
17/03/2003, 01:55 PM
|
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية | | تاريخ التسجيل: 15/12/2000 المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
| |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنني أعمل في شركة وسلموني شريحة جوال مصلحي من ستة أرقام فقط وحددوا لي مبلغ (400) أربعمائة ريال كل شهرين عدا الاشتراك الشهري على أن يخصم ما زاد عن المبلغ من راتبي وقد وقعنا أوراقاً بذلك ويوجد جهاز جوال بالسوق يجعل هذه الشريحة تعمل كالشريحة المفتوحة هل يجوز لي استخدام مثل هذا الجهاز؟
إذا كانت الشريحة ذات الأرقام الستة لا تمكنك من الاتصال إلا فيما يخدم العمل فقط، ومع ذلك حددوا لك مبلغ أربعمائة ريال: فمعنى ذلك أنهم يمنعون استخدامها خارج نطاق العمل من باب أولى.
وبكل حال: فالمرجع في ذلك جهة عملك التي سلمتك هذه الشريحة، فلابد من استئذانها فإن أذنت لك في استخدامه استخداماً مفتوحاً جاز لك ذلك، وإلا فلا.
المجيب
د. عبد الله السعيدي
==========
==========
كيفية الجمع بين دعاء رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لخادمه أنس بطول العمر كما ثبت هذا عند أصحاب السنن وبين نهيه لزوجته أم حبيبة -رضي الله عنها- كما ثبت في صحيح مسلم عندما قالت: اللهم متعني بزوجي رسول الله وبأبي أبي سفيان وأخي معاوية؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أقول وبالله التوفيق:
إن الدعاء من الأسباب التي تحقق المقصود بإذن الله تعالى، بل هو –إذا استتم شروط الاستجابة- أعظم الأسباب على الإطلاق؛ لأنه طلب من مسبب الأسباب ومحقق الغايات، وهو الله تعالى، وهو القائل:"ادعوني أستجب لكم"[غافر: 60].
فكما أن الأرزاق وعافية الأبدان والسعادة أمور مقدرة، ولم يناف ذلك طلبها بالأسباب المشروعة، فكذلك طلبها بالدعاء لا ينافي الإيمان بكونها مقدرة في علم الله تعالى من الأزل، والأعمار من جملة الأمور المقدرة أيضاً، يشرع أن تُتّبع الأسباب المشروعة (ومنها الدعاء) لإطالتها ومد أجلها.
وأما ما جاء في حديث أم حبيبة في صحيح مسلم رقم (2663) أنها دعت فقالت:"اللهم متعني بزوجي رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية: فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: قد سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئاً قبل حله، أو يؤخر شيئاً عن حله. ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب النار أو عذاب القبر كان خيراً وأفضل" فلهذا الحديث توجيهان:
الأول: إما أن النبي –صلى الله عليه وسلم- علم بالوحي أن أعمار الذين دعت لهم أم حبيبة لن يزاد عليها بدعائها، فنهاها عن ذلك لذلك.
الثاني: وإما أنه قصد أن يرشدها إلى ما هو خير لها وأفضل من أن تدعو بزيادة الأعمار والتمتع بها في الدنيا، وهو الدعاء بالنجاة من عذاب النار وعذاب القبر.
وهذا المبحث من مباحث القدر الكبرى، وله علاقة بتفسير قول الله تعالى:"يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب" [الرعد:39]، وقد تكلم عنه المازري (تـ536 هـ) في المعلم بفوائد مسلم بكلام جامع نقله عنه من جاء بعده (3/184-186) فانظر: إكمال المعلم للقاضي عياض (8/153-156)، والمفهم للقرطبي (6/681-682) وشرح النووي (8/452-454)، والله أعلم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
المجيب
د. الشريف حاتم بن عارف العوني |