قالت مصادر عسكرية امريكية لبي بي سي إن الصواريخ التي اطلقت فجر اليوم على العاصمة العراقية بغداد معلنة بداية الحرب استهدفت الرئيس صدام حسين وخمسة من كبار القيادات في النظام العراقي.
ولم يعرف حتى الآن اذا كانت هذه الصواريخ قد أصابت أهدافها، كما لم تتوافر بعد معلومات من مصادر عراقية أو أمريكية عن الخسائر التي سببتها هذه الصواريخ.
على صعيد آخر أكدت قيادة الجيش البريطاني في الكويت وقوع انفجارات في المنطقة القريبة من الحدود العراقية.
وعلى الفور قامت القوات البريطانية بارتداء الاقنعة المضادة للغازات واستخدام الأجهزة الخاصة بالحرب كيماوية.
ويقول مراسلنا في الكويت ان صفارات الانذار المتقطعة انطلقت في ارجاء المدينة وهو ما يعني تحذير بوقوع انفجار من عبوة قد تنطوي على تهديدات كيماوية أو بيولوجية حيث سارع المواطنون الى ارتداء الأقنعة والملابس الواقية تحسبا لهجوم من هذا النوع.
ويجرى الآن التحقيق في طبيعة الانفجارات بينما أشارت انباء الى أن صاروخين عراقيين متوسطي المدى اطلقا على شمال الكويت من المنطقة الواقعة في جنوبي العراق.
ويضيف مراسلنا أن حالة من القلق الشديد تسيطر على الكويت حاليا من وقوع أي عمليات تخريبية او هجمات كيماوية او بيولوجية بالاضافة لقلق على وحدة الصف الداخلي.
بدء الحرب
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن قد وجه كلمة متلفزة لشعبه بعد وقت قصير من انطلاق الصواريخ وسماع انفجارات في بغداد حيث أعلن بداية الحرب متعهدا "بنزع أسلحة العراق وتحرير شعبه"
وقال بوش ان ما يقوم به الجنود الأمريكيون في الوقت الحالي هو لمنع حدوث كوارث في المدن الأمريكية في المستقبل وقال إن الحرب تهدف إلى إزالة خطر يجنب العالم مآسي.
بوش اعلن بدء الحرب "لنزع اسلحة العراق"وأضاف أن الحرب قد تكون أطول واصعب مما يتصور البعض وقال إنه والجميع يصلون للرب أن يحفظ جنود بلاده، وأن يعيدهم سالمين.
ونفى الرئيس الامريكي ان تكون لبلاده اية طموحات في العراق عدا تحريرها من نظام حكم الرئيس صدام حسين.
وقال مسؤولون عسكريون امريكيون إن الضربات الاولى كانت محدودة النطاق، وانها مقدمة لضربات لاحقة تكون أوسع واكبر تأثيرا.
وافادت الانباء أن قرابة اربعين صاروخا من طراز "كروز" اطلقت من بوارج حربية أمريكية في البحر المتوسط والبحر الأحمر ومياه الخليج باتجاه اهداف محددة في بغداد.
كما قامت طائرات قاذفة من طراز ستيلث 117 المعروفة بالشبح باسقاط قنابل موجهة باشعة الليزر على العاصمة العراقية.
وقد اكدت مصادر بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ان الضربات الأولى هي هجمات محدودة وانها ليست " دي داي" وهو المصطلح الذي يطلق على الحملة الجوية المكثفة التي ستستهدف العراق.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الطائرات الامريكية قصفت ما لا يقل عن سبعة مواقع في الجنوب والغرب من العراق، بما في ذلك 10 أنظمة مدفعية على مرمى القوات الأمريكية والبريطانية وبطارية صواريخ جو-جو.
وقد ردت الدفاعات العراقية في بغداد باطلاق نيران كثيفة من المدفعية المضادة للطائرات بينما دوت صفارات الانذار في اجواء العاصمة لتحذير المواطنين من الغارات أعقبها دوي انفجارات سمعت في ضواحي العاصمة.
وقد شوهد عمود من الدخان الكثيف في سماء احدى الضواحي الجنوبية من بغداد.
وفي توقيت تزامن مع الضربات الاولى، تمكن الجيش الامريكي من بث رسالة على نفس موجة الإذاعة العراقية الرسمية حيث أعلن مذيع باللغة العربية عن "بزوغ الفجر الذي كنا بانتظاره."
ويقول مراسلنا في بغداد إن توقيت الهجوم لم يكون مألوفا حيث وقع في وضح النهار.
ويقول إن حركة السير في شوارع بغداد تبدو طبيعية، وإن المواطنين يمارسون حياتهم بشكل اعتيادي.
صدام دعا الشعب العراقي للمقاومة وتعهد بهزيمة "الغزاة"خطاب لصدام
وفي إشارة تحدي ألقى الرئيس العراقي كلمة متلفزة صباح اليوم دعا فيها الشعب العراقي للصمود والمقاومة واستشهد بآيات من القرآن و أبيات من الشعر.
وقال صدام "لا أريد أن اكرر ما ينبغي و ما يجب فعله دفاعا عن الوطن الغالي والمبادئ والمقدسات" متعهدا بمقاومة الغزاة وهزيمتهم.
وفي وقت لاحق، اجرى وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحف ووزير الثقافة حامد يوسف حمادي مؤتمرا صحفيا في مبنى وزارة الاعلام ادانا فيه الولايات المتحدة لشنها "عدوانا" على العراق.
ووعد الوزيران الصحفيين بمرافقتهم الى المواقع التي استهدفتها الصواريخ الامريكية.
