لا زلت أذكر ذلك الوقت .. وقت الفتنة .. عندما قلب ظهر المجن بعض شبابنا و صوّبوا خناجرهم تجاه بلدهم و أبنآءه !
تبعات ذلك الوقت لا زلنا نعيشها أمامنا وهي عمليات تسير على قدم و ساق بخطى حثيثة .. استهدافنا في ديننا و عاداتنا و تقاليدنا و مشايخنا و علمآءنا .. المناهج تتغير .. الإبتعاث على قدم و ساق لكي يتعلّم خرّيج الآداب الأدب من أمريكا و خرّيج اللغة العربية يعود سيبويه بعد الماجستير في السربون الفرنسية و صاحب اللحية منير الوجه يعود حليقاً ذا وجه مظلم قد اكتنز أمراضاً نفسية و عضوية .. المراكز الصيفية تُعشش على أبوابها العناكب إلاّ نادراً .. ومراكز التحفيظ قد تكون مسارح لهذه المسرحية الكبيرة ..
امتحان "الوطنية" في كل شاردة و واردة فإن أردت أن تسلم فلترفع علماً أو تضع ملصقاً !
...
ظهرت نابتة في ذلك الوقت تُطالب " بتجفيف المنابع" فانتبهوا -رعاكم الله- كل واحد ياخذ باله من ينبوعه إن شا الله يكون مغسله !
والمنابع هي هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .. أبو لحيه و ثوب قصير .. إمرأة حشمت نفسها و صانتها .. رجل ذا مبدأ و عادات و تقاليد لايتزحزح عنها .. صبي يحفظ القرءآن .. أو مجموعة من الشباب يجتمعون على فائدة .. وعلى رأسهما كتاب الله وسنة نبيه و مؤلفات من سار على هديه ..
...
هذه النابتة نفسها الآن تدعو إلى التسامح و وحدة الصف وأن لا تؤخذ الأكثرية بجريرة الأقلية ! تباً لهذه المعايير المزدوجة و الكيل بمكيالين .. هذا إن فرضنا جدلاً أن مايقوم به هؤلآء هم أقلية !
في موضوعي هذا لا أرغب بأن أتطرق لمسألة "المواطنة" و "التعايش" و "الحقوق" لأن هناك أناساً قد طرقوا و بحثوا في هذه الامور .. ولكن أحببت أن تكون لي وقفة على من يُطلقون على أنفسهم " ليبراليين".
...
حال مرير عندما تتحكم أقلية في ظل أغلبية صامتة ..
موضوع له صله قد كتبته قبل ثمان أو تسع سنين لمن يرغب بقرآءته :