من الامور المتعارف عليها أن لكل نادي فلسفته وطريقة عمله, فكما أن لبرشلونه فلسفته المتمثلة في الاعتماد على ابناء النادي مع تطعيم الفريق ببعض الصفقات الكبرى كل عام فإن لريال مدريد فلسفته المختلفة التي تدعو لخلق فريق "نجوم العالم" من خلال التركيز على استقطاب الاسماء اللامعة بأي تكلفة كانت, وكما أن لأرسنال فكرته التي تدعو الى الاعتماد على الشباب وصغار السن فإن ميلان يميل غالباً الى جلب لاعبي الخبرة ليعيد اليهم توهجهم من جديد, ولا نستطيع بأي حال من الاحوال أن ندعي بأن الحق مع فريق واحد من هؤلاء والبقية على خطأ, فالهدف في النهاية هو تحقيق البطولات والبطولات وحدها هي التي تجلب الجمهور الذي بدوره يجلب الاستثمارات للنادي والاستثمارات تساعد النادي على تحقيق البطولات في حلقة مفرغة تبدأ من حيث تنتهي .

وما يحدث في اوروبا هو نفسه ما يحدث لدينا فلكل نادي من انديتنا فلسفته الخاصة التي قد تبدو مشوشة احياناً ولكنها في النهاية هي من تسير الفريق وتحكم عمله, ويطيب لي القول بأن فلسفة الهلال عبر التاريخ تشبه الى حد كبير فلسفة برشلونه في الاعتماد على ابناء النادي حيث يتعلموا الف باء الزعامة منذ الصغر ويتشربوا كبرياء الهلال فيصبح لدينا في النهاية "هلالي لاعب" وليس "لاعب هلالي" فهو هلالي قبل أن يصبح لاعباً للهلال وهذا ما ميز الهلال عن بقية الأندية في الوطن, ولكن هذه المعادلة أهتزت في الآونة الاخيرة حيث طغت ثقافة استقطاب اللاعب الجاهز على ثقافة إنتاج اللاعبين فأصبح لدينا في النهاية 10 لاعبين من اصل 30 لاعب هم من اللاعبين المستقطبين وهو ما يعادل ثلث الفريق! هنا أنا لا أشكك في قدرات وولاء اللاعبين الذين أتوا من خارج النادي فمنهم من حقق اكبر الانجازات واصبحوا من اساطير النادي التاريخية -محمد الدعيع كمثال- ولكنني أدعوا الى الوفاء لفلسفة الفريق وإعادة الامور الى طبيعتها حيث يكون الاعتماد على ابناء النادي هو الأساس وما لدينا من لاعبين في الفئات السنية لا تقل امكانياتهم بأي حال من الاحوال عن امكانيات لاعبي الفرق الاخرى.





طبعاً قد لا اكون الشخص المناسب للإجابة على مثل هذا السؤال, ولكني سأحاول أن اضع يدي على الخطوط العريضة قدر الإمكان واترك التفصيل للمختصين والخبراء فهم اقدر مني على ذلك والتوفيق اولاً واخيراً من الله سبحانه

1- جلب مدربين على مستوى عالي جداً للفئات السنية ويكونون مختصين بتدريب هذه الفئات, فلا يمكنك أن تثق بقدرات لاعبي الفئات السنية ان لم تكن تستطيع الثقة بمن دربهم فهذا هو الأساس الذي سنبني عليه فريقنا .

2- تجديد الدماء السنوي, كل سنة يتم تجديد دماء كافة الفرق بحيث من لا يقدم المأمول منه يتم تسريحه وإعطاء الفرصة لوجه جديد, هذه السياسة ستساعد في جعل لاعبي كافة الفرق في النادي في منافسة مع انفسهم لإثبات وجودهم وستساعد ايضاً في رفع المستوى الفني, ولكنها قد تصطدم مع رغبات الجماهير لذلك يجب على الإدارة عدم الرضوخ للجماهير فهي عاطفية بطبعها انما يكون التقييم بالاعتماد على الخبراء المختصين في تقييم عطاء اللاعبين فالمهم هو مصلحة الفريق .

3- جلب مدرب من طينة كوزمين للفريق الاول , فكوزمين من نوعية المدربين الذين يؤمنون بأبناء النادي ويفضلون اعطاءهم الفرصة بالإضافة الى أنه طلب ان يشرف على الفريق الاولمبي وهو ما يعطينا لمحة عن طريقة تفكيره, ارجو أن يكون واضحاً أني هنا لا اطالب بعودة كوزمين بالذات ولكن اقول بأننا نحتاج لمدرب بنفس العقلية .

4- اعطاء اللاعبين المصعدين للفريق الاول الفرصة بالتدريج فمن غير المنطقي بمجرد أن يبزغ نجم لاعب صاعد أن اقوم بإشراكه في كافة المباريات أياً كان ثقلها فأنا بذلك اقوم بحرقه فإما أن يغتر خاصة اذا كان مميز والتف حوله الجماهير أو ينتهي بمجرد خطأ صغير يفقد الجماهير الثقة فيه مما بالتالي يفقده الثقة بنفسه واذا فقدت الثقة يكون من الصعب جداً إعادتها .

هذا ما لدي بهذا الخصوص وسأكون سعيد بمن يشارك بالنقد والتصويب .





أثير مؤخراً في بعض الصحف وفي المنتديات خبر عن رغبة سامي الجابر في تدريب الهلال في الموسم القادم وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض ولكل منهم مبرراته واسبابه المقنعة -بالنسبة له على الأقل- , اما رأيي الشخصي في الموضوع فيتراوح بين التأييد والمعارضة, أما التأييد فلأني أعتقد بأنه لن يوجد شخص يعرف الهلال مثل سامي بالإضافة أني أثق بفكر سامي الجابر وإمكانياته وشبه متأكد بأنه لو تولى دفة تدريب الفريق فسنرى فريق مختلف جداً لا من حيث النتائج ولا من حيث المستويات وكل شيء بمشيئة الله طبعاً , اما معارضتي للموضوع فتأتي لعدة اسباب او هي بالأصح اسئلة تراودني فهل سيعطى سامي الجابر الصلاحية الكاملة لقيادة الفريق سواءً من حيث تصعيد واستقطاب اللاعبين او تسريحهم او اختيار الطريقة المثالية للعب! والصبر على الاخفاقات التي قد تحدث, وهل سيتم دعم كافة قراراته التي يتخذها في الفريق حتى وإن أثيرت حولها الشكوك ؟ فلا يمكن لمدرب أن يعمل بشكل صحيح دون إعطاءه الصلاحية الكاملة ودعم قراراته من قبل الإدارة امام الإعلام والجماهير وحتى اللاعبين, إن كانت الإجابة على الاسئلة الماضية بالإيجاب فأنا مع تعيين سامي كمدرب للفريق, وإن كانت الاجابة على كل الاسئلة او بعضها بالنفي فأتمنى من الاسطورة الجابرية ازاحة الفكرة من رأسه في الوقت الحالي والصبر حتى تتوفر الظروف المناسبة, فالخصوم لن يدخروا وسيلة لإسقاطه او اسقاط الهلال والتشكيك فيهما وسنرى حرب شعواء تقام ضد الهلال وسامي بمجرد أن يعلن اسمه كمدرب للفريق وللاسف سنرى ثلة من الجمهور الهلالي يؤيدها لذلك فقرار تعيين سامي مدرباً بحاجة لدعم إداري وشرفي كامل, اما قول البعض بأنه لا يملك الخبرة المناسبة فالخبرة التدريبية ليست كل شيء فجميعنا رأى قبل فترة بسيطة حين تولى "دي ماتيو" دفة فريق تشيلسي وصعد به الى منصة دوري ابطال اوروبا متوجاً بأغلى البطولات واصعبها بعد أن كان الفريق يعاني في وقت سابق من نفس الموسم ومع مدرب اكثر خبرة منه, كما رأينا "غوارديولا" وكيف صنع فريق للتاريخ واستطاع أن يتغلب على مدربين مخضرمين من امثال فيرجسون وفنجر وغيرهم ليقفوا له احتراماً وتقديراً, وما مغامرة إدارة برشلونة بتعيين مساعده "تيتو فيلانوفا" بديلاً له في الموسم القادم عنا ببعيد .





قضية الفريدي من القضايا التي أشغلت الوسط الهلالي مؤخراً خاصة بعد تصريحه في برنامج إرسال والذي ناقض نفسه فيه في كثير من النقاط ولكن لو طلب مني أن الخص مداخلته التي استمرت لربع ساعة تقريباً في جملة واحدة قصيرة لقلت بأنه "يريد خوض تجربة جديدة" بإختصار, اللاعب يعتقد أنه حقق كل شيء مع الهلال ماعدا بطولة آسيا ويرغب في أن يجرب شيء جديد بعد أن يحققها الهلال بإذن الله, لا شك لدي بأن الفريدي واحد من ابرز اللاعبين السعوديين متى ما كان في افضل حالاته ولكن هذا لوحده لا يكفي لنطالب بإستمراره مع النادي فرغبته الشخصية لها دور كبير جداً ومهم وطالما أن اللاعب يعتقد بأنه لم يعد لديه المزيد ليقدمه فلا داعي للضغط عليه من قبل الإدارة او الجمهور, وأتمنى من الإدارة وحفاظاً على حقوق النادي أن تعرضه في سوق الانتقالات او تقايضه بأحد اللاعبين من الأندية الراغبة بضمه حتى لا يتكرر سيناريو رحيل المحياني بلا مقابل او سيناريو مماطلات تجديد عقد هوساوي والذي فضل أن يرحل بعد إنتهاء عقده فكسب هو ووكيل اعماله وكسب ناديه الجديد وخسر الهلال, والفريدي كان صريحاً حين قال بأنه يرغب في الرحيل ولكن بعد أن ينتهي عقده, لذلك على الإدارة سرعة إتخاذ القرار وعدم الإنتظار فكما أن من حقه أن يبحث عن مصلحته الشخصية فمن واجب الإدارة ايضاً أن تحفظ حقوق الهلال, وأتمنى من الجمهور الهلالي تفهم الأمر وعدم لوم الإدارة إن حدث ذلك حتى لا يتكرر الأمر من لاعبين آخرين مستقبلاً .