
15/02/2003, 01:26 AM
|
زعيــم متألــق | | تاريخ التسجيل: 13/12/2002 المكان: الرياض
مشاركات: 1,323
| |
سيِّر علينا يا هوى، ( المسيار ) [c]
بعد مفاجآت مهرجان دبي للتسوق والسحب على جوائز المليون جاءت مفاجأة كبرى بخبر منح زواج المسيار في الإمارات الاعتراف الشرعي ومنحه غطاء مؤسسة الزواج المقبول بعد أن ظل يسبح في بحيرة تنظيم العلاقات غير المرغوب بها اجتماعيا، وأدخلت التحسينات الممكنة على وجه زواج المسيار لكن هذه التحسينات ظلت في سياق الشعار الاجتماعي المعروف والمعلن جهارا وهو (حماية حقوق الذكور في كل الأمور وعلى مر العصور)، فجاء شرط الإشهار بحدود ضيقة جدا يضمن عدم جنوح المسيرات دون علم أهاليهن، فاشترط علم ولي أمرها وأهلها في حين ظل (المسير) يتمتع بسرية اللهو الخفي. ولم تحرز التحسينات أي حق للمرأة سوى حق الميراث، وكأني بالمسير يقول (الله يحيينا!!) وعلى الطرف المقابل الأنثى أن (تبصم) - على اعتبار أن النساء لدينا يطلب منهن أن يبصمن على وثيقة الزواج حتى لو كانت من حملة الدكتوراه أو متخصصات في علوم الفيزياء والهندسة الوراثية - على وثيقة تتنازل فيها عن كل مقومات الزواج الطبيعي، ورغم أن زواج المسيار مرتهن بالتنازل عن هذه الحقوق إلا أن خانة حقوق زوجة المسيار الفارغة اضطرتهم لإيراد كلمة (يحق لها) أن تتنازل عن حقها في (المبيت والنفقة والسكن) وعلى أم العروس أن تلطم بعد زيجة المسيار بدلا من ان تبخرها عن عين الحسود.
والحقيقة أن إعلان الاعتراف بزواج المسيار جاء ليقضي على آخر الحروب التي خاضها بعض المعارضين لتكدير خاطر (المسير)، بعد أن وضع زواج المسيار ضمن جدول أعمال الأمة العربية للقضاء على غول العنوسة وتجفيف منابع وحدتهن، وفق ترتيب زواج (يسير) فيه الزوج على زوجة المسيار، تؤمن له فيه كل (ما يفل الحجاج ويوسع الصدر) لأن الوقت المستقطع لهذا النوع من الزيجات لا يحتمل تباحث الهموم وتعاطي المشكلات اليومية، وقد ظننا أن قانون الأحوال الشخصية قد تجمد منذ زمن طويل حتى أغلق دون حقوق المطلقات والمعلقات وحضانة الأطفال المتنازع عليهم والنفقات التي لا تصل لمستحقيها، فوجدنا أن رحابة صدره تتسع لدحش زواج مسيار كثير الصداع، والغريب ان مشكلة العانس الخليجية تحل بطريقة ترضي الطرف غير المتضرر، هو طرف الذكور حيث لا يناسبهم فتح باب الزواج للعانسات من المسلمين والعرب والخليجيين، ولهم تبرير قصير المدى في التعدد وهو تبرير مفتعل بزيادة عدد الذكور الذين نجدهم في مجتمعات أقل من الإناث. وعلى الرغم أن زواج المسيار الخليجي يتشابه مع تنظيمات زواجية تضمن (توسيع الصدور وبث الحبور وإعلان السرور) في مجتمعات عربية لا تقترف الخطأ الذي نقترفه نحن - بدعم نظام يجيز هضم حقوق الضعفاء وندفع برأسه للخروج علنا أمام الملأ، فترفض هذه التجمعات أن تدلل هذا النوع من الزيجات بمنحها الاعتراف الشرعي المعلن الذي يكمم صوت معارضيه اجتماعيا، بل تتركها ضمن سياق اجتماعي غير مقبول إلا لمن اضطر غير باغ ولا عاد. ومساندة مني في دعم حقوق زوجة المسيار أحب ان أؤكد أن (المسير عليها) (يحق لها) أن تطلب زوجها على هاتف منزله دون أن تعلن عن نفسها وتكتفي بأن تضع له أغنية: سيِّر علينا يا هوى، وهو سيفهم الرسالة!!!!
بدريه البشر : الرياض [/c] |