناة انسحابها.
وكانت الجزيرة على الخط نفسه مع اتحاد إذاعات الدول العربية، وبعد فشل جميع المفاوضات دخلت الجزيرة منفردة، وأخذت الجمل بما حمل، وبالسعر المطلوب من الاتحاد الآسيوي.
* تقول إن العقد وقِّع قبل سنتين، فلماذا حدثت الأزمة الآن؟
** المباحثات حدثت قبل تسعة أشهر، وأكثرها في دبي، وكانت قناة دبي ممثلة بمديرها هي أكثر من تحرك وحاول واتصل، لإدراكهم حجم الخسارة التي ستحدث لكل القنوات، ولكن لم يحدث شيء لعدم الجدية، تحديداً من القنوات المتضررة.
* ما المقصود بعدم الجدية؟
** دعني أخبرك ألا نتيجة كنا نصل إليها بعد أي حديث، والنتيجة المطلوبة هنا هو كتاب خطي بالمبلغ الذي وصلوا إليه، لنوصله بدورنا إلى القناة المالكة ليبدأ التفاوض.
* هناك من يقول إن عروض الشراء قدمت وعطلتموها؟
** هذا غير صحيح، لم يقدم لنا سوى كتاب واحد من اتحاد الدول العربية بمبلغ 220 مليون دولار ورفض، أما المبالغ الأخرى فهي كلام في الهواء، ولم يقدم شيء فعلياً.
* في الاجتماع الأخير أغلقت هاتفك، ولم تتعامل مع المجتمعين في دبي بالشكل اللائق، فما قولك؟
** أنا أرسلت رسالة نصية، وقلت لهم: عليكم أن تقدموا عرضاً مكتوباً، وأن تتواصلوا مع «الجزيرة» مباشرة، وهذا هو كلام إدارة «الجزيرة»، ونقلته لهم حرفياً، وكم المبلغ المطلوب وكيف يتحركون، ونحن عبر «وورلد سبورت» سندعم أي اتفاقية بين الطرفين.
* وما المطلوب الآن لإنقاذ الموقف وهل مطالب الجزيرة مشروعة؟
** نعم مطالب «الجزيرة» مشروعة، وهذا بيع وشراء، ومن حقها أن تكسب طالما أنها اشترت، أما عن المطلوب، فهو أن تكون الأطراف الأخرى جدية وتقدم عرضاً مكتوباً وتجتمع مع الجزيرة.
* وهل عند الجزيرة نية للبيع؟
** في السابق لم تكن لها تلك النية، لكننا استطعنا في الأشهر الماضية إقناعها بالبيع، وفعلاً استجابت.
* ما دوركم القانوني في القضية؟
** نحن من يرخص ويوافق على عملية البيع، وسندعم كل المحاولات التي تؤدي إلى نجاح العملية.
* معنى كلامك أن الأمل قائم؟
** بشرط الجدية والتعامل المباشر مع الجزيرة.
* من المخطئ برأيك؟
** بكل تأكيد الأطراف العربية الأخرى التي لم تتخذ القرار الصائب في الموضوع، عندما عرض عليهم ما وضعها في هذا الموقف.
* في الجانب الآخر إيران تنقل المباريات، كيف ولماذا؟
** إيران دولة اشترت الحقوق من الجزيرة مدة أربع سنوات، ولا توجد حولهم مشكلة.
* أبهذه السهولة تحصل على الحقوق؟
** نعم، لأنها اتخذت قرارها، ولأننا لا نملك إمكانية النقل والإنتاج من داخل إيران، ولا نستطيع إدخال موظفينا بسهولة، فكان قرار البيع لهم.
* هل بيعت لهم البطولة كاملة أم المباريات المقامة على أرضهم؟
** البطولة كاملة، وكل الأحداث الآسيوية مدة أربع سنوات.
* وما قيمة الصفقة؟
** لا أعرف الرقم الحقيقي.
* هل هو قريب من العرض نفسه على الدول العربية؟
** بكل تأكيد لا، ولا تنس أن اللغة مختلفة، وكذلك هي قناة واحدة.
* إلى أين ستسير الأمور؟
** لا أعلم، ولكن في تسعة أشهر لم تقدم رسالة مكتوبة، وهذا بكل تأكيد مؤشر إلى عدم الجدية.
* ما الجديد آخر يومين؟
** مدير قناة دبي الرياضية راشد أميري هو الذي يتحرك وينسق المواقف، وهو من اتصل أمس الأول بمدير الجزيرة الرياضية، وكان هناك توضيح من مدير الجزيرة يقول لهم «قدموا العرض مكتوباً، وسنجتمع ونقرر»، وأنا أؤكد أن الجزيرة لها نية البيع.
* البعض يهدد بأن يعطل الإنتاج للمباريات؟
** الاتحاد الآسيوي يتعهد بحماية الصفقة للجزيرة وعملية الإنتاج، وأفيدكم بأن القنوات في أغلب الأحيان هي من تنتج المباريات مقابل مبلغ مادي، كما كانت حال المسابقة الخليجية.
* كلمة أخيرة
** أقول للقنوات الخليجية إننا زرناهم ورجوناهم قبل كل هذه الأحداث، ولم يستجيبوا، والآن سنفعل ما بوسعنا لحل القضية.


المصدر I صحيفة الرؤية الإمارتية I رقم العدد 83 I تاريخ النشر 22 / 02 / 2013 م