26/03/2003, 11:13 AM
|
كاتب رياضي | | تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
| |
اللجنة وحنكة المسؤول بين الأندية والاتحاد السعودي ـ ضع أي اتحاد يناسبك ـ مشاكل ليست لها نهاية، أو هكذا يتبادر إلى ذهن المتابع للرياضة السعودية ـ قبل أن يتابع الحرب ـ ، ولأن جميع المشاهدين والأندية والاتحادات عشاق لكرة القدم؛ سأسلط الضوء على هذه المشاكل، التي تبدأ بالتحكيم وضربات الجزاء المهدرة على حد زعم رؤساء الأندية، وتستمر بقرارات اللجان من تأجيل مباريات بسبب بطولة آسيوية أو خليجية، وتنتهي بمحاباة اللجان لبعض الأندية على حد زعم رؤساء الأندية وكتاب الأندية أيضا لناد عن ناد آخر.
يرى البعض أن الهلال طرف ثابت في هذه المشاكل، ويروج لفكرته هذه؛ ليؤكد أن الهلال له معاملة خاصة جدا في الاتحاد، وقد يكون الهلال طرفا ثابتا بهذه المشاكل، ولكن لماذا؟ هل سأل أحدكم نفسه لماذا؟ دعونا نتجرد من أنديتنا بحثا عن إجابة لهذا الترويج؛ لتتطور الرياضة في الوطن، الهلال شئنا أم أبينا هو أكثر فريق يلعب النهائيات، لن أتكلم عن البطولات حتى لا ندخل في جدل بيزنطي لن ينتهي بنا إلا إلى سجال طفولي، كأن يقول أحدهم للهلاليين (في العام الماضي أبوزندة أهداكم البطولة) فيرد هلالي (هل تذكر ظلم إبراهيم العمر) ، وبين هدية أبوزندة وظلم العمر، تضيع قضية أن التحكيم لدينا سيئ، ولم يتطور بسبب آلية تغيير رئيس لجنة الحكام، الذي عادة تكون مواصفات قدومه لهذا المنصب إما قدمه، أو علاقاته الجيدة مع البقية (أي محبوب ويدخل البهجة على قلوب رؤساء الاتحادات بنكته اللاذعة كالدهام)، ولا أحد يسأل هذا الرئيس المقبل للجنة: ما البرنامج الذي لديك لتطور به هذه اللجنة؟ وعادة يتم التغيير بعد خطأ جسيم يثور به الشارع الرياضي، فيتم تهدئتهم بنزع رئيس اللجنة، وإحضار آخر، فيجلس الشارع الرياضي يمني نفسه بأن الموسم المقبل أكثر عدلا .
قلت إن وجود الهلال كطرف ثابت ما هو إلا بسبب أنه الأكثر مشاركة، وهذا ما يجعله الأكثر عرضة لهذا السبب .
ولأني لا أريد الدخول بنقاش من ظلم أكثر؛ لأننا لن نصل لحل، وربما لو جلست مع رئيس ناد سيمضي بك في سرد الماضي إلى أن يروي لك عن تواريخ لم تولد بها، ويحكي عن كيف ظلم ناديه؛ لهذا سأبتعد عمن ظلم أكثر، لنناقش لماذا الظلم طال كل الأندية، كل حسب حجمه ومكانته، وقوة إعلامه؟ حين يأتي السؤال لماذا، وليس من ظلم أكثر، قد نصل لحل أزمة تتكرر مع كل موسم، ولنرصد المشاكل، ثم نقرر كيف يحدث هذا؟ في بطولة العرب صعد بعض لاعبي الاتحاد للمدرجات واشتبكوا مع بعض الجماهير ولم يصدر قرار، في تصفيات آسيا لأبطال الكؤوس تم شطب (خميس العويران) بسبب خطئه في المطار .
كيف حدث هذا؟ ولماذا تدخل الاتحاد السعودي في موقف ولم يتدخل في آخر؟ هذه الصور توضح لنا أن اللوائح غير واضحة، بيد أنك لا ترى هذه الضبابية في اتحادات أوروبية، على سبيل المثال، حين ترتكب كلاعب خطأ خارج حدود سلطة الاتحاد، لا يتدخل الاتحاد بوقفك أو بمساءلتك، بل هناك جهات أخرى هي من يتدخل ويعيد الأمور لنصابها. فحين يقوم لاعب بالتهجم على شخص ما في الشارع، أو بعد المباراة، تتحول القضية برمتها إلى الشرطة، ويتم إيقاف المعتدي، فيما الاتحاد يغرم النادي أو اللاعب على سوء السلوك، أي أنه ليس معنيا بضبط النظام للاعب خارج الملعب، ونظامه يطبقه الحكم داخل الملعب، أما المشكلة التي تحدث بعيدا عن الملعب يتم حلها من خلال الأمن وليس من خلال اتحاد اللعبة، وبهذه الطريقة تمضي الأمور بهدوء وبوضوح ولا نسمع كل هذا الضجيج .
ولا تتداخل الأمور، وتتشربك، ولا يخرج عليك البلوي ليدخل في قضية ليس له فيها سوى أنه فهم الأمر بشكل خاطئ . وهذه هي أزمة الأندية والاتحادات التي لن تنتهي إلا بوضع قانون واضح، ولتترك القضايا التي خارج الملعب للأمن والقضاء، وبدل أن يصدر قرار إيقاف بحق لاعب أخطأ في الطائرة، أو يصدر قرار في حق لاعب صعد للجماهير، فيما راقبنا في الملاعب الإنجليزية اللاعب الفرنسي (أريك كانتونا) حين تعدى على أحد الجماهير تمت إحالته للمحكمة، وصدر قرار من القاضي، بأن يذهب لمدرسة خيرية للأطفال المشردين يدربهم في الصباح لمدة (48) يوما، وكان القرار بإيقافه نفس المدة التي حددتها المحكمة .
فهل تحل الاتحادات هذه الأزمة التي لن تحل باللجنة الفنية؛ لأن هذه اللجنة ليس لديها لوائح كمرجعية وهذا ما أكدته القرارات المتقلبة والمتغيرة، حسب الأمزجة، فلاعبان يتدافعان يتم إيقافهما، ولاعبان يصعدان للمدرجات لا يتم إيقافهما، ولاعب يخرج على الهواء في التلفزيون يشتم مدربا ولا يحدث شيء، ولاعب يرتكب خطأ في الطائرة فيتم شطبه، ولاعبون ينطلقون على الحكم بعد نهاية المباراة، فتنطلق إدارته من دكة الاحتياط لتحمي الحكم من تصرف اللاعبين، ثم يقال إن المسألة برمتها اعتقادات خاطئة، فاللاعبون ظنوا أن الإدارة ستشتبك مع الحكم، والإدارة ظنت أن اللاعبين سيعتدون على الحكم، فراح اللاعبون والإدارة ليحموا الحكم، هذا الجلاد والضحية، فضحك أعضاء اللجنة الفنية على هذا التفسير من المسؤول، وهم يهزون رؤوسهم ويرددون يا لحنكته وسرعة بديهته! لقد خدعنا .
وإلى ذاك الحين، يحق للجميع أن يتهم اللجنة بأنها ضد ناديه، وتعمل لناد آخر، فيما اللجنة ليست ضد هذا ولا ذاك، بل هي ضد تطور الرياضة؛ لأننا إلى الآن لم نجب عن السؤال الأهم الذي من خلاله نعرف ماذا نريد من الرياضة؟ وما الذي يمكن لها أن تقدمه لنا؟ |