سأبدأ من حيث إنتهى الآخرون في تساؤلاتهم عن أسرار غياب التوهج الهلالي هذا الموسم بشكل خاص والمواسم السابقة بشكل عام وبالذات في البطولة الآسيوية.
أجزم أن كل مشجع هلالي عاقل وواع دار في باله هذا السؤال المحير وأجزم أن المشجع الخبير والمتابع للهلال منذ سنوات طويلة إكتشف السر وهو (غياب الروح) فالكل يتسائل:
مالذي أخفى الروح الهلالية؟
ولماذا غابت روح الزعامة وكيف؟
وأين دور الادارة في علاج هذه المعضلة؟
في الواقع سألت نفسي مرارا وتكرارا دونما فائدة حتى لجأت أخيرا للتنقيب في ملفات وأرشيف الذكريات الزرقاء وقارنتها بالوضع الهلالي الراهن والمؤسف والذي لايمثل طموح الجماهير الهلالية الواعية!
أدركت أن ثمة فروقات جوهرية تسببت في إختلال عرش الزعامة الزرقاء وهدوء أمواجها العاتية!
صارحت ذاكرتي بهدوء وشفافية لاستكشاف السبب
في زمن الثنيان وجيله الذهبي كانوا يلعبون بهدف الانتماء للنادي
في ذلك الزمن الجميل كانوا يبحثون عن الشهرة
في ذلك الرعيل الذهبي كانوا يخلصون للشعار
كانوا يتنافسون على إرضاء الجمهور
كانوا يحرثون الملعب في المنافسات الخارجية لتشريف الوطن
كانوا يسعون للظفر بمكافآت الفوز بشتى الطرق
كانوا يلعبون لأجل المتعة وتسجيل بصمة
وكانوا يطربون الجمهور بموهبتهم وحماسهم
نعم ليس لهم مقدمات عقود
نعم هم ليسوا محترفين
نعم كانوا يعانون من التنسيق بين الكرة ووظائفهم
نعم لم يشاركوا بمعسكرات خارجية
نعم لم يجدوا الدلال والملايين
ولكنهم نجحوا في مهمتهم فكانوا الأفضل في كل شئ
حاليا الوضع الهلالي تغير تماما ليس وحده بل على مستوى الكرة السعودية ككل
والمتهم الرئيسي هو الاحتراف!!
نعم ياسادة الاحتراف بل الانحراف!!
ساهم في دلال اللاعبين
ساهم في تشبع اللاعبين
ساهم في ضمان مستقبلهم من أول عقد وإنتهاء طموحهم
ساهم في إشتراطهم لأرقام خيالية
ساهم في ترجي الادارات لهم للتجديد
ساهم في غيابهم وعدم إنضباطيتهم
ساهم في إنعدام الروح والاخلاص
ينتقل اللاعب لناد آخر ويرمي بشعار الوفاء جانبا
همه وعقله في المال فقط لاغير
فيتخذ النادي الآخر محطة عبور لتحقيق مصالحه
ليس لديه إنتماء..وليس لديه حس المسؤولية
والأمثلة كثيرة إنظروا:
لياسر القحطاني ورغبته في العين وتخليه عن المنتخب
انظروا لهزازي وعربجيته في الأهلي
انظروا لهوساوي ورغبته في الاحتراف خارجيا
انظروا للفريدي ورسائله النصية
انظروا لعزيز وغياباته الكثيرة
انظروا لنور ومشاكله مع زملائه
أمثلة عديدة لاحصر لها تبين أن الاحتراف في السعودية كان قرارا مستعجلا ولم يبن على أسس علمية تحفظ حقوق الأندية وتتناسب مع الشخصية العربية غريبة الأطوار!!
ولكي تتأكدوا من صحة كلامي فانظروا لآخر البطولات الآسيوية للهلال وبالتحديد في موسم 2002 بالدوحة
كان ذلك الموسم يمثل آخر جيل العمالقة وبداية الانحراف الحقيقي!!
ومن بعده لم تشهد رياضتنا السعودية إنجازات قارية ماعدا لقبين للاتحاد حققهما بطريقة (فوز وخذ الملايين) وهي حصرية على البلوي!!
بل أن صفقات الاحتراف ساهمت في غياب دور القاعدة في تفريخ المواهب وخلفت ديون وشكاوي متراكمة تعج بها مكاتب الاحتراف!!
حاليا لايمكننا وضع الاحتراف شماعة للفشل مع أملي في تغيير لوائحه وهذا لن يتحقق إلا بالتخلص من لجنة الاحتراف الحالية بقيادة العجوز صالح بن ناصر!
ولكن ماشاهدته في هلالنا هذا الموسم وبالتحديد في البطولة الآسيوية ولقاء كأس الملك أمام الاتحاد هو مادفعني لطرح هذا المقال المتواضع
روح الزعامة الهلالية غابت تماما رغم الدعم الجماهيري والشرفي والاداري فماذا يريد اللاعبون أكثر من ذلك؟!
عكفت على إيجاد الحلول المناسبة من خلال وضع عدة إقتراحات لعل وعسى تسهم في إنعاش الروح الزرقاء:
- تحويل المتخاذلين لدكة الاحتياط.
- تطبيق مبدأ الثواب والعقاب وإلغاء المكافآت في حال تردي المستوى.
- من لم يطور مستواه يعرض على قائمة الانتقال أو تتم إعارته..
- فرض الصرامة وقوة الشخصية في الجهاز الاداري.
- ربط المكافآت بتحقيق البطولة وليس بالمباريات.
- منح الفرصة للعناصر الشابة التي تطمح في إثبات الوجود كما حصل تماما مع سالم الدوسري.
- بناء فريق إحتياطي قوي ينافس الفريق الأساسي.
- إحضار مدرب قوي الشخصية مثل جريتس والذي كان يعاقب اللاعبين بالتدريبات المرهقة ومنعهم من الراحة.
- الخصم من راتب اللاعب الغائب والمتهاون والموقوف.
- إلزام اللاعبين بالتدريبات الصباحية والمسائية كل يوم.
- تعيين قائد على الفريق من سماته قوة الشخصية وإخلاصه للشعار أي بنفس مواصفات رادوي أو الشريدة.
- تهيأة اللاعبين نفسيا قبل المباريات لتخفيف الضغوط الاعلامية والجماهيرية.
- اللاعب المساوم في التجديد يتخلص منه النادي فورا ولايتودد إليه لحفظ هيبة الادارة والنادي.
- قابلية العقد للالغاء في حال تردي مستوى اللاعب.
- معاقبة اللاعب المتجاوز لتعليمات الادارة بتدريبات خاصة ومرهقة.
- سحب جوازات سفر اللاعبين لمنع تسيبهم.
- إقامة معسكرات مغلقة قبل اللقاءات لفرض الانضباط.
- تبديل مكافآت الفوز بمكافأة خاصة لأفضل لاعب في كل مباراة بتصويت الجمهور.
- منح الفرصة لأبناء النادي الصاعدين من الأولمبي بدلا من الصفقات المحلية على المدى البعيد.
فعلا هذا مايحتاجه الهلال في المرحلة القادمة لاسترداد الروح الهلالية المفقودة.
وفيما يخص مفاتيح وأسرار البطولة الآسيوية فيمكننا تلخيصها فيما يلي:
- تحتاج البطولة لمدرب عالمي بنفس مواصفات جريتس و4 أجانب جدد ومؤثرين وفي خانات يحتاجها الفريق وبتوصية المدرب الجديد.
- تحتاج البطولة لاعداد مبكر وقوي يتخلله لقاءات ودية ضد أندية عالمية بمستوى آرسنال وروما وليون وفالنسيا.
- تحتاج البطولة لاعداد نفسي خاص.
- تحتاج البطولة لعودة الروح الهلالية.
- تحتاج البطولة لتقوية الدفاع بلاعبين كالشهراني ويحي مسلم.
- تحتاج البطولة لاستقرار الجهاز الفني موسمين على الأقل لمعرفة أسرار البطولة والفرق المنافسة ووضع بصمته على الفريق.
فالآسيوية لايمكن إختصار عقدتها في الأوضاع الفنية والصفقات الخارجية إطلاقا.
قد نخدع أنفسنا كجماهير ونقول أن الهلال هو الأفضل آسيويا وهذا كلام عار من الصحة تماما.
فالهلال قوي محليا ولكن هذا ليس شرطا لتفوقه خارجيا بسبب قلة المواهب على مستوى الكرة السعودية وغياب الروح الهلالية.
ولكن الهلال قادر على تحقيق هذه البطولة طالما حققها السد القطري بشرط أن تستغل الادارة القوة المالية لديها من خلال ضم أبرز المواهب المحلية والأجنبية وتدارك الأخطاء السابقة وإنعاش الروح الميتة خاصة وأن الادارة أنفقت 350 مليون ريال لتحقيق الحلم الآسيوي ولكنه تلاشى بسبب سوء التخطيط وربما بقاء الادارة لولاية ثانية يشفع لها بتدارك أخطائها.
فواصل..فواصل
- المدرب هاشيك يستحق الاقالة لو خسر أمام بيروزي وبقائه ضرب من الجنون.
- الفريق لديه مواهب ولكنه يحتاج لتوظيف جيد كحل مؤقت حتى نهاية الموسم وخير من يؤدي المهمة بنجاح سامي الجابر كونه الأعرف بلاعبيه.
- خروج الهلال هذا الموسم خالي الوفاض من الآسيوية ومن كأس الملك يعني وداع مستحق ومرتقب للادارة الحالية.
- الادارة الحالية لم تعرف أسرار البطولة الآسيوية ولم تعالج الخلل في الفريق ورأت أن الحل يكمن في صفقات مميزة فقط!!
- الموسم القادم لا أتمنى أن أرى فيه الزوري وخيرات والغنام ضمن التشكيل الأساسي.
- الهلال يحتاج موهبتي المسلم والشهراني لرتق الثغرات الدفاعية بجانب مدافع صلب بنفس مستوى وحماس تفاريس.
- يوسف العربي وعادل هرماش وويلي وبيونج سو وإيمانا يستحقون الرحيل نهاية الموسم وبيع عقودهم قد يدر على خزينة النادي مالايقل عن 13 مليون يورو!!
- يوسف العربي عالة على الفريق الهلالي وأتمنى إستبداله بالكوري أو بالحارثي في المباريات القادمة.
- رحيل عيسى المحياني عن صفوف الهلال خطوة موفقة تحسب للادارة.
- الهلال غير محظوظ في المهاجم الأجنبي منذ ثمانية أعوام وربما السبب في سوء الاختيار وكان آخر الناجحين العاجي كانديا تراوري.
- الهلال يحتاج لقلب دفاع وهداف وصانع ألعاب ومحور خلفي الموسم القادم على صعيد الصفقات الخارجية.
- إذا كانت الادارة الهلالية غير واثقة من إختياراتها فلتستشر أبناء النادي من اللاعبين القدامى ومدربي النادي الوطنيين فهم أحق وأدرى من الوسطاء والسماسرة.
من تسبب في غياب روح الزعامة الهلالية؟! 
الوضع العادي
