عدداً من الآراء حول خروج الفريق الهلالي من التصفيات الآسيوية الرياض: عبدالله الفراج
عاد فريق الهلال الكروي الأول من العين بخفي حنين, وخرج بمستويات فنية متضاربة في التصفيات الآسيوية لأندية أبطال الدوري هناك, وكرر المشهد السابق الذي رسمه قبل "4" سنوات بإعادة التجربة في الخروج من التصفيات دون أن يحقق أي نتيجة إيجابية, إلا أن الخروج الحالي جاء بصورة شبه مؤكدة منها باعتبار أن الفريق الكروي الأول, فقد هيبته ولم يعد ذلك الفريق الذي يحقق الأرقام القياسية كما كان يفعل في السابق, ولم يعد ذلك الفريق الذي تهابه الفرق الأخرى بل بات مطمعاً حتى من الفرق الكروية التي تقل عنه بمراحل عديدة, ويرجع ذلك إلى الترسبات الفنية التي خلفتها السنوات الماضية وإلى تقدم أعمار بعض اللاعبين ومحاولة الهروب من هذا الواقع الهلالي بتبريرات ليست منطقية للمحللين حتى إن قبلها الشارع الهلالي الذي يبحث عن الإنجازات الدقيقة والسريعة, على طريق تقديم الوجبات التجارية السريعة والتي كثيرا ما أضرت بتركيبة القوام الجسماني السليم, على الرغم من تعددية الوجبات المقدمة.
"الوطن" استقرأت عدداً من الآراء حول خروج الفريق الهلالي من التصفيات الآسيوية لأندية أبطال الدوري الأخيرة, وجاءت تلك الاستقرءات متنوعة ومن زوايا متعددة كل بحسب اختصاصه ووجهة نظره الفنية, وعمق خبراته في المحيط الهلالي يقول مدربه السابق السعودي عبدالعزيز العودة في هذا الشأن: "الفريق الكروي كان جيداً في لقاءيه أمام العين الإماراتي والاستقلال الإيراني, ما عدا لقائه الأخير أمام السد القطري, وهذا ليس مقياس الهلال الحقيقي, لقد طمأن الفريق جماهيره بأنه قادر على العودة لمستواه السابق ويحقق مسابقة كأس دوري ولي العهد, وكذا قدرته على التأهيل ضمن فرق المربع الذهبي". ودافع العودة عن مدرب الفريق الهولندي آدم أدميوس وقال: "علينا الاطمئنان من خلال تلك التصفيات فقد لعب وهو فاقد لجزء كبير من قوته نتيجة لظروف الإصابات كأحمد الدوخي الذي أجبره أدميوس بأن يضع الأجنبي أندريه في مركزه بحثاً عن النوازع الهجومية". وأضاف: "لا أميل إلى كشف أخطاء المدرب الحالي كون وقته مع الفريق مازال قصيراً, لكن من خلال مباريات التصفيات ظهر أن لدى أدميوس الشيء الكثير". أما الحارس الدولي السابق في السبعينيات الميلادية وأوائل الثمانينيات إبراهيم اليوسف فقد كنت له وجهة نظر مختلفة عن سابقه ومنطلقة من استقراءات سابقة فيقول في هذا الخصوص: "الذي يحدث للهلال ليس نتيجة التصفيات, فالأمر ناتج عن عمل سابق" وحمل ذلك للإدارات الهلالية السابقة التي تتحمل جزءاً كبيراً من ابتعاد الفريق عن هيبته الماضية, وقال: "من وجهة نظري جميع الإدارات التي مرت تعمل لوقتها بطريقة "أنا ومن بعدي الطوفان" وأضاف: "طبيعي أن العمل والاستثمار والقدرات البشرية تحتاج للوقت, وعدم وجود تخطيط سليم للقاعدة, فاللاعبون اصبحوا يتحركون مثل رأس المال, وأصبحت حركتهم حرة تحكمها المصالح, ولذا يجب أن تكون هناك رؤية عمل جيدة في الهلال وغيره من الأندية". ويشخص اليوسف الوضع إلى قراءة للتاريخ إذ يقول: "الذي يعيشه النادي ليس وليد اليوم, بل هو نتيجة لتراكم سابق نتيجة لعدم وجود رؤية مستقبلية". وحمل الحارس الهلالي السابق بكثرة على دخول العناصر الأجنبية على الفريق الكروي وتعددية شراء لاعبيه المحليين وقال: "الروح تنشأ من نشأة الفريق أو من القاعدة". تركه مهملة وكان للناقد الرياضي والمحلل الكروي تركي الناصر السديري وجهة نظر عن حال الهلال وشخص الموقف بقوله: "ما يحدث يجب إلا نحمله أكبر مما يتحمل, فالهلال الآن يمر بمرحلة انتقالية وإدارة جديدة, إدارة بناء وعمل للمستقبل, فهي ورثة أو تركة ثقيلة, مع الأسف تركة كانت مهملة العمل المستقبلي وبالتالي افتقدت للعمل الاستراتيجي لأنها كانت تعمل بشكل وقتي ومحاولة تحقيق مكاسب للتباهي, ويدفع الهلال ضريبة غياب العمل وفق استراتيجية ووفق عمل للمستقبل وقال: "جماهير الهلال تعي وتدرك ما تقوم به إدارة الأمير عبدالله بن مساعد وتعلم أنها غير مسؤولة عما يحدث الآن".
ورسم السديري من خلال تشخصيه للواقع الهلالي الحالي لوحة أمل وتفاؤل بمستقبل الفريق الكروي الأول وقال من وجهة نظر نقدية متفحصة: "أتصور أن ما حدث في الآسيوية سيتغير وبالذات على الصعيد الكروي مع المدرب الهولندي أدميوس".
وتمنى خبير الشؤون الهلالية قيام منظومة تدير لعبة كرة القدم بنادي الهلال في الظرف الحالي لاسيما وأن النادي يمتلك عناصر إدارية مهمة". وحول ماهية أعمال المنظومة الإدارية التي نادى بها لتولي أعمال فريق كرة القدم وقصده من طرحها أجاب: "هي طريقة لإدارة كرة القدم بفريق إداري يتشكل من عدد من الكفاءات ووفقاً لشروط إدارة الكرة في زمن العولمة, وهذا لا يعني التقليل من كفاءة وقدرة منصور الأحمد الذي يستحق أن يكون من ضمن عناصر تلك المنظومة".
وأبدى الناقد الرياضي تفاؤله بتحسين الصورة الهلالية باختياره لمفرده "إن الهلال سيقلب الطاولة على الجميع" ودلل ذلك بمؤشر مستواه في التصفيات الآسيوية الأخيرة.
وعلل عضو شرف النادي الأمير بندر بن ثامر بن سعود الوضع القائم للفريق الهلالي لأمور فنية. وقال: "لا أعرف ما الذي حدث للفريق الكروي في حصته الأولى أمام السد القطري, كنت مندهشاً, حيث غاب مستوى الهلال", وأضاف: "كان يجب إشراك محمد الشلهوب في لقاء السد القطري وهو مطلب ضروري حتى لو كان غائباً عن مستواه, حتى يعطي نواف التمياط الفرصة لأن يلعب في مركزه خلف المهاجمين, وأن يعيد اندريه لمركزه الأصلي".
وحمل عضو الشرف الهلالي جميع ما يحدث للفريق الكروي وأشرك كذلك جماهير ناديه وقال: "عليها أن تتحمل ما يحدث الآن فليس من المنطق أن تقف مع فريقها في الإنجازات ويبتعد عنه في الاخفاقات" وأضاف سموه: "الفريق الكروي يعاني من عدم انسجام, نتيجة لعدم الاستقرار على جهاز فني واحد, فالروماني إيلي بلاتشي قاد الفريق الكروي في الدوري والبطولة الخليجية إلى نتائج مهزوزة, وأخطرت الإدارة لإلغاء عقده والتعاقد مع المدرب الهولندي (أدميوس) بعد ما توصلت الإدارة إلى قناعة بعدم إمكانية تطوير الفريق مع "بلاتشي" ولذا فالهولندي يحتاج للوقت".
وأكد أن فقدان بطولة أو بطولتين لا يعني شيئاً فالهلال مازال متصدراً للقب الزعيم, وتوقع الأمير بندر بن ثامر أن يحقق الفريق الكروي إحدى بطولتي الموسم مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين أو مسابقة ولي العهد - حفظهما الله.
نظرة خبير السوق !!
ولأن الوسطاء الكرويين لا يقلون شأناً عن أقرانهم الآخرين في المجال الرياضي, وأقرب الناس لأحوال المدربين واللاعبين والقادرين على تحليل المواقف من خلال معطيات معينة كان لـ"الوطن" سؤالها للوسيط الدولي عماد الصقير صاحب مكتب سعودي روم للتعاقدات الكروية والذي دافع عن المدرب الهولندي "أدميوس" وعدم تحميله الخروج الهلالي من التصفيات الآسيوية وقال: "للتعاقد الهلالي الأخير والذي مر بصورة سريعة وقبيل انطلاقة التصفيات صورة إيجابية, وصورة سلبية فإحضار أدميوس بهذه السرعة وبهذا الاختيار صورة إيجابية وجهله - بحكم عامل الوقت - بالطريقة الأدائية والإمكانيات البدنية والفنية للفريق بصورة سليمة". وقال الصقير: "الخسارة الهلالية لا تعود إلى هذا التعاقد وبإحضار "أدميوس" الأمر يعود لنواح نفسية والإدارة الهلالية هي الأدرى بذلك كونها الملازمة لفريقها". وبين الوسيط السعودي أن خسارة الفريق أمام العين الإماراتي في بداية التصفيات بعثرت الأوراق الهلالية والذي كان يجب أن يلعب بطريقة الذهاب كونه يلعب على أرضه وبين جماهيره, ولذا فإن الحسبة الهلالية كانت خاطئة بعد الخسارة من العين". وعمّا إن كان للمحترفين الأجنبي الكاميروني سوفو والأوكراني أندريه دور هام في الخسائر الهلالية قال: "سوفو قدم ما لديه, أما الآخر فلم يقدم المستوى المطلوب منه بعد".
أما اللاعب المعتزل منصور الموينع والذي حمل شارة قيادة فريقه في أكثر من موضع عندما كان لاعبه فقد أكد غياب الهلال الذي كان يعرفه, وقال: "ليس مستغرباً أن نخرج من تصفيات العين, فالترابط الفني كان معدوماً والفريق يحتاج إلى غربلة. |