[ قهوة الثلاثاء - 33 ] .. ما الفارق بين فعل أهل السنة وفعل أهل الشيعة ؟! - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

هلالي من ارض اليمن · #1 04/04/2012, 11:06 AM

لست حقيقة من هواة التلفاز ! .. ولا زلت اعتقد ان الشخص الذي يستطيع البقاء متسمرا امام هذه الشاشة فوق النصف الساعة متواصلة يعد عملا خارقا ! .. وهذا امر طبيعي لشخص مثلي ليس لديه ممانعه ان يشاهد فيلما سينمائيا من خلال اقراص DVD على مدى ثلاث سنوات حتى ينتهي منه !

لذلك لم أمانع نفسي من مفاجأتها وأنا أتيح لها مشاهدة ثلاث قنوات تلفازية وهي : المهدي ووصال وقناة كويتيه نسيت إسمها كانت تعرض ندوة حول خطر الشيعة على منطقة الخليج ولم اعرف من المتحدثين بالندوة سوى الدكتور : عبدالله النفيسي .. وهو من الشخصيات الثقافية والفكرية ذات الأطروحات التي تستحق التفكير ،،،

قبل ذلك بعدة ايام وتحديدا خلال أجتماع وزراء الخارجية العرب تمهيدا للقمة العربية في بغداد كان أن حضر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعمال وزراء الخارجية والقى كلمة مقتضبة لفت نظري من خلالها الى شخصيته القوية وقدرته على القاء كلمة مقتضبة في مدتها ولكنها عميقة في القضايا التي تناولها وذلك بلغة عربية رصينة جدا توحي بشخصية على قدر عال من الثقافة والعلم ! .. جبت بمخيلتي ارجاء المنطقة فوجدت احمدي نجاد ( الرئيس الإيراني ) ونوري المالكي ( رئيس الوزراء العراقي ) وحسن نصر الله ( زعيم حزب الله اللبناني ) .. وحدثت نفسي اذا كان هؤلاء هم رموز الحركة القيادية الشيعية في المنطقة .. فحقا ان المنطقة في مأزق خاصة اذا ما تمكن بشار الأسد ( الرئيس السوري ) لا سمح الله من أحكام السيطرة على الوضع في سوريا الحبيبة ! .. ولنا ان نتخيل هذا الهلال الممتد من ايران الى العراق الى سوريا الى لبنان .. هذه المساحة التي تقارب 3 مليون كيلو متر / مربع .. وتعداد سكاني يقارب 125 مليون نسمة .. وتنوع ثري في مصادر الطاقة والموارد الاقتصادية المختلفة .. ناهيك عن تقارب الشيعة ومودة كل منهم للآخر .. مقارنة بالتنافر والخلاف والكراهية الماثلة بين الدول والمجتمعات السنية .. وحدثت نفسي هل نحن مقبلون على مستقبل يدين بالهيمنة والسيطرة للتحالف الشيعي ؟! .. واذا ما كانت الدول العربية ترهن استقرارها وبقاؤها على الموقف الأمريكي .. فهنالك في الشاطئ الآخر الموقفين الروسي والصيني اللذان يزدادان قوة وحضور وهيمنة امام التراجع الدولي للحضور الأمريكي .. وهل يقبل هذان العملاقان ان يفوتا فرصة هذا الحلف الممتد من طهران الى بيروت ؟! .. لست أدري ؟!

لذلك كانت تلك المكافئة التي منحتها نفسي بمشاهدة القنوات التلفازية لثلاث والتي ابتدأتها بقناة المهدي الشيعية والتي لم يلفت نظري حيالها سوى ما اعتقدت انه انقلاب على الفكر الشيعي حيث كان الشريط الأخباري للقناه يحمل بعض الاحاديث النبوية الشريفه ويسبقها عبارة : عن عبدالله بن عمر .. عن أنس بن مالك .. عن أبو هريرة .. رضي الله عنهم اجمعين .. ثم انتقلت الى قناة وصال ووجدتهم يستحضرون اقوال لبعض مشائخ الشيعة وهي اقوال يؤسف ان تصدر من اشخاص يدعون إنهم من علماء الإسلام ! .. ثم كانت القناة الكويتيه حيث تحدث المحاضرون عن الخطر الايراني وتنامي نفوذهم بالكويت تحديدا ،،،

من وجهة نظر ان الخطر الايراني كان صنيعة ايدينا .. ونحن من ساهمنا في تنامي هذا الخطر .. وذلك للاسباب التالية :

1 - وقفت الدول العربية موقف المشاهد من سقوط نظام صدام حسين رحمه الله .. وتركت الثقة المطلقة للرؤية والتصرف الامريكي باتخاذ ما تراه مناسبا دون وجود رؤية مستقبلية لتلك الأرض العربية والألتزامات حيالها .. وكانت النتيجة ان سلمت الولايات المتحدة ارض العراق لإيران ورجالاتها ومخابراتها .. والفارق بين التصرف العربي والايراني .. ان العرب خشوا من تصريحات بوش الأبن الغاضبة .. بينما الإيرانيين لم يلتفتوا اليها ! .. وقد رحل بوش وتصريحاته الغاضبة .. ورحلت القوات الأمريكية .. وسقطت بغداد ( الأرض والشعب والثروات ) في احضان طهران .. بينما نحن في الدول العربية أكتفينا بجمع المومسات والتفنن كعادة اخلاقنا العربية في العصر الحديث في التمعن باهانة الآخرين وتحقيرهم !

2 - كان حسن نصر الله الشيعي من جنوب لبنان يعلن تحديه للكيان الصهيوني ويمارس هذا التحدي على ارض الواقع ويحرج دولة الكيان ويسقط حكومتها ! .. مما صنعه بطلا قوميا يهتف باسمه السني قبل الشيعي ! .. بينما اصحاب القضية العادلة في ارض غزة من السنة يتم اعلان الحرب عليهم من قلب اكبر العواصم العربية ويتم محاصرتهم بيد عربية .. ويتم قتلهم والتمثيل بهم بمباركة عربية ! .. في رسالة واضحة مفادها : ليس هنالك ما نجتمع عليه كسنة .. ومصيرنا وفق قرارات الآخرين !

3 - في لبنان .. كانت ايران حاضرة بالجنوب .. اعمار وبناء ورعاية .. ولم تقل ايران يجب ان يرتقي حزب الله حتى نمد لها يد العون .. حزب الله عالة على ايران .. يجب ان يتطور حزب الله حتى نمد لهم يد العون .. وتفرض املائاتها عليهم .. بل اتجهت تعمل معهم يد بيد كأن من يسكن جنوب لبنان هو مواطن في قلب طهران ! .. وكانت النتيجة ان من يحكم لبنان فعليا هو شيعة حزب الله .. بينما العرب فقد كان تحالفهم مع الموارنة والدروز والأغنياء فقط من السنة !

4 - في سوريا .. قامت الحرب الداخلية .. فتحركت القوات الشيعية من ايران والعراق وحزب الله .. يقاتلون الى جانب صف قوات بشار الأسد ! .. مع العلم ان أسرة الأسد وقواته ليسوا شيعة .. ولكنه حليفهم وقد وفوا معه ! .. بينما نحن في الدول العربية لم نوفي حتى مع الأسر السورية المشردة ! .. بل اننا تركنا سوريا وبدأنا نتحدث على مضض عن الخطر الذي يهدد العرب من تركيا نتيجة تعاطفها مع القضايا العربية والسنة في سوريا !

5 - في اليمن .. لا تعليق !

6 - في مصر .. هنالك تسريبات تفيد ان دول الخليج تضيق الخناق على المصريين في اقطارها كنوع من العقوبة نتيجة اسقاطهم نظام الرئيس السابق حسني مبارك ! .. ظنا منهم ان الشعب قد يخرج مجددا نتيجة ظروفهم الاقتصادية يطالبون بعودة الرئيس صديق الخليجيين ! .. وعوضا ان تبحث الدول العربية عن بناء علاقة استراتيجة مع الشعب المصري والحركات السياسية الجديدة ومنها الثقل السياسي الجديد ( حركة الأخوان المسلمين ) .. وجدنا من يحذر ان مصر سوف تصدر ثورتها وانها ترغب باسقاط انظمة الخليج .. في اعلان غير رسمي عن حالة حرب واعتبار الأخوان بمثابة عدو غير معلن ! .. بينما ايران لم تمنع نفسها ان تطرق بوابة الاخوان مرارا وتكرارا والبحث عن نقاط ومصالح مشتركة بالرغم من التباين والتنافر الكبير بين العقليتين ،،،

ختاما .. كيف يمكن مواجهة ايران اذا ما قرر أهل العمائم فيها اتخاذ مغامرة غير محمودة ؟! .. لست أدري !

ولكن اتمنى في المستقبل .. ان يعيد العرب تقييم انفسهم وواقعهم ومخاطرهم بعين وروح مشتركة وبعلاقة يسودها الاحترام والتعاون البناء .. وان نتفهم جيدا اننا يجب العمل كجماعة .. فنحن المعنيين بالمخاطر من حولنا وليس الآخرين ،،،

ودمتـم في خيـر