مع اقتراب موعد الجولة الأخيرة للدور الثالث "دور المجموعات" من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كاس العالم البرازيل 2014 FIFA يعيش السعوديون مشاعر مزدوجة ما بين الأمل والخوف، ذلك أن منتخبهم الوطني يقف وسط "الجسر" بين طريق التأهل للدور النهائي وطريق الخروج المبكر، حين يلتقي استراليا المتصدرة والمتأهلة مسبقا يوم 29 فبراير/شباط الجاري في ملبورن، فكيف سيكون مصير "الأخضر" وماذا يمكن أن يتحقق هناك؟
موقف صعب
لم يعتد المنتخب السعودي أن يجد نفسه في هذا الموقف الصعب، فالفريق الذي تأهل للمرة الأولى لبطولات كأس العالم FIFA منذ مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994 وحافظ على إيقاعه بشكل متميز وبلغ النهائيات في المناسبات الثلاث التالية "فرنسا 1998 وكوريا/اليابان 2002 والمانيا 2006" وحتى عندما ابتعد عن بلوغ البطولة الكبيرة في النسخة الأخيرة في جنوب أفريقيا 2010 كان قد وصل فيها للمحطة الأخيرة من التصفيات، حين لعب الملحق أمام البحرين وخسر فرصة اللعب أمام نيوزيلندا في دقائق مجنونة، نقول أنه لم يعتد أن يجد نفسه تحت دائرة الخطر وعدم بلوغ الدور النهائي من التصفيات الآسيوية للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، والأصعب أن مصير التأهل مرتبط بشكل أساسي بالفوز على منافس صعب (استراليا) فوق ميدانها!.
الصورة الأولية للمجموعة الرابعة تظهر وجود السعودية في المركز الثاني برصيد نقطي بلغ 6 نقاط، لكن المطاردة على أشدها حيث تأتي سلطنة عمان ثالثة بـ5 نقاط وتايلند 4 نقاط في المركز الرابع، وهذا يعني أن الفرق الثلاثة تملك الحظوظ وإن تفاوتت للفوز بالبطاقة الثانية.
ووفقا لتعدد خيارات التأهل في هذه المجموعة، يجد السعوديون أنفسهم مطالبين بعدم اللعب "بالنار" والتمسك بتقرير المصير الذي يملكونه، ألا وهو الفوز على استراليا دون النظر لنتيجة اللقاء الآخر الذي تستضيف فيه عمان منافستها تايلند.
وهذا ما يؤكد المدرب الهولندي فرانك ريكارد قائد السفينة السعودية الذي يدرك أهمية هذا الأمر "سنذهب لأستراليا لتحقيق الفوز، هذا ما نريده كي نحرز ورقة الترشح الثانية، سنعد أنفسنا للعب مباراة قتالية، التأهل لكأس العالم حلم يراود الجميع، وهذا هو التحدي الأكبر أمامنا، أتطلع لأن أكون جزءا من التاريخ السعودي، نأمل التوفيق في النهاية وأن نعود فرحين بالتأهل".
مشوار متذبذب
خاض المنتخب السعودي مشوارا متذبذبا خلال هذه التصفيات، فبعد أن تجاوز بسهولة تامة عقبة هونج كونج في الدور التمهيدي، دخل دور المجموعات تحت إشراف الهولندي ريكارد ولكن تلك البداية لم تكن موفقة "البتة" حيث تعادل السعوديون في مسقط مع عمان بدون أهداف ثم تعرضوا لخسارة "مؤلمة" أمام استراليا 1-3 في الدمام، وعانوا كثيرا في بانكوك فوق أرضية صعبة على ميدان "راجامانجالا" قبل العودة بتعادل سلبي مع تايلند. مع نهاية مرحلة الذهاب لم يجمعوا إلا نقطتين وهدف وحيد!.
ولكن الأمور بدأت تتحسن نوعا ما بعد أن حققوا أولى انتصاراتهم في التصفيات على ضيفتهم تايلند بثلاثية كاملة في الرياض، وهي التي فتحت أبواب التأهل من جديد، حتى مع فوز الجارة عمان على استراليا بهدف الحوسني، وكان يمكن للسعوديون أن ينهوا الأمور لو نجحوا في هز شباك الحارس العملاق علي الحبسي في مواجهة عمان إيابا في الرياض، لكن نتيجة التعادل السلبي أبقت الأمور على ما هي عليه، من حيث توفر فرص الترشح للمنتخبات الثلاثة.
خلال هذا المشوار الصعب يقول ريكارد " لم نكن نتوقع هذه الطريق، فقد سارت الأمور على غير ما نريد، كنا نحاول في كل مباراة السيطرة على الملعب وصنع الفرص وتسجيل الأهداف، وربما جانبنا التوفيق في بعض المرات، لكن في النهاية هذا هو الواقع ولا تزال الآمال مشرعة والتأهل بين أيدينا".
آمال كبيرة
منذ الإعلان عن تولي ريكارد مهمة تدريب المنتخب السعودي، كبرت آمال السعوديين كثيرا بتسلم هذا النجم الكبير زمام الأمور، فالكل يعلم الإنجازات التي حققها ريكارد لاعبا مع المنتخب الهولندي وفرق آياكس وإي سي ميلان، ومدربا رفقة برشلونة، وبات الهولندي يحمل على عاتقه عبئا ثقيلا في إعادة "الأخضر" نحو السكة الصحيحة، بعد ضياع فرصة التأهل للمونديال الأخير وما تبعه من تراجع ملموس حتى على صعيد كأس آسيا في قطر.
من حق السعوديين أن يحلموا بالتواجد من جديد في مونديال البرازيل، ذلك أن العناصر الموهوبة موجودة بكثرة في الفريق، وما يساعدهم تواجد الكثير من أصحاب الخبرة القادرين على العطاء فوق أرضية الملعب، وقد عمل ريكارد على إحداث بعض التغييرات على شكل الفريق وقوامه خلال هذه التصفيات، إذ يقول "منذ قدومي للسعودية بدأت بمتابعة اللاعبين عن كثب لاختيار الأنسب منهم للمنتخب، وعملنا على إحداث بعض التغييرات على الأسلوب الذي نلعب به ولكن لم نجازف بكل شيء، فالتغيير الشامل صعب خلال مرحلة التصفيات، وقدر ركزت على منح الثقة للاعبين لكي يؤدوا أفضل ما لديهم، وأعتقد أن اللاعب السعودي قادر على العطاء والوصل لأفضل المراتب بشرط التدريب المستمر والاستفادة من الخبرات".
يجد الجيل الحالي للكرة السعودية نفسه يرزح تحت وطأة المقارنة بينه وبين الأجيال السابقة التي حققت التأهل لبطولات كأس العالم أربع مرات متتالية، وعليه فإن نجوم الأخضر يدركون أهمية تأدية لقاء بطولي أمام استراليا في الجولة الأخيرة بهدف العودة رفقة بطاقة الترشح للدور النهائي، والتي تعني تجدد آمال التأهل لكأس العالم بعد 8 سنوات على الغياب، فكيف ستؤول نهاية الحكاية في موقعة ملبورن المنتظرة
موقع الفيفا: السعودية تسعى وراء التاهل 
الوضع العادي
