نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

طاش بين الماضي والحاضر

طاش ما طاش أشهر مسلسل سعودي وحتى خليجي عايشناه منذ صغرنا وأضحى وجبه رئيسية على الإفطار .
حمل هذا المسلسل الكثير من القضايا بأسلوب ساخر وخفيف دخل على قلوب الناس بدون تكلف عاما بعد عام وجزءاً بعد جزء ، كان شامل المواضيع متعدد النقاش بعيداً عن السخرية والتجريح . يحمل الهم ويعالجه
لكن ما كتمل شيء إلا ونقص فمنذ بضع سنين وهذا المسلسل يجر المشاكل ويتطرق إلى مواضيع حساسة لا تناقش ولا تتناول بتلك الطريقة .
بالأمس كان طاش بسيطاً مبسطاً تعشقه البنت والولد الرجل والمرأة حفظنا قفشاته وشخصياته وتعددت علينا مواضيعه وتشعبت إلا أنها بقيت بالقلب والذاكرة .
لكن ومنذ صدور قرار إيقاف عرضه على التلفزيون السعودي بسبب بعض المخالفات وهو اتخذ لنفسه طريقة صعبا شائك .
فلم يراعي حرمة دين ولا مشاعر المتابعين وكأني به يسلك طريق الانتقام.
لكن مِن من ينتقم ؟
أهم رجال الدين فعلا ؟ وإن لم يكونوا فلماذا يتطرق إلى إظهارهم بتلك الصورة المشينة والمخزية حلقة تلو الحلقة ولا يُفوّت عاماً حتى يحمل بطيات حلقاته السخرية والاستهزاء برجال الدين .
هل خلت الساحة من مشاكل اجتماعية حتى لم يبقى إلا الدين وأهله ، أم إنهم أفلسوا كوميديا ولم تعد لخفة ظلهم وجود فتكررت علينا شخصياتهم وتشابهت مواضيعهم الكوميدية .
أتحدث بلساني الشخصي والغير سعودي ولكني استقرب حقيقة من هذا الإصرار المتعمد والمتكرر من هذه الهجمة الشرسة على رجال الدين والهيئة بشكلاً خاص ، حتى حين قررا بطلاه الاستغناء عن هذا المسلسل لعام واحد واستبداله بمسلسل آخر تشاركا على بطولته بشخصيات مستهلكه في طاش لم تسلم عليهم الهيئة والنقد اللاذع .
بالأمس كان طاش محبوبا من الجميع آمن إن صح التعبير على أفراد الأسرة لكني به وقد شاخ عاد مراهقاً لا تؤمن عواقب النظر إليه.
فلم تعد هناك حرمه للأسرة بإفرادها ولا لشهراً فضيل وقدسيته ، وحتى يضمن بطلاه بقاء اسمه متداول في الصحف وبقاء إثارته تعمدا الغوص في أعماق محظورة وجوهر أمورا لا يعلمان منها إلا ظاهرها .
يطل القصبي ليشرح وضع الربا دينيا وكيف كان وكيف أصبح حالياً ويأتي بالدلائل والأمثلة وكأني به يفتي ألم يعلم أن هناك من هو افهم منه علماً وديناً كالمفتي العام للمملكة ، فهل نصدقه أم نصدق المفتي .
لم أجد حقيقة سوا إفلاسهم فكريا وكوميدياً ويعلمون إن الزوبعة لن تحدث إلا بتطرقهم لرجال الدين، فالحياة مجالات ألم يبقى إلا هذا المجال نحقر من هم به ونجعلهم طريقاَ للشهرة والزوبعة الإعلامية .
طاش حاليا في الحلقات الكوميدية البحتة التي يعرضها لا تجد فيها ابسط مقومات الكوميديا ولا ترتقي ليطلق عليهم حلقة كوميدية ولم يبقى منهم إلى ترسبات كوميديا لعل السبب إفلاسا فكريا كما سلف الذكر والاستهلاك المفرط للشخصيات التي لازمتهم منذ زمناً بعيد ، واستعراض إخراجي لا أكثر ولكم في حلقة بعير كونج خير دليل.
كما إني ابدي استغرابي أن تناقش مشاكل المجتمع وهمومه بهذه الصورة السطحية والمختزلة فجميع المسلسلات تناقش المشكلات الاجتماعي والقاسم المشترك بينهم (بالأسلوب الساخر) وفي رمضان والكل ينقاش حتى مدمني البالتوك حملوا على أعناقهم مشكلات جما واطلوا علينا رسوما كرتونية بعد أن كانوا أصواتاً بلا صور .
سقى الله تلك الأيام التي كان فيها طاش علامة (كوميدية) فارقة على مستوى السعودية والخليج وحتى الوطن العربي. فأظهر السلبيات بشكلا ايجابي وزاد الإيجابيات بريقا ولمعان.
جنب الله المالكي شر الغرور وأبعده عن طريقه فسكتم بكتم حاليا هو طاش أيام زمان وإن كانت بعض حلقات هذا العام نسخة جديدة للنقد البناء من حلقات طاش أيام زمان فهل سيكون دوام الحال ليس بالمحال.

تحياتي وتقديري
بقايا قلم