ساهر ما بين الصواب والنصب
بلا شك أن ساهر قد ساهم في إخفاض نسبة الحوادث بدرجة ملحوظة ورائعة جدا وأنا هنا لست أطالب بآستمراره او إلغاءه بل بمنطقيته حتى يتفق الناس على صواب الفكرة وعدم تحولها لأداة نصب

ودعونا نضرب قبل الخوض في ساهر مثال يتمحور حول النظام وكيف الفكرة تكون رائعة ويحولها من يطبقها الى فكرة سيئة
فلما أصدر قرار وضع قسيمة على عدم ربط الحزام كانت الفكرة تقول أنت يا أيها المواطن العزيز عندنا غالي ونحرص على سلامتك ولو تم ذلك عن طريق الإكراه فسلامتك غاية نسعى لتحقيقها
هكذا مضمون الفكرة لكن تعال معي للتطبيق فحين يأتي شخص غير رابط حزام الأمان ويقف عند رجل المرور لا أدري هل رجل المرور يشعر أن عدم ربط حزام الامان إهانه له فتتغير ملامح وجه ويحاول البحث عن أي مخالفة أخرى فحينما لا يجد يطلع القسيمة ويسجل مخالفة عدم ربط الحزام ولغة وجه وأسلوبه يقولان لك بأكسر خشمك بهذي القسيمة علشان مرة ثانية تحترم نفسك وإذا شفتني أربط حزام الأمان

ولا يشعرك أنه حريص على سلامتك لكن الشغلة دق خشوم ودق لحى
هكذا هو الأمر ببساطة في نظام ساهر تحول النظام من كونه نظام يسهر لسلامتك إلى نظام لدق الخشوم بس بطريقة غير تقليدية فدقة ساهر لخشمك هي أخذ ما في جيبك من مال

وأزيد وأقول هل من المعقول أن الأغلبية غير مبالين بإشارات المرور او اصحاب سرعة تستطيع وصفهم بالمتهورين لا اعتقد ذلك وأعتقد أننا لسنا بهذا السوء والمشكلة العظمى أن لا أحد سلم من قسائم ساهر المجانية وسوف أعود وأوضح ما أقصد بالمجانية
وقبل ذلك نسأل انفسنا سؤال مهم هل الهدف من نظام ساهر سلامة المواطنين او حصد أموالهم
بالتأكيد الدولة أنشأت هذا النظام من أجل سلامتهم فمن الواجب إشعارهم بوجود ساهر وإشعارهم بالسرعة المتاحة والأنظمة التي يجب أن تتبعها حتى لا تكون عرضة للجزاء

ونعود لموضوع القسائم المجانية وما اقصد بها أنا اقصد أن هناك سرعات مقترحة أو بالأصح مفروضة في أماكن انا أجزم أنها غير منطقية ومنها منحنى ليس بذلك الخطورة والسرعة المقترحة ستين كيلو متر في الساعة وأنا أجزم أن سائق المركبة يستطيع دخول هذا المنحنى بسرعة 140وليس ذلك وحسب بل وفي أجواء ممطرة

فنحن نطالب لكي يبقى نظام ساهر في نظرنا على صواب أن يحدث بعض الأنظمة ويجعلها أقرب إلى المنطق وأن يكون هدفه تحذير الناس لا رصد المخالفات وجمع أموالهم
فيصبح في نظر الناس مجرد أداة نصب لسرقة أموالهم فدعونا نصرخ ونقول للمسؤلين عن نظام ساهر هدفكم حماية أرواحنا لا حصد أموالنا