
06/03/2003, 09:53 PM
|
زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 29/10/2002 المكان: بين الورود
مشاركات: 34
| |
هيلفيشيا & نواف التمياط ! [c]"هيلفيشيا"[/c]
[c]شاءت الأقدار أن أزور سويسرا (هيلفيشيا) كما تنطق بلغة السكان الأصليين صيف عام 2000 برفقة صديق عزيز على قلبي. كنا بضيافة خال صديقي الذي يعيش منذ 33 عام في (جنيف) تلك المدينة التي كنت أحسبها عاصمة سويسرا إلى ان أخطرني صديقي العزيز بأن (بيرن) هي عاصمة سويسرا وليست جنيف .
كانت معرفتي بسويسرا لا تتعدى الساعات والشوكولاته والبنوك المصرفية التي اشتهرالسويسريون بها, ولكن منذ ان وطأت قدمي مدينة جنيف حتى بدأت هذه الصورة الذهنية المتواضعة عن سويسرا بالتلاشي لتحل محلها الصورة الصادقة والحقيقية لسويسرا (بلاد الألب) وكان الفضل بعد الله لصديقي العزيز في رسم ملامح وجه سويسرا الحقيقي لي.
ما كنت اجهله عن سويسرا انها تعتبر من أقدم بلدان العالم حيث مضى على تأسيسها 700 عام ويرأسها بالتناوب 7 رؤساء يتبادلون الرئاسه وبعض الحقائب الوزارية الهامة فيما بينهم , ويتحدث السويسريون ثلاثة لغات رسميه هي الألمانيه (الشفيترز دويتش) والفرنسية والإيطالية بالإضافة إلى لغة رسميه رابعة هي الرومانش (لغة السكان الأصليين) الذين يقطنون الآن في جبال كنتون (ابنزل).
صحبني صديقي العزيز إلى بلدة (رورشخ) الواقعة على ضفاف بحيرة (بودن زيه) في كنتون (سان جالن) التي ترعرع فيها وشهدت سنين صباه, توجهنا ذاك اليوم إلى مركز تجاري في تلك البلدة فركنا سيارتنا في احد المواقف التي تتطلب وضع نقود معدنية على حسب المدة التي ستقضيها في السوق , ترجلنا من السيارة وفي طريقنا لدخول المركز التجاري أثار انتباهنا رجل أمام سيارته ممسكا بمحفظته ويقوم بتفتيشها بحثا عن نقود معدنية لوضعها في الميتر (العداد) المخصص بمواقف السيارات , كان واضحا على الرجل انه على عجلة من أمره , دنا منه صديقي ملقيا عليه التحية فرد الرجل وعلى الفور أعطاه صديقي (1فرنك) أي ما يعادل (2ريال و60 هلله)أخذها الرجل شاكرا صديقي ثم بادره بالسؤال كيف أستطيع على إرجاع المبلغ لك فاجابه صديقي بأنه لا يريد منه إرجاع المبلغ فتعجب الرجل وظهرت عليه علامات الدهشة لهذا الموقف الغريب جدا (في نظره).
دخلنا إلى المركز التجاري وبعد برهة من الزمن قابلنا هذا الرجل بالصدفة في احد ردهات المركز التجاري فاقترب منا مبتسما فقال: أنتما ليس من هذه المنطقة ؟ أليس كذلك قال صديقي: هذا صديقي
ليس من هنا (يقصدني) أما أنا فمن هنا قال الرجل : ولكن لا يبدو على شكلك انك من هنا أجابه صديقي: أنا عشت هنا منذ الصغر ولكنني في الأصل لست من هنا صمت الرجل قليلا متفحصا وجوهنا ثم بادرنا بالسؤال: أنتما مسلمان أليس كذلك؟ قال صديقي نعم قال كنت متأكدا من ذلك لأنني اعرف المسلمين جيدا وما قمتا به تجاهي لا يفعله أهل هذه المنطقة ولمعرفتي الحقيقية بأخلاقيات المسلمين لم يخوني حدسي بأنكما من معشر المسلمين , بدأت الحيرة والفضول تجتاح وجوهنا مما دفعنا لسؤاله من أين هو وماهي ديانته فأجابنا انه يهودي !!!!!!!!
قد نكون كمسلمين لا نحتاج لشهادة هذا الرجل لان ديننا الحنيف بفضل الله عز وجل هيئت له أسباب الكمال فأصبح كالشمس لا يحجبه عن الناس حاجب , ولكن في حقيقة الأمر كان لكلمات هذا الرجل اليهودي عن الإسلام الأثر البالغ في نفسي . فهو رغم يهوديته إلا انه يدرك المفاهيم الإسلامية الراسخة التي دفعت صديقي العزيز الذي ترعرع في مدينته الى تقديم المساعدة دون شرط أو قيد .
لعلي أدركت من خلال هذه الحادثة البسيطة إن التقصير ليس من الإسلام وإنما التقصير من المسلمين أنفسهم الذين تخاذلوا في إيصال رسالة الإسلام السامية التي استطاع رجل أمي قبل أكثر من 1400 سنه إيصالها للبشرية كلها دون زيف أو كذب رجل كان يدعى محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
******************
الأيام قد تبدو مثل مجموعة ورود...
متشابهة من النظرة الأولى ...
ولكنها تختلف كليا عند التمعن بها ...
وكذلك البشر!!!!
[/c]
بقلم : نواف بن بندر التمياط
أتمنى أن تعجبكم |