مقال صحفي
سعد السبيعي
ظهر الفريق الهلالي في لقائه الأخير ضمن مباريات التصفيات الآسيوية للأندية الأبطال التي استضافها نادي العين الإماراتي، بصورة محزنة وفريق "شبيه" بالهلال الذي عهدته الملاعب المحلية والخليجية والآسيوية فريقا صعب المراس على أرض الملعب سواء في حالة الفوز أو في حالة الخسارة. هلال اليوم هلال يلعب ويشارك باسمه وجماهيره ورصيده السابق، إلا أن فريق اليوم أصبح غير قادر على الفوز على أرضه وبين جمهوره على فرق صغيرة تأكد هبوطها إلى أندية الدرجة الأولى بعد أن كان لا يتوقف هجومه عند الرقم "5" من الأهداف، كان هلال النجوم الكبار الذين صنعوا مكانة الهلال الخارجية بعد أن عززوها محليا وأعني بهم: القائد المخلص صالح النعيمة، ولاعب الوسط المخلص فهد المصيبيح، وحارس المرمى المخلص إبراهيم اليوسف، والمدافع المخلص حسين البيشي، وجيل هؤلاء النجوم الذي فرضوا أنفسهم على خريطة نجوم الكرة السعودية وتجمع الجماهير الرياضية على مختلف ميولاتها على جدارتهم وكفاءتهم ومهاراتهم وعطائهم المتدفق، وبالتالي فرضوا اسم فريقهم الكبير على كل متابع محلي أو خارجي لأن الفريق المبدع والفريق الذي يقدم كرة رائعة لا يقتصر الإعجاب به على أنصاره ومنسوبي النادي وحسب بل يتجاوز ذلك إلى شريحة عريضة من الوسط الرياضي الذين يقدرون التميز والمتميزين ويستطيعون تمييز الإبداع والأداء المختلف الذي يطرحه الفريق على أرض الملعب دون تعصب لفريق أو مبالغة بحق فريق على حساب فريق آخر.
هلال النعيمة ذهب كما يبدو لي من دون رجعة في ظل المعطيات من القدرات من اللاعبين الحاليين، فالقدرات المتوفرة للفريق في الوقت الحاضر أصبحت قدرات محدودة وعطاؤها غير كاف لمجاراة الآخرين بسبب الإصرار الغريب في الإدارات الهلالية في السنوات الثلاث الأخيرة على الاستمرارية بعناصر قدمت كل ما لديها ولم تقصر حينذاك لكن التمسك بها على حساب وضد مصلحة النادي هذه هي نقطة ضياع هوية الفريق الهلالي الذي أصبح رهين قفزات عابرة من بعض هؤلاء اللاعبين في بعض اللقاءات ثم يتم البناء عليها...!!
معايير السن وتقويم الأداء السنوي أداتان غائبتان عن أنظار الإدارات الهلالية في السنوات الأخيرة، ويجب أن تعلم هذه الإدارات أنه ليس الهلال النادي الوحيد الذي يحب لاعبيه ويقدرهم بل جميع أندية العالم تفعل ذلك، وربما تزيد، لكن لا تعني محبة اللاعبين أن يبقوا في الفريق إلى أن يبتعدوا من أنفسهم وليس بحكم معايير تقويم سليمة وموضوعية ومتجردة. إن التراجع والتدني الواضح في الأداء الفردي والجماعي للفريق الهلالي سواء في منافسات كأس دوري خادم الحرمين الشريفين أو في منافسات التصفيات الآسيوية بالعين يطالب الأسرة الهلالية أكثر من أي وقت مضى بضرورة القيام بتصفية الفريق الحالي بمعيارية فنية موضوعية والاعتماد من الآن على العناصر الشابة من النادي أو من خارجه فليس من العيب الاستعانة بكفاءات وقدرات من خارج النادي لأن نظرة أولية على أكبر أندية العالم وأنجحها تعطيك دلالة على حاجتها واعتمادها على عناصر من كل مكان.