تواضع مستوى فيليبوفيتش لن يبعده عن الفراعنة



اقترب الصربي زوران فيليبوفيتش من تدريب المنتخب المصري الأول لكرة القدم، خلفاً للمدرب الوطني حسن شحاته، الذي رحل عن تدريب الفريق بعد أن قاده لإحراز لقب كأس أمم أفريقيا ثلاث مرات متتالية في إنجاز تاريخي غير مسبوق على صعيد القارة السمراء.

وشهدت عملية اختيار مدرب الفراعنة جدلاً واسعاً في الأسابيع الماضية وذلك بسبب عدم استقرار مجلس إدارة الاتحاد المصري على مدرب محلي أو أجنبي من بين الأسماء العديدة التي عرضت عليه. ففي البداية أعلن مسؤولو الاتحاد أن البرتغالي نيلو فينغادا هو خليفة شحاته في تدريب الفراعنة، قبل أن يعود الأخير ويعتذر عن تدريب المنتخب المصري بسبب تلقيه عرضاً أفضل مادياً من الصين.

ووقعت وسائل الإعلام الرياضية عقب ذلك فريسة عدم اتفاق أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المصري على اسم مدرب بعينه؛ حيث تم طرح اسمي طلعت يوسف مدرب فريق الشرطة الذي ينافس في الدوري المحلي وشوقي غريب مساعد حسن شحاته في الفترة الماضية، قبل أن يتم الاستقرار على الاستعانة بمدرب أجنبي من بين عدة أسماء عُرضت على سمير زاهر رئيس الاتحاد، وهم الكولومبي كارلوس ماتورانا والأميركي بوب برادلي والفرنسي هيرفي رينار، قبل أن يستقر مسؤولو الاتحاد على اسم مدرب رابع لم يطرح من قبل، وهو الصربي فيليبوفيتش.

مسيرة متواضعة


وبعكس الشخصيات الأخرى، فإن السيرة الذاتية لفيليبوفيتش تبدو متواضعة جداً بالمقارنة مع أسماء أخرى مثل برادلي مدرب المنتخب الأميركي السابق، والذي قاده إلى ثمن نهائي مونديال جنوب أفريقيا، وماتورانا الذي قاد المنتخب الكولومبي إلى التتويج بلقب كأس أمم أميركا الجنوبية "كوبا أميركا" عام 2001، أو حتى المدرب الوطني شوقي غريب الذي قاد منتخب بلاده تحت 20 عاماً إلى الفوز بالمركز الثالث في مونديال الشباب عام 2001، قبل أن يعمل طوال الست سنوات الماضية مساعداً لشحاته في تدريب الفراعنة.

ويبلغ فيليبوفيتش من العمر 58 عاماً، وكان أحد أبرز اللاعبين في فريق ريدستار اليوغوسلافي؛ حيث لعب له لمدة عشر سنوات (1970 – 1980) وخاض خلال هذه الفترة 520 مباراة أحرز فيها 302 هدفاً، قبل أن يلعب لعدة أندية أخرى أبرزها أبرزها بنفيكا وبوافيشتا البرتغاليين.

وبدأ فيليبوفيتش مسيرته كمدرب محترف عام 1988 وعمل في البداية كمساعد مدرب في عدد من الأندية منها بنفيكا وسامبدوريا الإيطالي كما عمل مساعداً لمدرب المنتخب اليوغوسلافي عدة مرات آخرها كان عام 1999 ولمدة عام واحد فقط، كما درب فريقه القديم رد ستار لمدة عامين متتاليين (2001-2003).

وتُعد أبرز المراحل في مسيرة فيليبوفيتش التدريبية عندما تولى تدريب منتخب مونتنغرو لمدة ثلاث أعوام (2007-2010) لم يحقق خلالها نتائج تذكر قبل أن يتجه لتدريب فريق "غولدن أروس" الجنوب أفريقي موسم (2010-2011).

ومن أبرز إنجازات فيليبوفيتش على مر تاريخه، تمكنه من الفوز مع فريق ريد ستار بلغراد بلقب كأس صربيا ومونتنغرو عام 2002، علماً بأنه عمل في المنطقة العربية لفترة وجيزة من قبل، عندما قام بتدريب فريق الشعب الإماراتي موسم (2003-2004) دون أن يحقق نتائج تذكر مع الفرق.

والمثير أن المنتخب المصري لم يحقق أي نتائج تذكر مع أي مدرب أجنبي في الفترة الماضية باستثناء الفوز بكأس الأمم الأفريقية مع الإنكليزي مايكل سميث عام 1986 قبل أن يرحل الرجل عقب خروج الفراعنة من الدور الأول في بطولة أمم أفريقيا عام 1988 في المغرب.
ولجأ المنتخب المصري إلى الاستعانة بمدربين أجانب على فترات متقطعة طوال تاريخه حيث تولى الروماني راديلسكو تدريب الفريق في مطلع التسعينات، قبل أن يقال سريعاً وبدون أن يخوض أية مباراة رسمية مع الفريق لتواضع مستواه. كما استعان الاتحاد المصري بالفرنسي جيرار جيلي، الذي قاد المنتخب المصري إلى الخروج من ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية عام 2000. ويعتبر الإيطالي ماركو تارديلي هو آخر مدرب أجنبي تولى تدريب المنتخب المصري ولكنه أقيل سريعاً من منصبه عقب فشله الذريع في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم عام 2006 التي أقيمت في ألمانيا.

ورفض الاتحاد المصري أن يمنح الفرصة لأي مدرب وطني لتولي المسؤولية في المرحلة القادمة، على الرغم من أن معظم إنجازات الفراعنة تحققت تحت قيادة مدربين وطنيين بداية بمحمود الجوهري الذي صعد بالفريق إلى نهائيات كأس العالم في إيطاليا عام 1990 ووصولاً بشحاته صاحب الإنجاز التاريخي بالفوز بأمم أفريقيا ثلاث مرات متتالية.

المصدر:-_-