لم أزل على يقين أنَّ السعادة التي يُخبئها الله لنا تندسُ دائمًا بين طياتِ حزنٍ عميق أو كربةٍ شديدة لا تتطلب عناء بحث بقدرِ ثقةٍ وصبرٍ جميل .

إذا كانت الحياة لا تُساوي عند الله جناح بعوضة فلماذا نختصرها في زاوية ضيقة من الهمِّ واليأسِ والحبيب عليه السلام يخبرنا أن تفاءلوا ..!

القرآنُ عزيز لن يُلبسك من نوره ويهبكَ فضله وأنت حين تُقبل عليه كلَّ مرة تحتاج أن تنفض الغبار عنه !

يعقوب عليه السلام برغم كل ماكابده برغم أسفه وعينيه التي ابيضت حزنًا قال: لاتيأسوا من روح الله ! ونحن نتوه ونضيع ويمسنا اليأس عند أول نازلة ؟

(وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُون)
طريق النجاة مسلكه واحد ، وثمارهُ طيبة.

لايقعدك حزنك ، ولا تأبه بكثير خيباتك ، ولا تأسَ على فواتِ حظٍ جميلٍ تمنته نفسك! الدنيا مغدًى ومراح، صبركَ و عزمكَ سيأتيك بخير واستعن بالله .

"لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك"
كم من روعٍ قد هدأت؟

(يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم)
هذه صفعة القلب،،توقظه عند كل معصية،،أنت لا تضر إلا نفسك !

(الأرض التي باركنا فيها للعالمين)
هكذا يرد العالم جميل أرض الشام،،أعطتهم من بركاتها،ولما نادت:أنقذوني،،أجابوا:أمهلوا القاتل فيكِ،،أمهلوه !!

كان كعب الأحبار رحمه الله يقول :- لأن أبكي من خشية الله حتى تخرج من عيني قطرة واحدة أحب إليَّ من أن أتصدق بجبلٍ من ذهب وأنا غليظ القلب ..

أمنياتنا الجميلة التي نحاول ترميمها في كل مرة لن نستطيع بناءها وتحقيقها حين تكون قواعدها رديئة ، أصلح الأساس كي يستقيم الفرع !

ثقوا لو أنَّ حبَّ الله تمكن من قلوبنا صدقًا، لما قضينا الليل كلَّه في الكتابة لحبيب غائب والتوجع من بعدٍ وشوق والله تعالى في سمائنا الدنيا.

اللَّيل تحديدًا ليس وقت مناسب للألم .. كيف يكون كذلك والقادر على أن يُطبِّب الألم ويزيله هو أقرب مايكون منَّا ؟!

بعض الأحزان نرجسية؛ لايكسرها إلَّا مددَ استغفار ولايُضعف شوكتها إلَّا جبينًا يُلامس الأرض ساجدًا خاضعًا متضرعًا يأتيه عونه من ربِّ السَّماء !