جلست القرفصاء استمع الى امام المسجد وهو يخطب فينا البارحة خطبة الجمعة .. كان حديثا ثريا وممتعا لم يمنعني في لحظات متفرقة من الرحيل بتفكيري بعيدا وانا اتخيل ان لقاؤنا مع الجمعة في الاسبوع القادم لن يكون في شهر رمضان الكريم ! .. ثم منحت نفسي مساحة أخرى لكي أفكر ما اذا كان الله قد قدر لي حضور الجمعة القادمة او هل سيكتب الله لي أن أكون شاهدا على رمضان العام القادم بأذن الله .. في كلا الحالتين سألت المولى أن يحسن خاتمتي وأن يثبتني حين السؤال وأن يغفر لي زلاتي وذنوبي التي لا تعد ولا تحصى .. وان يحرم جسدي على النار فأنا لا أقوى في الدينا على عود ثقاب ملتهب ! فما هو الحال مع نار جهنم وهي تنادي : هل من مزيد .. اللهم أني اعوذ بك من النار ،،،

انقضت شعائر صلاة الجمعة وانا بين مصدق ومكذب أن رمضان الكريم أوشك على الرحيل ! .. الله يسامحك يا رمضان .. تجعلنا نهيم في حبك ثم تغادرنا سراعا ! .. تناولت اصابع يدي نطلب من الله المغفرة حين وقف فينا امام المسجد مرة أخرى راغبا في الحديث .. كان الأمام مبتسما .. وأنا اعشق أهل الدين عندما يبتسمون ! .. فالابتسامة توحي بالأحترام وتوحي بالأمل وتوحي بأن الصعاب مهما عظمت فأنها تصغر عندما نبتسم ،،،

قال الأمام في كلميتن موجزتين : أن أخوكم ( ديلا كروز ) يريد أن يعلن إسلامه ثم اشار له بيده أن يقف بجواره وأخذ يلقنه الشهادة والتي ما ان أنتهى منها حتى أخذ الحضور في المسجد يهتفون عاليا : الله أكبر .. ثم أصطف الحضور تباعا يهنؤون أخونا المسلم الجديد على إسلامه ،،،

كان الحدث مهيبا بالنسبة لي .. فامام ناظري ارى ولادة جديدة لشخص مكتمل النمو ! .. وحياة أخرى تبعث من شخص على قيد الحياة ! .. كانت مجرد كلمات تحمل البساطة في ترديدها وعظيم الغاية والرسالة في مضمونها ومعتقدها .. مجرد كلمات ترسم للرجل الماثل امامي رؤية وتصور مختلف عن علاقته بالله والانسان والموت والحياة والدنيا والآخرة .. مجرد كلمات كفيلة ان تنقل هذا الماثل امامي من جحيم جهنم الى نعيم الجنائن .. مجرد كلمات كفيلة ان اطلق على هذا الرجل القادم من بلاد بعيدة واصول بعيدة مفردة : أخي المسلم ! .. ضاربة بعرض الحائط كل الشعارات ومليارات الدولارات التي ننفقها في تمجيد انفسنا والقبيلة والوطن !

شعرت للحظات أنني بدأت اشعر بالخوف على أخي الحبيب : ديلا كروز ! .. لست خائف عليه من بني دينه أو بني قومه أو إي اعتبارات أخرى .. فقد أختار طريقه وهو أهل للمسؤولية والتحديات التي سوف يواجهها في طريقه ولكن خشيت عليه من أنفسنا ! .. خشيت عليه في الأيام القادمة عندما يلتقيه ممن يعتقد إنهم أخوانه من المسلمين وهم يتحدثون اليه بغلظه لأنه مجرد عامل ضعيف ! .. خشيت عليه عندما يلتقيه ممن يعتقد إنهم أخوانه من المسلمين ويجدهم يحقرونه ويتطاولون عليه لأنه غريب عنهم ! .. خشيت عليه أن يعتدي عليه ممن يعتقد إنهم أخوانه من المسلمين فلا يجد من ينصفه لأنه ليس من بني جنسهم ! .. خشيت عليه من انفسنا وعاداتنا وانظمتنا التي جعلت من قيم الدين واخلاقياته عادة وليس واقعا مثلما العادة ان نستيقظ صباحا ونقوم بتفريش اسناننا استعدادا لإلتهام الآخرين !

ذهبت الى أخي الحبيب ديلا كروز وأحتضنته وأنا ادعوا له بالثبات على الحق والدين وأن لا تكون أخلاق مجتمعاتنا وأمراض نفوسنا بالنسبة له فتنة في دينه الجديد !

تقبل الله منا ومنكم أحبتي .. لا تنسوا الاسلام والمسلمون من دعائكم ،،،

ودمتـم في خيـر

اللهم آمين

والشكر موصول لك يا غالي .. تقبل الله ،،،

حياك الله ابراهيم

ليس هنالك تعليق بالنسبة لي يا غالي .. سوى نسأل الله للجميع الهداية ،،،

شاكر ومقدر لك كريم ملاحظتك ونحن بين الأيادي

كل عام وانت بخير ،،،