من الإسكندرية لبغداد.. اتصل الآن
أحمد فتحي- إسلام أون لاين.نت/ 23-3-2003
اتصلت نورا عشوائيا برقم 0096414432642 في العراق، وقالت بعدها: "الله أكبر.. شعرت بأن جسمي كله يرتجف".. جاء اتصال هذه الفتاة استجابة لفكرة طرحها موقع
http://www.gam3aonline.com/ الذي يعرفه أصحابه بأنه موقع "شباب التيار الإسلامي بجامعة الإسكندرية".
وتقوم الفكرة على الاتصال بأي من أفراد الشعب العراقي بشكل عشوائي من خلال رقم 00964 + كود بغداد (1)، يليه طلب أي 7 أرقام بشكل عشوائي، على أن تبدأ بأحد الأرقام: 443 – 818 – 537.
"إسلام أون لاين.ت" تلقفت الفكرة، وطرحتها في مداخلة تحت اسم "جامعة الإسكندرية تمسح عيون بغداد"، وقد وصلت عدد المشاركات فيها ما يقرب من 100 مشاركة.
فمن مصر نجح من أسمى نفسه "مسلم يحب الإسلام أوي" في الاتصال بالعراق، ويحكي عن تجربته قائلا: "اتصلت برقم 0096414432548، فرد علي شاب من العراق، اسمه ناصر، وقد تساءل في البداية بتعجب: من المتحدث؟! وكيف عرف بالرقم؟! فقلت له سريعا: "أنا من مصر، ونحن هنا نطلب أرقاما عشوائية لنقول لكم: أنتم إخواننا، ومستحيل أن نتخلى عنكم؛ فدائما سندعو لكم ونقاطع أعداءكم.. فقط أخي اثبتوا واصمدوا وحاربوا تحت راية لا إله إلا الله فقط.. حاربوا بعقيدة وليس فداء لأحد".
"ماريما" إحدى المشاركات نجحت في الاتصال أيضا، وتقول: "بعد أن فشلت مرات عديدة في تجميع رقم يصلني ببغداد نجحت أخيرا في الاتصال برقم 9641432212، ولا أستطيع أن أصف لكم صدق ومشاعر رب الأسرة العراقية الذي حدثته، وقد دعا لي بأكثر ما دعوت.. وقد خانتني دموعي كثيرا عند حديثه؛ فكيف وهو في هذه الظروف على ثبات أكثر مني؟!".
الأسرة جميعها تطبق الفكرة
لم تكتفِ "أقدار" وحدها بتجربة فكرة الاتصال العشوائي بأحد أفراد الشعب العراقي.. بل دعت جميع أفراد أسرتها الأربعة معها للاتصال، فتقول: "أجرينا أربعة مكالمات على أرقام التليفونات التالية:
0096414432203 - 0096414432203 –0096414432212 أما الرقم الرابع فلم تتمكن أختي من تذكره".
وتضيف أقدار "في المكالمات الأربعة تحدثنا أولا مع شاب عراقي، وفي المكالمة الثانية مع أم كبيرة في السن، وفي الثالثة تحدثنا مع أسرة بالكامل، وفي الرابعة رد علينا شاب في متوسط العمر".
وتابعت قائلة: "الجميع أبدوا سعادتهم بهذه المفاجأة، مؤكدين ارتفاع معنوياتهم، وطلبوا منا الدعاء الحار والمستمر، كما قالوا لنا: إنهم يعلمون بصدق مشاعرنا، ولم يغضبوا من موقفنا يوما".
تطوير الفكرة
حاول عدد من المشاركين بساحة الحوار تطوير الفكرة؛ فهناك من أسمى نفسه "Lonely 70"، ويعيش في أمريكا، اقترح بأن كل من ينجح في الاتصال برقم يسارع في تسجيل الرقم، ومع اسم المتحدث إليه وعنوانه، أو وسيلة الاتصال به، وهكذا حتى يتم تجميع أكبر عدد من الأرقام قد تصل 1000 أو 2000 أو أكثر؛ وذلك حتى يكون من السهل مواصلة الاتصال بهم؛ للاطمئنان عليهم حال العدوان، وبعد أن يكشف الله الغمة.
محمد من مصر يعد بأن ينشر الفكرة ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وذلك من خلال مجلة تنشر بالجامعة كذلك بوضعها داخل المسجد الذي يصلي به، وأحد المشاركين يدعو بتطبيق نفس الفكرة في فلسطين.
أما عبد الله المعتصم فيرى ترجمتها ونشرها في المواقع الأجنبية، ولكن "حكمة" إحدى المشاركات تعترض على نشرها في المواقع الأجنبية، قائلة: "إنه سلاح ذو حدين، أخشى أن يستغل أعداء الإسلام الفرصة، ويقومون بإيذاء أهل العراق من خلال هذه التليفونات، وتثبيط هممهم.. بل وتحريضهم على الاستسلام لإنقاذ أرواحهم".
رقم مجاني للمصريين فقط
أبدى أحد المشاركين، ويسمى "مسلم يحب الإسلام أوي" رغبته في معاونة المصريين الذين لا يستطيعون ماديا إجراء مكالمة دولية بشراء كارت دولي لهم.
وعلى خلاف ذلك رفض بعض المشاركين الاتصال بسبب انخفاض معنوياتهم وشعورهم بالانكسار والذل واليأس كما يقول الجيوري: "رغم أن أهلي بالعراق؛ فإنني لم ولن أتصل؛ فأنا في حالة يأس فظيعة تصل لفقدان التوازن.. ولكن من المؤكد أن هذه المبادرة ستشجع العراقيين كثيرا".
لكن يرد "مسلم" أحد المشاركين على الجيوري قائلا: "أراد الله أن يرى من المسلمين التضحية من أجل الإسلام، وأراد أيضا أن يختار من الشعب العراقي شهداء؛ فهنيئا للشعب العراقي، هم أعزاء بالإسلام، أعزاء بالإيمان. ألا يكفي أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ ارفعوا رؤوسكم لا ذل ولا انكسار.. ألا يكفي أن يواسيك الله عز وجل بنفسه؟ فقد قال سبحانه وتعالي: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}".
*جامعة الاسكندرية تمسح دموع بغداد ............. 
الوضع المتطور
