صباحكم ورد ,, فرحا بشيء ما ! فرحا بشيء ما خفي .. كنت أمشي حالما بقصيدة زرقاء من سطرين .. عن فرح خفيف الوزن .. مرئي و سري معا ..! هكذا أنهى الراحل درويش , قصيدته الرائعة " فرحا بشيء ما " .. التي يتوسطها مقطع " أعطنا يا حب فيضك كله ... إلى آخر المقطع ,, و الحقيقة أن العلاقة بين الحب و الفرح تبدو عكسية في أغلب الأحيان , أو على الأقل هكذا يقول الشعراء ,, أعرف أنها بداية غريبة , و لربما يتبادر إلى ذهن أحدكم , أن لدي لبسا بين منتدى الجمهور و المجلس العام , و لكني أطمئنه و أطمئنكم أني أكتب هذا الموضوع هنا بقصد ,, كنت تحدثت عن الحب و الفرح , و حقيقة أنهما قل أن يجتمعا , لكن و لأن الهلال مختلف , فإنه يقدم لك الفرح مقابل الحب , و هذا تبادل عادل بالطبع , و ليس على طريقة النفط مقابل الغذاء .. < ليس موضوعنا ! في الهلال , أشياء كثيرة تدعوك إلى الحب , و أشياء أكثر تمنحك الفخر , و أشياء أكثر و أكثر تستحق التوقف و ربما التغيير ,, و بعد التهنئة على التأهل المميز بالأمس , أعتقد أن علينا التوقف مع عدة أمور ,, " كلنا عشاق , لكن .. كل واحد له حكاية " يقول د. عبد الله الغذامي : " الحرية معنى صعب صعب جدا لا يمكن أن تكون حرا ما لم تعط غيرك الحق نفسه , من استكثر على غيره الحرية فهو طاغية وليس حرا " و لذلك , فإني أستغرب كثيرا , أن تطلق أوصاف مثل مندس , أو مطبل , لشخص كل ذنبه أنه اختلف في فكرة ما أو رأي ما معك .. أستغرب أن نسمي بعضنا جمهور ياسر أو جمهور سامي , لمجرد اختلاف على أشياء فنية لا يمكن أن يُتفق عليها بالكامل , مهما حاولنا .. و لذلك فنحن ملزمون باحترام آراء الآخرين , إذا أردنا منهم تقبل آرائنا , و احترامنا لآرائهم يجب أن يسبق _ برأيي _ رغبتنا في تقبل الآخرين لنا و لآرائنا .. كما أن نقاشاتنا يجب أن تكون حول الأفكار أولا و ثانيا و أخيرا , فلا فائدة من النقاش حول الانتماءات أو النوايا .. و لذلك فإن حريتك مسؤولية أيضا .. يقول أوشو : " الحرية و المسؤولية وجهان لعملة واحدة , إذا لم تكن قادرا بعد على تحمل المسؤولية , فأنت لا تستحق أن تكون حرا " .. أنا على ثقة من أن كل النقاشات الزرقاء دافعها الحب لهذا الفريق الكبير .. لكنها ستكون أجمل و أكثر نفعا إذا ما اقترنت بالاحترام المتبادل مع الآخر و لأفكارهـ ..! لنأخذ الأمر كما يقول البدر : " كلنا عشاق , لكن كل واحد له حكاية " .. و بدلا من أن نعطي ظهرنا للمرايا كما يقول هو , علينا أن نعطي ظهرنا لكل قناعاتنا التي تدعونا للتمسك بأفكارنا و آرائنا , و أن نقدم القليل من التنازلات التي تمنعنا أحيانا كبرياء قناعاتنا القديمة من تقديمها ! It's All About Mentality حقق رافائيل بينيتيز لقي دوري أبطال أوروبا عام 2005 , في المباراة الأكثر إثارة في تاريخ المباريات النهائية للبطولات الأوروبية الكبرى , بعد أن حوّل خسارته أمام الكبير الإيطالي ميلان بثلاثة أهداف نظيفة , إلى تعادل في الشوط الثاني , ثم إلى فوز بركلات الترجيح .. سئل رافا مرة عن سر تفوق الليفر معه رغم أنه لا يملك لاعبين بأسماء كبيرة , فأجاب ببساطة : " كل شيء يتمحور حول العقلية " ! و برأيي العقلية فقط هي ما تنقص نجوم الأزرق حاليا , أعرف أنه من الصعب أن تغير عقلية لاعب في الثانية و العشرين مثلا , لكن على الأقل , قد تستطيع تغيير طريقة تفكيره في بعض الأمور , أشعر أنه بإمكان الهلال و مع مدرب كبير , أن يمنح لاعبيه الشباب تحديدا , فرصة التطور بشكل أكبر , من خلال تغيير طريقة نظرتهم للكرة , و رفع مستوى احترافيتهم , تماما كما حدث مع الرائع إيريك غيرتس , شرط أن يكون عقد المدرب القادم أطول , و أن يستمر بغض النظر عن نتائج الفريق , فالاستقرار يمنح المدرب فرصة العمل على تطوير اللاعبين أيضا , لأن الوقت أمر مهم جدا بالنسبة للمدرب , و أتذكر أن أولاريو كوزمين كان يتحدث عن نقص ساعات التدريب , و أن الوقت لا يكفي في أغلب الأحيان لتطوير مهارات اللاعبين الفردية , و صقل مواهبهم , فيكتفي المدرب بالعمل على النواحي البدنية و التكتيكية للفريق بأكمله ! حياة أو موت ! يقول بيل شانكلي , الأب الروحي لليفربول : " يعتقد البعض أن كرة القدم مسألة حياة أو موت , للأسف هذا يجعلني حزينا فهي أكثر من هذا بكثير " و هذا هو بالضبط ما يجب أن يشعر به أي لاعب كرة قدم , خاصة حينما يلعب مع فريق مثل الهلال , أحيانا , تستفزني بعض النتائج , و أحيانا تغيب المتعة , لكن أكثر ما يغضبني , و أعتقد أنه أكثر ما يغضب الجماهير عامة , هو أن تشعر أن اللاعب لا يملك الرغبة في اللعب , هذا الشعور يقتلني , أحيانا هذا دور المدرب , الذي عليه أن يحفز لاعبيه , و أحيانا هذا دور الجمهور , الذي ينقل حماسه للاعب بطريقة تشجيع مختلفة و أكثر فاعلية , لكنه في كل الأحيان مسؤولية اللاعب الأولى , و هذا شيء لا يجب أن يعرفه اللاعب حين يكون في الفريق الأول , بل عليه أن يعرف ذلك منذ اللحظة الأولى التي يرتدي فيها زي قميص فريقه في فئات الفريق السنية ! كما أن الطموح الذي يملكه اللاعب , يجب ألا يتوقف عند حد معين , تماما كما يفعل كل النجوم العالميين , مهما وصل مستواهم , و مهما بلغ دخلهم , و مهما ملأته شهرتهم الآفاق , إن لاعبينا بحاجة لإحساس دائم بالشغف , نحو النجاح و الإبداع و الفوز ! إنهم بحاجة لأن يضعوا مقولة أخرى لشانكلي نفسه أمام أعينهم دائما , حين قال : " أن تكون الأول فهذا يعني أنك الأول , و أن تكون الثاني فهذا يعني أنك لا شيء " ! تعريجات ,, - أعجبتني اللغة التي تحدث بها عبد الرحمن بن مساعد بالأمس , فقد اعترف بأخطاء الإدارة , كما أنه أشار إلى تعاقد الهلال مع مدير فني كبير , إضافة إلى أن القرارات كلها ستكون بالاتفاق معه , و هذا مؤشر إيجابي بإذن الله ,, - يقع البعض في مصيدة ثقافة البطل الأوحد , سأختار سامي مثالا , فحين يخسر الهلال , ينبري الكثير لتحميله المسؤولية , و حين يفوز الهلال , يعيد الكثير الفضل له بعد الله , و هذا برأيي لا يستقيم مع منطق الكرة , و كونها لعبة جماعية , ولا مع منطق أي عمل منظم , لكل شخص في منظومته صلاحيات و واجبات محددة ! - الإعلام الرياضي السعودي أكثر الأشياء سخافة في هذا البلد , بما في ذلك ما يسمى بالإعلام الهلالي , أو الإعلاميين الهلاليين , و إذا أراد الهلال أن يتفوق و يتحول إلى مستوى أفضل , عليه أن يترك كل هؤلاء خلف ظهره , و كم أتمنى أن يتغير المركز الإعلامي في نادي الهلال رئيسا و خطابا , فما زالت عبارة " يكسر روسهم " , مؤلمة جدا بالنسبة لي ! - أنا آسف حقا , للاعبي الهلال الأجانب هذا الموسم , و لتوماس دول , أعتقد أن الظروف لم تخدمهم , و أنا متأكد من أنهم لو استمروا أكثر , و في ظروف أفضل , لقدموا الكثير .. - شكرا لو قتكم , و أعتذر على الإطالة , و لكنها كلمات محب قبل المشوار الأهم .. خاتمة .. من لا يحب الآن في هذا الصباح , فلن يحب ! - أكتب هنا الكثير من تفاصيلي , و بعض عناويني .. إلى لقاء ,, |